جريمة حوثية ضد 4 ملايين يمني.. هذه تفاصيلها
منذ الحرب التي أشعلتها في البلاد، دأبت مليشيا الحوثي الانقلابية على استخدام المعاناة الإنسانية سلاحاً لإطالة أمدى الأزمة بأكبر شكل ممكن، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، تلهث من ورائها المليشيات الموالية لإيران نحو فرض سياسة أمر واقع على الأرض.
في هذا الإطار، قال وزير الخارجية خالد اليماني إنّ مليشيا الحوثي ترفض تنفيذ بنود اتفاق استكهولم وبخاصةً فتح الممرات الإنسانية الآمنة لإدخال القمح والمواد الغذائية التي تتراكم في مطاحن البحر الأحمر، مشيراً إلى أنّ هذه المواد الغذائية تكفي لقرابة أربعة ملايين نسمة من أبناء اليمن.
وأضاف في تصريحات على هامش أعمال الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت اليوم في أبوظبي: "هذه المواد الغذائية قاربت على الفساد وأعربنا عن استعدادنا لنقلها عبر مناطق الجيش الوطني اليمني وحتى الآن لم نحصل على رد من الأمم المتحدة حول هذا الأمر".
وتابع: "مليشيا الحوثي ترفض السلام وتعيق تنفيذ اتفاقية السويد وعلى الأمم المتحدة الخروج علانية للكشف عن الطرف الذي يقوض عملية السلام في اليمن ويواصل نهب مقدرات الشعب اليمني.. وأمس الخميس انتهى الموعد المفترض لإتمام المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار ولا تزال المليشيات ترفض الانسحاب من ميناء الصليف وميناء رأس عيسى دون إبداء أسباب".
وتساءل اليماني عن كيفية تحقيق السلام في اليمن مع وجود طرف انقلابي يرفض مبدأ الانسحاب ويواصل تعنته ..وأضاف: "لا يمكننا المضي قدمًا في جولة قادمة في عملية السلام مع وجود طرف يرفض عملية السلام برمتها ويضع دائما العراقيل من أجل عدم تنفيذ بنودها".
وكانت فضائية "العربية" قد نشرت أمس، مقطع فيديو أظهر إتلاف الانقلابيين لكميات كبيرة من المساعدات الغذائية بغية مضاعفة الأزمة الإنسانية وتكبيد المواطنين أثماناً فادحة.
اللقطات أظهرت وجود كميات هائلة من المساعدات الغذائية تحتجزها المليشيات، وتبيّن أنّها مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، كما اتضح فساد كميات كبيرة من البقوليات والمواد الغذائية في مدرستي المعتصم والشامي في "أمانة صنعاء".
وكان فريقٌ أمني قد تمكّن قبل أيام، من زيارة مطاحن البحر الأحمر ومخازن الغذاء التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، في "الحديدة"، بعد أربعة أشهر من منع مليشيا الحوثي وصولهم إليها.
وتفقّد الفريق الأممي صوامع الغلال في المطاحن، واطلع على حجم الأضرار التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، كما تمّت معاينة صوامع الغلال التي تحتوي على 60 ألف طن من مادة القمح.
وأصبحت كميات كبيرة من القمح تالفة بسبب زيادة فترة التخزين، فضلًا عن أنّ إحدى الصوامع تعرَّضت للقصف المباشر بقذائف الهاون من قبل المليشيات الحوثية، ما تسبَّب في اشتعال النيران فيها.
ويمثل إتلاف المساعدات الشق الثاني من الجُرم الحوثي الكبير، الذي بدأ بسرقة هذه المساعدات من الأساس، وقد كان الهدف من ذلك إما إتلافها لتأزيم الوضع الإنساني، أو بيعها في السوق السوداء لجني مكاسب مالية.
وذكر بيانٌ صدر عن برنامج الغذاء العالمي في يناير الماضي، أنّ الحوثيين يسرقون الأغذية من أفواه الجائعين ويحوِّلون شحنات الطعام، مؤكدًا وجود أدلة على استيلاء الانقلابيين على شحنات الإغاثة، وارتكابهم هذه الانتهاكات فى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.