هل تنجح بريطانيا في تغيير موقف الحوثي من السلام في اليمن؟
شهدت الأيام الماضية تغيرا في اللهجة البريطانية تجاه مليشيا الحوثي باليمن، فبعد أن كان دورها يقتصر فقط على تحميل مسؤولية ما يجري للأطراف جميعها بل انحازت في كثير من المواقف للمليشيا الحوثية، غيًرت من أسلوب تعاطيها مع الأزمة اليمنية على وقع التعنت الحوثي الرافض للسلام تحديدا بعد اتفاق ستوكهولم.
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، والذي زار العاصمة عدن اليوم الأحد، أن الاحتلال الحوثي لليمن غير شرعي ونحتاج الآن إلى العودة إلى حكومة وحدة وطنية، لافتا إلى أنه أوضح للحوصيين أن علاقتهم وتأثرهم بحزب الله يجب أن يتوقف إن أرادوا سلاماً دائماً، وأن الحرب ستنشب مجدداً إذا لم يترجموا أقوالهم إلى أفعال".
واستطرد: "نحن أمام فرصة أخيرة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، ومضى على اتفاق ستوكهولم أكثر من 80 يوما ومع ذلك لم نتمكن بعد من إخلاء الحديدة من المليشيات".
ويأتي هذا التحول في الاستراتيجية البريطانية تجاه الحوثيين بعد أيام قليلة من تصنيفها حزب الله اللبناني الموالي لإيران منظمة إرهابية، وهو ما قد يكشف عن تغير في المزاج البريطاني تجاه إيران وحلفائها في المنطقة، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مدى استجابة الحوثي لهذه الضغوطات من عدمه، ومدى نجاح بريطانيا في تغيير الموقف الحوثي من السلام في اليمن.
وقبل أيام كشف هانت في تغريدة على تويتر أنه التقى، خلال زيارته إلى مسقط، المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبدالسلام، وأنه حث على ضرورة “انسحاب قوات الحوثي قريبا، للحفاظ على الثقة في اتفاق ستوكهولم، والسماح بفتح قنوات إنسانية حيوية”.
وتشير أوساط يمنية إلى أن لندن بدأت تشعر بالقلق من أن التهرب الحوثي من السلام قد يفوت عليها فرصة الإمساك بالملف اليمني، وفرض حل في الحديدة يتماشى واستراتيجية العودة البريطانية إلى المنطقة من بوابة الميراث الإمبراطوري القديم الذي تستنجد به لتأسيس مرحلة ما بعد الانفصال عن أوروبا.
ولتبديد الصورة التي ترسم بريطانيا كراع لبقاء المتمردين الموالين لإيران في مواقعهم بالحديدة، تحرك هانت في جولة خليجية تشمل سلطنة عمان والسعودية والإمارات لتأكيد أن بلاده معنية بتسريع الحل في اليمن، وأن ما بدا من “تفهم” لمخاوف المتمردين لا يعدو أن يكون من باب توفير أجواء من الهدوء بما يساعد على تنفيذ اتفاق.
وكشفت مواقف بريطانيا مؤخرا عن تغير لافت إزاء الملف اليمني خلال الفترة الأخيرة وبلغ ذروته في اجتماع الرباعية الدولية حول اليمن الذي عقد على هامش مؤتمر وارسو منتصف فبراير الماضي، وهو الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات وأسفر عن بلورة موقف موحد تجاه الأزمة اليمنية.
ويعزو مراقبون سياسيون التحول في الرؤية البريطانية إلى عاملين، أحدهما تصاعد مخاوف لندن من الدور الذي تلعبه أذرع إيران في المنطقة وهو ما حدا بها إلى تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، إضافة إلى الشعور المتزايد بأن سياسة التدليل التي تمارس مع الميليشيات الحوثية لا يمكن أن تؤدي إلى إنجاح أي تسوية سياسية في اليمن يكون الحوثي جزءا منها
وخلال لقائه اليوم بعدد من المسؤولين الحكومين في عدن، أكد وزير الخارجية البريطاني على موقف حكومة بلاده الداعم للحل السياسي، مضيفاً أن الحكومة البريطانية قدمت مساعدة إنسانية لليمن بقيمة 200 مليون جنية إسترلينى.
وكان نائب رئيس الوزراء الدكتور سالم الخنبشي التقى الملحق العسكرى البريطانى لدى اليمن العقيد جوي ماثيو ستاورز لبحث مجالات التعاون في الجانب الأمني والسبل الكفيلة لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وأعرب الخنبشي عن تقدير اليمن لمواقف المملكة المتحدة ودورها في معالجة الأزمة اليمنية .. معرباً عن أمل الحكومة الشرعية في أن تلعب بريطانيا دورا بارزا للخروج من الازمة بالحل الشامل ووقف كافة التجاوزات التي تقوم بها مليشيات الحوثي الانقلابية على المدن والمناطق التي تحت سيطرتها.