ارحموا أقدام مشاكس
عادل حمران
على إيقاع أصوات الجماهير و هتافات الثوار وازيز رصاص المحتل وأصوات الهاربين من الموت اقسم هذا المناضل الصلب يمين مغلظة بملئ الفم بان أقدامه لن ترتدي حذاء حتى تعود دولة الجنوب كاملة السيادة .
قرار صعب و غريب لكنه عمل به ولَم يتراجع قيد انملة او يهزم كلمني مبتسما عن صعوبة القرار و غرابته فزوجته كانت تخجل من المشي بجانبه فشكله لا يسر الناضرين .
استعاد الماضي وأمسك بشعر راْسه وهو يحدق نحوي وأخبرنا الكثير من القصص التي حصلت معه ايّام الثورة في عدد من مناطق الجنوب حين كان يشاهده عدد من وجاهات المجتمع يمشي حافي ( بلا احذية ) فهرعوا ليعطوه أحذيتهم وفلوس لكي يأخذ ما تشتيه نفسه لكنه كان يرفض عطائاتهم مخبرا اياهم بان حذائه بيد صالح حينها .
تحمل مشاكس الشعيبي الكثير في سبيل الثورة ورغم طول الطريق وكثرة التعرجات و تعدد المخاطر وظلمة الواقع ووعورة الخطوط ضَل قوي معرضا أقدامه للكثير من المخاطر أقلها حرارة الشمس وأشدها وسخ الدنيا وضيق القلوب .
في الوقت الذي يعتقد الكثير بان الجنوب انتصر و تحرر ما زال مشاكس مؤمن بان أهداف الثورة لم تنتهي و النصر لم يتحقق ولَم يأن لاقدامه المنهكة التماس الراحة فوق نعيم الحذاء بعد سنين من البرد و التعب و المعاناة تغيرت خلالها جدران أقدامه و ملامح صورته لكنه ضَل ثابت لم يتغير لأجل الجنوب فمن يَهن الجنوب يُهان رسالة لكل من يسعى لبيع الجنوب بسوق المزاد " ارحموا اقدام مشاكس ".