ماذا انجز الانتقالي منذ تأسيسه؟!

حسين حنشي

أرسل لي استاذي منصور صالح مقطع للقاء له في قناة السعيدة -وهي قناة فقط ساقول لكم انها تدار من قبل سمير الشميري وهذا كفاية لتعرفون ماذا يعني حتى لا اطيل – المذيعة سالت الاستاذ منصور :ماذا حقق الانتقالي هات لي نقاط ؟!..

ومع ان الحيز كان ضيق وقاطعته كثيرا الا ان الاستاذ منصور قدم اجابة نموذجية ! انا هنا قررت بعد ما اطلعت على اللقاء ان اكتب عن ماذا حقق الانتقالي في 22 شهر منذ تشكيله وماذا حققت هذه القيادة حتى منذ ما قبل تشكيل المجلس لانها كانت في نفس المهمة منذ ما بعد تحرير العاصمة عدن وسأستعرض ما تحقق عسكريا وامنيا وسياسيا ودبلماسيا واعلاميا وتنظيميا .

1)عسكريا وامنيا :

هذا الملف هو الاهم بسبب الظروف الحالية في اليمن والمنطقة ككل وحالة الحرب المستمرة وهو مراكز كل الملفات في مثل هذه الظروف وهذا البعد حرم منه الجنوب منذ 94م وكانت سلطات القمع تستطيع سحق مليونية بعشرة أطقم للسقاف.

ارتكازا على مقاومة الجنوب من كل المحافظات وثمان كتائب من مقاومة الجنوب قبل الحرب كان يدربها القائد عيدروس الزبيدي من كل محافظات الجنوب كذلك استطاعت هذه القيادة تطهير عدن امنيا وتحرير مديرية تلو المديرية من الإرهاب بعد ان وصلت العمليات الإرهابية الى مستوى مخيف لايمر يوم دون سيارة مفخخة او انتحاري وبضع عمليات قتل بكاتم الصوت وبلغت الخسائر في ارواح الحنوبيين في بعض الايام اكثر من خمسين شهيد كما حصل لطالبي التجنيد ولمستلمي الرواتب وبعد استشهاد المحافظ .

تدريب وتاهيل اكثر من 50الف مقاتل جنوبي في الحزام والنخب في جميع المحافظات وتخريجهم دفعات محترفة وتسليحهم لتامين وتحصين الجنوب .

أنهت القيادة الإرهاب بشكل مذهل لم يحصل من قبل في الجنوب في كل مراحل مابعد الوحدة التي كانت فيها التنظيمات تحتل محافظات متى ارادت وينشط في الجنوب اخطر فرع لتنظيم القاعدة في العالم حسب تقارير غربية .

مدت القوات الجنوبية السيطرة الجنوبية في كل محافظات الجنوب وحررت معاقل كانت تعد من الخيال تحريرها في ابين وشبوة وحضرموت من الإرهاب .

أصبحت القوات الجنوبية ممتدة من باب المندب غربا حتى أقصى المهرة شرقا ويسافر الجنوبي مرفوع الرأس وبأمان تحت حماية قواته في كل هذه المساحة .

هذا التامين ليس بعد امنيا فقط بل عسكريا وميزان قوى وفرض شروط يخدم السياسة وجعل للجنوب كلمة عليا في ارضه يقبل من يريد وكما يريد وينفي من يريد متى يريد وهذا معنى ان تكون سلطة امر واقع ومشروع دولة وهذه معادلة استراتيجية ليس لها ثمن أبداً ورحم الله شهداء الوطن الذين ضخوا من اجل ذلك ولاتزال الدفع تتخرج باستمرار بعد ان اصبح لدينا قوام جيش دولة عدد وعدة ويمتد على كل ترابنا ..

وهذا إنجاز كان مرتكز لكل الإنجازات الأخرى وانجاز ما بعده إنجاز رغم كل الصعاب والحروب على الجنوب كن كل القوى .

2)سياسا :

سياسيا استطاعت قيادة الجنوب التصرف بذكاء منذ البداية ورغم النفور العربي من الحراك وارتباطه السابق بايران والأسبق بروسيا والشيوعية في محيط مغاير ان تؤيد عاصفة في اللحظة المناسبة وان تعيد الثورة الجنوبية الى محيطها رغم اصرار القوى اليمنية على منع ذلك واستمرار عزل الجنوب عن محيطه العربي الفاعل وحققت القيادة أفضل نصر سياسي بترسيخ العلاقة الجنوبية مع التحالف العربي واثبات له ان الحليف الحقيقي في اليمن هو الجنوب وجعله يتفهم قضيته وصدق شعبه وقيادته ومقاتليه وقلبت الطاولة على راس من أراد عكس ذلك واستغلت العلاقة لدعم الجنوب عسكريا وامنيا وماليا وسياسيا لتأهيله في كل المجالات وتجلت تلك العلاقة عندما استخدمت قيادة الجنوب لأول مرة منذ 94م القوة العسكرية لخدمة السياسة في الجنوب وفرص تغيير رئيس الحكومة فقد وقف التحالف العربي ببيان مثل انقلاب لكل التوازنات السابقة وقال :ان الانتقالي فصيل شرعي يقاتل حكومة فاسدة.. هكذا حرفيا قالها الناطق باسم التحالف في اشتباكات يناير الأخيرة وهذا يحسب للقيادة الجنوبية كإنجاز كبير في المجال السياسي .

