مشروعات إغاثية جديدة.. لليمن إمارات تحميه
"التعاون الخلاق والفاعل مع منظمات العمل الإنساني والخيري محليًّا ودوليًّا لتلبية حاجات الضعفاء والمنكوبين".. الشعار الذي يُزين عمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لم يكن من فراغ، فلكم أثبتت أبو ظبي دعمها الهائل واللا محدود للعمل الإغاثي لسد احتياجات ملايين اليمنيين القابعين في خضم أزمة عاصفة حرب عبثية أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
اليوم السبت، كان اليمنيون على موعد مع إعلانٍ مبشر بمشروعات إماراتية تُشكل دعماً هائلاً فيما يتعلق بالصعيد الصحي، منحت ضوءًا أخضر في ظل العتمة التي نشرها الانقلاب الحوثي الدموي في البلاد.
هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أعلنت أنّها أكملت ترتيباتها لتنفيذ عدد من المشروعات الصحية لإعادة تأهيل القطاع الطبي في محافظة حضرموت، وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" بأنّ المشروعات تتضمَّن إعادة تأهيل وصيانة وتأثيث سبعة مستشفيات وتزويدها بالأدوية، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة 66 مليونًا و200 ألف درهم، في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة الإعمار وتأهيل القطاعات الحيوية وتطوير البنيات التحتية في اليمن.
ووقَّعت الهيئة اتفاقية مع محافظة حضرموت للتعاون والتنسيق في تنفيذ المشروعات الصحية بالصورة التي تُلبِّي احتياجات المحافظة وتساهم في تحسين الخدمات الطبية في عدد من المديريات، وقد تمّ توقيع الاتفاقية مؤخرًا في مدينة المكلا بحضور الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الدكتور محمد عتيق الفلاحي، وسفير الإمارات لدى اليمن سالم خليفة الغفلي، ووقعها من جانب الهيئة نائب الأمين العام لقطاع التنمية والتعاون الدولي فهد عبد الرحمن بن سلطان، ومن الجانب اليمني، محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني.
وكانت الهيئة قد وقَّعت مؤخرًا مذكرة تفاهم مع صندوق أبو ظبي للتنمية، وبموجب المذكرة فإنّ الصندوق يموِّل المشروعات الصحية التي تنفذها الهيئة في حضرموت، والتي تخدم عددًا كبيرًا من السكان، إضافةً إلى توفير المعدات الطبية والتجهيزات اللازمة للمستشفيات والمراكز الطبية في المحافظة.
ويتضمن تأهيل القطاع الصحي في محافظه حضرموت ثلاثة مشروعات رئيسية، الأول إعادة تأهيل واستكمال البناء والصيانة لسبعة مستشفيات لخدمة سكان المحافظة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى استيراد المعدات الطبية والتجهيزات الطبية اللازمة، يستفيد منها مستشفى الشحر العام، مستشفى الديس الشرقية، مركز الريدة الشرقية، بنك الدم هيئة مستشفى ابن سيناء ومركز الأطراف الصناعية في المكلا، ومستوصف قصيعر الطبي ومستشفى غيل باوزير العام.
ويتم في المشروع الثاني إعادة بناء وتطوير مستشفى للأمومة والطفولة في حضرموت بسعة 150 سريرًا إلى جانب أعمال الصيانة والإنشاء والكهرباء، بالإضافة الى تزويد المستشفى بمولد كهربائي، كما تشمل الأعمال استيراد وتوفير المعدات الطبية والتجهيزات اللازمة.
أمّا المشروع الثالث، فيشمل شراء الأدوية للمستشفيات والمراكز الصحية في حضرموت الساحل والوادي.
من جانبه، صرح الدكتور الفلاحي: "دولة الإمارات تضطلع بدور محوري في تأهيل القطاع الصحي في اليمن بفضل مبادرات ودعم القيادة الحكيمة ومتابعة ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان»، مشيرًا إلى أنّ أبو ظبي تمكَّنت من تعزيز استجابتها الإنسانية تجاه الأوضاع في اليمن وتحسين الظروف الصحية للأشقاء هناك من خلال دعم وتطوير القطاع الصحي في عدد من المحافظات اليمنية وتوفير الدعم المباشر والرعاية اللازمة لهذا القطاع الحيوي".
وأضاف: "هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تواكب عمليات تحرير المحافظات بالمزيد من المساعدات الإنسانية التنموية لدعم استقرار سكانها ومساعدتهم على استعادة نشاطهم وحيويتهم، إلى جانب المساهمة في عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بعد أن هجروها بسبب تصاعد وتيرة الأحداث هناك".
كما صرح سالم خليفة الغفلي بأنّ الإمارات ماضيةٌ في تعزيز عمليات التنمية والإعمار في المحافظات اليمنية بتوجيهات ودعم قيادتها، وقال: «الدولة تواصل جهودها لتأهيل البنيات الأساسية التي تأثرت بالأحداث في اليمن وبخاصةً في المجال الصحي»، مؤكدًا التزامها بمسؤولياتها الإنسانية تجاه الأشقاء في اليمن.
ولا تتوقف المساعدات التي يقدها الهلال الأحمر الإماراتي بشكل شبه يومي للشعب اليمني في محاولة لانتشاله من الأزمة التي صنعتها المليشيات الحوثية المواالية لإيران، وهو دورٌ يحظى بتقدير وإشادة بالغين لدى اليمنيين.
من أحدث الجهود، وزّع الهلال الأحمر المساعدات الإغاثية التي تحتوي مكونات الغذاء الرئيسي للفقراء وذوي الدخل المحدود في المناطق الصحراوية بمديرية عتق في محافظة شبوة استهدفت "577" فردًا، كما افتتح مركز الإنزال السمكي في منطقة واحجة التابعة لمديرية ذوباب بالساحل الغربي، بعد أن استكمل إعادة تأهيل وتجهيز المشروع، الذي يتكون من مرسى الإنزال السمكي، وغرفتين لادارة مؤسسة الصيادين، ومنظومة طاقة شمسية متكاملة، ويستفيد من المشروع ما لا يقل عن ستة آلاف صياد.
كما باشرت الهيئة مساعدات غذائية للمرة الثانية للأسر المتعففة غربي عدن ضمن العمل الإنساني لعام التسامح، واستفادت من هذه الإغاثة مئات الأسر في قرى البيضاء والكود والكدف والزجاج وعمران بمديرية البريقة، وتكفّلت الهيئة بعلاج السيدة حنان إبراهيم (48 سنة) في الهند، حيث تعاني من صداع شديد في الجهة اليمنى من الرأس بسبب ورم في الدماغ ظلت تعاني منه على مدى 15 سنة وبسبب الظروف المعيشية للأسرة لم تقدر على مواصلة العلاج فتكفل الهلال الأحمر بعلاجها في الخارج.
ومؤخرًا، وصلت إلى ميناء عدن سيارات إطفاء وسيارات إسعاف مقدمة من دولة الإمارات، تم تسليمها لوزارة الداخلية اليمنية، بالإضافة إلى مئات المشروعات الأخرى التي تساهم في قضاء اليمنيين على المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية.