المكلا سيدة مدائن الجنوب ومسكونة في القلوب
نجيب يابلي
غادرت مدينتي عدن (المغلوبة على أمرها) فجر الخميس 14 فبراير، 2019 إلى المكلا، حاضرة محافظة حضرموت للمشاركة في أعمال الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، خلال الفترة 16 - 18 فبراير 2019م تحت شعار (استعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية المدنية الفيدرالية المستقلة) ووصلنا إلى الحبيبة المكلا قبل مغرب الخميس.
ثم بدت المكلا ساحرة وأنا أطل عليها من بلكونة غرفتي، فقد رأيت المكلا وقد ارتدت عباءة مدينة البندقية الإيطالية، وتميزت عن سائر مدن الجنوب بهذا المنظر الخلاب، وتأكدت بذلك المقولة التاريخية «أن الحضارات قامت على ضفاف الأنهار وشواطئ البحار»
صدِّقوا أو لا تصدقوا، «إذا خرجت إلى أحد شوارع المكلا أثناء صلاة العصر أو المغرب أو العشاء سترى عشرات العربات (الجواري) وعليها أشتات الخضار والفواكه، ولا أحد بجانبها لأن أصحابها في المسجد، وهذا مشهد غير مألوف في عدن لأنها (أي العربات) ستكون عرضة للسرقة.
إذا باشر أحد هدم مبنى قديم وبداية إعادة إعماره، لا ترى بلاطجة يظهرون للمطالبة بحق الحماية، على عكس ما هو شائع في عدن، ومنها ما حدث في نهاية هذا الأسبوع عندما أقسم أحد البلاطجة لرجل باشر في بناء مبنى مهدم: «إن لم تدفع لنا حقنا في الحماية سنمنعك من البناء ولن يحميك أحد».
أقولها ويقولها غيري: «إن البيئة في حضرموت نقية؛ لأنها البيئة الحضرمية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الانتماء في المكلا واضح، أن المكلا حضرمية، وهو ينتمي لحضرموت، لكن المقيمين في عدن لا ينتمون لها فكرةً وثقافةً وأخلاقاً، وهو الانتماء السابق للاستقلال.. عدن ما قبل 30 نوفمبر 1967م أرفع قيماً من عدن بعد 30 نوفمبر 1967م.