تحية للمرأة الجنوبية في يومها العالمي
عادل المدوري
يصادف يوم غد الجمعة ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، والذي يقام في الثامن من مارس في كل عام، حيث تحتفل المرأة بذكرى خروج (15) ألف امرأة في أمريكا في 8 مارس 1908م بمظاهرة نسائية ضخمة جابت مدينة نيويورك للمطالبة برفع الظلم عن المرأة والتمييز العنصري والمتمثل بساعات العمل والأجور وكذلك الحق في الانتخاب والتصويت وغيرها من الحقوق المسلوبة، وبعد عام واحد فقط من تلك التظاهرة النسوية وبإعلان من الحزب الاشتراكي الأمريكي أصبح ذلك التاريخ يوماً وطنياً للمرأة في أمريكا.
وفي العام الذي تلاه في الثامن من مارس عام 1910م دعت السيدة الألمانية كلارا زيتكين - وهي سياسية يسارية وصحفية مدافعة عن حقوق المرأة - إلى جعل الثامن من مارس يوماً عالمياً للاحتفاء بالمرأة، وهو بالفعل ما تم اعتماده في معظم دول العالم، ويوم غد نحتفل بهذه الذكرى بعد قرن ونيف من الزمان لنخلد التضحيات العظيمة والجليلة التي تقدمها المرأة في تقاسمها وتشاركها بقوة مع الرجل في المعاناة والوجود بالحياة والمصير المشترك.
لم تكن المرأة الجنوبية بمعزل عن الأزمات والأحداث التي مر ويمر بها وطنها، فقد ألقت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية بظلالها على حياة المرأة الجنوبية المكافحة والمناضلة التي اقتحمت العديد من المجالات النضالية، وقامت بأدوار مختلفة في شتى مناحي الحياة، بدءاً من دورها التربوي والإداري التدبيري في بيتها والمحافظة على كينونة الأسرة، وصولا إلى دورها الاجتماعي وتحمل مسئوليتها في إمداد الجبهات بشريك حياتها وذويها وأقاربها المقاتلين، إضافة إلى ما تعانيه من قساوة الحياة وتحمل مسئولية الأسرة بعد استشهاد شريكها أو أقربائها لتلعب بعد ذلك دور الأم والأب في تربية الأولاد وتوفير لقمة العيش الكريم، في زمن انتشرت فيه المجاعة وانعدمت فرص العمل.
كما لعبت المرأة الجنوبية دوراً بارزا في مسيرة النضال التحرري الثاني للثورة الجنوبية منذ انطلاقها، بالمشاركة في المظاهرات وفي الجانب الإعلامي والتحريض والتعبئة العامة، وكان لحضور الناشطات كصخرة الجنوب “زهراء صالح” في جميع الفعاليات وتحدي السلطات الأمنية دور لا يقل أهمية وخطورة عن الدور الذي كان يلعبه الرجال حينها.. وفي حرب 2015 كان للمرأة الجنوبية دور بارز وعظيم بمشاركتها في الكفاح المسلح والمقاومة وإيواء المقاتلين أثناء المقاومة في عدن ومساعدتهم في تنفيذ عملياتهم الفدائية ضد قوات الاحتلال الحوثيعفاشية وتوفير الغطاء لهم، وهذا الدور ليس بالأمر السهل حيث ترتعد منه فرائص بعض الرجال، إلا أن المرأة الجنوبية قامت به بكل شجاعة واقتدار بدعمها المقاومين في عدن واستشهد البعض منهن نتيجة لذلك.
وفي هذه المناسبة نجدها فرصة لنترحم على أرواح الشهيدات اللواتي سقطن دفاعاً عن تراب الجنوب الطاهر على أيدي قوات الاحتلال الغاشم في مختلف المحافظات الجنوبية وأعدادهن بالعشرات، قتلن عمداً وعدواناً بصورة وحشية وبين أطفالهن، وبعقلية بربرية لا تفرق بين الرجل والمرأة و الطفل.. ومع الأسف الشديد أن من أمر ونفذ عمليات القتل الوحشية ما يزالون طلقاء، نتمنى أن تطالهم يد العدالة عاجلا غير آجل، جراء ما اقترفته أياديهم الآثمة.