رامز القحطاني.. المناضل الذي هزم المليشيات الحوثية «روحًا وفكرًا»
سطّر رامز القحطاني نموذجاً يحتذى به في مقاومة العدوان الحوثي والحرب العبثية التي تحاول من خلالها المليشيات الانقلابية السيطرة على مفاصل الدولة وسرقة مواردها وشرعنة وجود سياسي مليء بالدم.
"رامز" انضم لصفوف المقاومة الشعبية المتشكلة إثر محاولة مليشيا الحوثي اجتياح "تعز" في عام 2015، وعلى مدى ثلاث سنوات، أصبح مقاتلاً في جبهات صالة، والدعوة، وجبل هان والدفاع الجوي، حتى أصيب برصاص قناص حوثي برجله اليسرى، ليعود إثر تعافيه إلى الجبهة الشرقية للمدينة التي شهدت اشتباكات عنيفة كان من نتيجتها إصابته بقذيفة هاون شبه قاتلة تسببت في بتر كلتا قدميه مطلع عام 2018.
قبل أسبوع، أقام أصدقاء "رامز" حفلاً كبيراً له بمناسبة زفافه مكللاً بأزاهير الفل، محاطاً بحضور رسمي وشعبي واسع، وتكفل اللواء «22 ميكا» في الجيش، بكامل تكاليفه باعتبار رامز أحد منتسبيه.
يقول "رامز" لصحيفة "البيان" الإماراتية: "الإعاقة ليست أطرافاً نفقدها، بل إعاقات في الفكر والروح، ولن تكون الإعاقة الجسدية حاجزاً لاستكمال حياتي أو دراستي".
ولا يزال "الشاب المناضل" مصرّاً على إنجاز ثلاثة أشياء، أولها البدء بمشروع صغير لإعالة والدته وخمسة من إخوته حيث لم يعد راتبه كافياً لمواجهة متطلبات الحياة، فيما ثانيها العودة للدراسة في قسم الحاسوب بجامعة تعز، وثالثها متابعة اللجنة الخاصة بجرحى تعز للسفر للعلاج وتركيب طرفين صناعيين تعويضيين لقدميه التي أفاده المختصون بتكاليفها الباهظة.
يدفع رامز شأنه شأن ملايين اليمنيين، ثمناً باهظاً منذ الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، حيث أدرك الانقلابيون أهمية تصعيد الأزمة الإنسانية ومضاعفة معاناة المدنيين، في محاولة واضحة لإطالة أمد الأزمة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية والسياسية وذلك على حساب ملايين المواطنين.
ضمن أحد الجرائم، ذكر بيانٌ صدر عن برنامج الغذاء العالمي أنّ الانقلابيين الحوثيين يسرقون الأغذية من أفواه الجائعين ويحوِّلون شحنات الطعام، مؤكدًا وجود أدلة على استيلاء الانقلابيين على شحنات الإغاثة، وارتكابهم هذه الانتهاكات فى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وطالب البرنامج، بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن، وأضاف: "تمّ الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية، في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة، وأجريت هذه المراجعة بعد ازدياد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة".
اكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها، المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وفي هذا السياق، صرح ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى.. يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ، يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي".
اللافت أنّ المليشيات أخذت تبيع هذه المنتجات في السوق السوداء بالأسواق لتحقيق أرباح حتى وإن كانت على حساب أوجاع الشعب، ورغم المزاعم الحوثية بنفي تورطها في هذه الجرائم، لكنّ المليشيات حاصرتها أدلة كثيرة على سرقتها لطعام المواطنين وتحويل المساعدات إلى وسيلة للابتزاز والضغط على الأسر المحتاجة للدفع بأبنائها للانخراط معسكرات الحوثيين وإرسالهم إلى جبهات الموت.
وفي شأنٍ غير بعيد، اتهمت الحكومة - في مطلع يناير الماضي - مليشيا الحوثي بنهب واحتجاز نحو 697 شاحنة تحمل موادًا إغاثية، ومنع 88 أخرى من الدخول، خلال أكثر من ثلاث سنوات. وقال بيانٌ صدر عن اللجنة الإغاثية العليا التابعة للحكومة، إنّ مليشيا الحوثي احتجزت ومنعت دخول أكثر من 88 سفينة إغاثية وتجارية ونفطية إلى مينائي الحديدة والصليف بمحافظة الحديدة في الفترة من مايو 2015 إلى ديسمبر 2018.
ومن بين هذه السفن، 34 سفينة احتجزها الحوثيون لأكثر من ستة أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها، إضافةً إلى استهداف سبع سفن إغاثية وتجارية ونفطية بالقصف المباشر.
وخلال نفس الفترة، قام الحوثيون بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في الطرق الرابطة بين محافظات الحديدة وصنعاء وإب وتعز وحجة وذمار، ومداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.
وبالحديث عن الوضع في الحديدة، فقد استشهد ما لا يقل عن 60 شخصاً وأصيب أكثر من 100 آخرين جرّاء الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي خلال شهر يناير الماضي فقط. وشملت إحصائية أوردتها فضائية "سكاي نيوز"، أربع حالات وفاة داخل سجون المليشيات جرّاء التعذيب أو الإهمال الطبي، وحالة وفاة لسجين خرج من سجن حوثي بحالة صحية متدهورة، كما أنّ من بين القتلى كذلك 18 طفلًا و14 امرأة.