3)دبلماسيا:

حقق المجلس الانتقالي منذ تاسيسه إنجازات كانت صعبة التخيل ففتح مكاتب للتمثيل لدى 28 دولة حول العالم أهمها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي بممثلية موحدة وهي دول صنع القرار في العالم كما نجح في إفهام كل مندوبي الأمم المتحدة لقضية الجنوب وصرح ولد الشيخ وجريفيث ان مؤتمر الحوار لم يستوفي قضية الجنوب وأنه لا سلام دون الجنوب وصوت شعبه وقيادته وفي كل أحاطه حالية يكون الجنوب حاضرا عكس التجاهل سابقا .

ويتحضر رئيس المجلس لرحلة هي تتويج لكل النجاحات الدبلوماسية الى بريطانيا وأمريكا للظهور في برلماناتها وشرح قضية شعب الجنوب كممثل لهذا الشعب وهنا يعد هذا إنجاز كبير بحكم عمر المجلس والظروف والحروب عليه دبلماسيا .

4)إعلاميا :

صنع المجلس بمواقفه التفاف إعلامي مساند حوله ثم قامت القيادة بتأهيل 50 إعلاميا (كنت احدهم ) في دورات محترفة بجمهورية مصر العربية لدى اكثر المؤسسات احترافا وبشهادات معتمدة من كلية كمبردج البريطانية لتعلم فنون الاعلام الحديث وأثمرت هذه الجهود عن اعلام جنوبي يصنع الحدث حاليا واصبح قوة يحسب لها حساب بجهود الجميع وفي المقدمة القوة المساندة من شباب جنوبي وطني متطوع لخدمة شعبه وقضيته وقيادته وكان الجميع درع للجنوب وهزم آلة عالمية لدول وأحزاب ومرتزقة الاعلام .

الخطوة الثانية بدأت القيادة الجنوبية بتدشين الاعلام الرسمي الجنوبي بإذاعة ستتبعها إذاعتين وبقناتين تلفزيونيتين قادمتين بعد تأهيل الطاقم وجلب احدث الأجهزة وهذه ستكون إكمال لمشروع الجنوب الإعلامي وهذا مشروع اعد باستراتيجية بعيدة النظر رغم كل الضغوط حتى من الحنوبيين وكنا نهدي الشعب في كل مرك حتى تم الإنجاز وكل خطوة منه أتت في وقتها المناسب كما خططت القيادة ولاتزال الإنجازات مستمرة .

5)تنظيميا :

ليس هناك عمل دون تنظيم ولا مشروع دولة دون مؤسسات وفي هذا المجال حقق الانتقالي عمل محترم ومنظم جدا ومنضبط عكس ماضينا المكوناتي الذي ينشق فيه المكون بعد شهر من إشهاره ويشهد فوضى تصريحات وتضارب قيادات فالانتقالي محترف بناطق رسمي وعمل رصين ومنظم جدا .

استكمل دوائر العمل المحترفة والمؤسسات القانونية والتمثيلية التي انجزت الكثير وفي عمل كنا نراه صعب وكبير نجح في إنجاز مشروع الجمعية الوطنية التمثيلية لكل مديريات ومحافظات الجنوب وأخذت اجتماعاتها تعتقد بصورة منتظمة ومحترفة وكل ما حدث من عمل في الأمانة العامة والدوائر والجمعية الوطنية إنجاز تنظيمي يثير الإعجاب من حيث البنية ويستمر العمل لتنجز كل دائرة ومؤسسة العمل الذي عليها بصورة ممتازة !

هذه فقط أمثلة على ما حققته قيادة الجنوب في مجالات بعينها في ظرف زمني بسيط بحساب إعمار الدول وفي ظروف غاية في الصعوبة وخروب من كل نوع ولون ومؤامرات ومحاولات عرقلة .

طبعا سيسال البعض ماذا تحقق للشعب في مجال الرواتب والخدمات ؟ سؤال ممتاز المسؤول عن الخدمات والرواتب هي الحكومة التي تجبي الإيرادات وكل إنجازات الانتقالي التي ذكرت أعلاه هي من اجل إنهاء هذه المشكلة وجعل الشعب وابنائه هم الذين يديرون مواردهم لصنع رخاء للشعب وكرامة بأمانة وذمة وقانون وليس قوى الشمال او أدوات جنوبية لقوى الشمال تستغل الجنوب من اجل الشمال وتسلم رواتب الشماليين من ايرادات الجنوب وتترك مارب رافضة ان يمس احد ثروتها وايراداتها .

ولو افترضنا ان الانتقالي لم يشتغل على الملفات أعلاه هل كان فساد الحكومة سيتغير والخدمات والرواتب سيتغير حالها بل سيكون الحال كما هو بل سيزيد عليه الفوضى الأمنية السابقة والمخفخهات والإرهاب الممتد واستمرار تسلط القوى اليمنية على شعب الجنوب ومقدراته الى نهاية التاريخ .

الانتقالي يعمل من اجل مستقبل ليس فيه تسلط على الشعب ولا فساد ولا تدهور وحاليا هناك حرب مركزية لإعادة الشرعية وهي الحكومة المعترف بها ويجب ان تعمل وتوفر ذلك الى ان تحين لحظة نهاية الحرب العربية على ارض اليمن ضد اطماع إيران فيكون الجنوب بما حققه الانتقالي عسكريا وامنيا وتنظيميا مستعد ليدير شؤونه وموارده وخدمة شعبهه وتوفير الرخاء له .

ما تحقق في هذه الفترة الزمنية يجعلنا فخورين بانفسنا وقيادتنا وشعبنا وشبابنا ونستبشر ان المستقبل لهذا الشعب المبدع وقيادته الشجاعة.

وفي عمر الأمم والشعوب وصناعة الدول من الصفر تقريبا ثلاث سنوات او عشر او عشرين او خمسين قليلة جدا جدا وما تحقق في 22 شهر من عمر الانتقالي اعجاز جنوبي سنفخر به طويلا !

#الانتقالي_يمثلني


مقالات الكاتب