مسالخ الموت البطيء.. السل يغزو سجون الحوثي
لا تقل سجون مليشيا الحوثي الانقلابية التي يقبع فيها الآلافٌ من معارضيها، خطورةً عن العيش في مناطق سيطرتهم، فكلا الأمرين يمثل خطراً محدقاً على حياة الناس.
مصدرٌ من ذوي المختطفين في سجون المليشيات كشف أنّ عدداً من المعتقلين بذمار وسط اليمن، يعانون من تفشي مرض السل، دون أن تعمل المليشيات على إطلاق سراحهم أو نقلهم لتلقي العلاج.
وتلقّت أسرة المختطف هلال الجرف، قبل ثلاثة أيام، نبأ وفاه عائلها الوحيد في سجن المليشيات بكلية المجتمع في ذمار (أحد السجون السرية المستحدثة)، بعد إصابته بمرض السل، الذي أكدت انتشاره بين المعتقلين في السجن المكتظ بالمختطفين.
يأتي هذا فيما أكّدت مصادر من داخل السجن، ظهور أعراض مرض السل منذ فترة بين النزلاء، دون أي تدخل لإنقاذهم من قبل الحوثيين رغم علمهم بالأمر، ما تسبَّب في انتقال العدوى بين المعتقلين بشكل كبير، وبدأت حالات الوفاة بسبب هذا المرض.
كثيرةٌ هي التقارير التي كشفت جانباً من الانتهاكات الحوثية المروعّة ضد المعتقلين في السجون القابعة في مناطق سيطرتها، ففي ديسمبر الماضي كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أنّها وثّقت عمليات تعذيب وحشية ضد معتقلين احتجزوا في سجون يديرها الانقلابيون الحوثيون.
بحسب التقرير، تحدّثت الوكالة مع 23 شخصاً نجوا من عمليات تعذيب أو كانوا شهوداً عليها في مواقع خاضعة للمليشيات الحوثية، كما التقت ثمانية من أقارب المعتقلين وخمسة من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولين أمنيين عن السجون.
تقول الوكالة إنّ أحد المعتقلين عُثر عليه "بعد عام" ملقى في جدول مائي وعليه آثار تعذيب وحشي وحروق جراء الأحماض وسترته ملتصقة بشدة بجلده الذائب.
كما وثّق التقرير أنّ هناك 126 معتقلاً على الأقل قد لقوا حتفهم جراء التعذيب الشديد منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الحرب في البلاد 2014. وسبق أن استخدمت المليشيات الحوثية، المساجد والقلاع القديمة والكليات والنوادي، وغيرها من المنشآت المدنية كمراكز استقبال مبدئية لآلاف المعتقلين قبل نقلهم إلى شبكة السجون الرسمية لدى المليشيات، بحسب شهادات الضحايا وإفادات وكالات حقوق الإنسان.
وفي 2016، اعترفت المليشيات بارتكاب وقائع تعذيب، وشكّل يحيى الحوثي، شقيق قائد الحوثيين، لجنة للتحقيق في ارتكاب انتهاكات وتعذيب واحتجاز مفتوح المدة.
وفي إحصائية أخرى، وثّقت رابطة أمهات المختطفين في اليمن أكثر من ألف حالة تعذيب في شبكة من السجون السرية تابعة للمليشيات الحوثية. كما نالت النساء نصيباً مروعاً من الانتهاكات في سجون المليشيات، ففي نوفمبر الماضي، وثّق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن اعتداء على المعتقلات بالتشويه والتحرش الجسدي واللفظي والاغتصاب.
كما فرضت المليشيات، الإقامة الجبرية على مئات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل في حال مخالفتهن لذلك، حيث يختطف الحوثيون، النساء ويُجبرون أسرهن على تزويجهن بالقوة لمقاتليهم، كما يتم استغلال النساء وغالبيتهن من الأرامل والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.