ألغام شبوة.. أرضٌ لوّثها الإرهاب الحوثي
يومًا بعد يوم، تُكشف جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية على الملأ، ففي وقتٍ تملأ فيه العالم بأكاذيبها وادعاءاتها يسقط مئات الشهداء بجرائمها التي تستهدف المدنيين.
في هذا الصدد، صدر بيانٌ عن البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، أفاد باستشهاد وإصابة 45 من المدنيين معظمهم أطفال جراء ألغام مليشيات الحوثي الموالية لإيران، زرعتها في ثلاث مديريات بمحافظة شبوة خلال العام الماضي.
وقال منسق البرنامج الدكتور علي الشاعري إنّ فرق التوعية بمخاطر الألغام رصدت بيانات 45 شهيدًا ومصابًا بانفجار الألغام في مديريات بيحان وعين وعسيلان، موضحًا أنّ الألغام الحوثية أودت بحياة سبع حالات من بينها ثلاثة أطفال، فيما أصيب 38 حالة من بينهم 23 طفلًا.
وبفعل "الإرهاب الحوثي"، أصبح اليمن أكبر دولة مغلومة على مستوى العالم، حيث زرعت المليشيات أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، ما جعلها أكبر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقبل أيام، كشف القائد السابق للقوات البريطانية الجنرال سير مايكل جاكسون أنّ آثاراً مروعة ستخلفها مئات الآلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي، معتبراً أنّها "محنة طويلة الأمد".
جاكسون أوضح في مقالٍ بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنّ "الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام التي خلفها الحوثيون هناك"، وأضاف: "حجم التحدي هائل، بسبب وجود عدد كبير جدًا من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تم زرعها هناك، إلى جانب بقايا الذخائر غير المتفجرة، التي يتبين من كثير منها أنها من إيران وحزب الله".
وأشار إلى أنّ الأمر الأكثر قلقاً، أنّ هذه الألغام تستهدف المدنيين، مع وجودها داخل المنازل والحقول والموانئ، لكنّ بعيدًا عن تسبُّبها في وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين والجيش، لافتاً إلى أنّ هذه الاستراتيجية جعلت العودة إلى الحياة الطبيعية أمراً بالغ الصعوبة في تلك المنطقة التي تحررت من سيطرة الحوثيين، وستكون عملية إعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي دمرتها الحرب، أكثر صعوبة بكثير وأبطأ وأكثر إيلاماً.
ليس هذا أول تحذير من مخاطر "ألغام المليشيات"، ففي مطلع فبراير الجاري كشف مشروع برنامج "ACLED" الدولي، أنّ مليشيا الحوثي الانقلابية حوّلت اليمن إلى أكبر دولة مغلومة على مستوى العالم.
وقال البرنامج - المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها - إنّ "الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، ما جعلها أكبر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية"، لافتًا إلى استشهاد 267 مدنياً على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تمّ الإبلاغ عنها منذ العام 2016، ويشمل هذا الرقم الأسماء المسجلة رسمياً فقط.
فيما تشير تقديرات - بحسب قناة "العربية" - إلى أن عدد الشهداء بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنياً، فضلاً عن آلاف الجرحى، وأنّ الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يؤدي أيضاً إلى إضعاف النشاط الاقتصادي، وكثيراً ما أصابت الألغام الأرضية التي يتم زرعها في المراعي المزارعين والحيوانات التي تُشكِّل المصدر الرئيسي لكسب العيش بالنسبة لكثير من الأسر في المناطق الريفية.
وذكر البرنامج: "ازدادت حدة الانفجارات الناجمة عن الألغام الحوثية منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المشتركة بحملة عسكرية في محافظة الحديدة الغربية، والتي تشكل حوالي 60% من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بالألغام التي زرعها الحوثيون في عام 2018، كما ازدادت حوادث الألغام تدريجياً خلال العام الماضي، وبلغت ذروتها في ديسمبر 2018 ويناير 2019 وهي الأشهر الأكثر دموية منذ أن بدء توثيق أحداث العنف".
وتابع: "تفحص البيانات عن كثب، يمكن أن يساعد في تفسير العوامل التي تقف وراء هذه الزيادة، حيث تفيد التقارير بأنّه بين يناير ومايو من العام الماضي، قتلت الألغام التي زرعها الحوثيون، ما يبلغ متوسطه ثلاثة مدنيين في كل شهر في الحديدة".