اختطاف الأطفال في اليمن.. الحوثي يمارس جريمة الاتجار بالبشر لتمويل جرائمه
تزامن إعلان مصادر محلية عن قيام مليشيا الحوثي باختطاف 36 شخصا بالحديدة بينهم ثلاثة أطفال دون سن الثامنة عشر من عمرهم، مع تنامي ظاهرة اختفاء الأطفال والفتيات في صنعاء الواقعة تحت سيطرة عناصر الانقلاب، وهو ما يؤكد التقارير المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر والتي أشارت إلى وجود شبكات إجرامية تديرها ميليشيا الحوثي للاتجار بالبشر.
كشفت مصادر محلية، أن أعداد المختطفين، يومي السبت والأحد، في مدينة الحديدة وصلت إلى 36 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال لم يتجاوزوا الـ18 من العمر، فيما شهدت صنعاء اختفاء 7 فتيات و 4 أطفال خلال الأيام الأربعة الماضية.
وشهدت صنعاء مظاهرة نسائية احتجاجية، أمس السبت، تنديداً بتصاعد ظاهرة الاختطافات خلال الأيام القليلة الماضية. وجالت العشرات من النساء شارع الزبيري – عصر وشوارع أخرى، في مسيرة احتجاجية منددة بتزايد حالات الاختطافات بحق الفتيات والأطفال مؤخراً في العاصمة صنعاء.
ورفعت المحتجات لافتات تدعو الأجهزة الأمنية الموالية للحوثيين إلى إلقاء القبض على العصابات التي تمارس جرائم الاختطافات على مرأى ومسمع من الجميع، وفي وضح النهار. ودعت المحتجات إلى وضع حد للعصابات المسلحة التي تمارس انتهاكاتها وجرائمها بحق الفتيات والأطفال ومحاسبتهم وإحالتهم للعقاب والإفراج عن المختطفين، وحملت اللافتات في مضمونها مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة كسلطة أمر واقع.
ولكن على الجانب الآخر فإن العديد من المراقبين يرون أن الاتجار بالبشر ليست الجريمة الوحيدة التي يبحث عنها الحوثي من وراء خطف الأطفال، إذ أن هؤلاء الأطفال يكونوا وقود المعارك العسكرية التي يخوضونها عبر التوسع في سياسية التجنيد الإجباري، في محاولة لتعويض العناصر التي تخسرهم بالعشرات بشكل يومي في المعارك.
في محافظات عمران وحجة والمحويت، كثّفت المليشيات من جرائم خطف الأطفال إمّا للزج بهم أنفسهم في ساحات القتال أو إجبار آبائهم على المشاركة في تلك الحرب إلى جانب المليشيات، حيث أصبحت حوادث اختفاء الأطفال وفتيان المدارس حدثاً مـألوفاً في مناطق سيطرة المليشيات.
ففي نهاية فبراير الماضي، أبلغت مصادر مطلعة “المشهد العربي” بأنّ مديرية معين في صنعاء سجلت اختفاء أكثر من 200 طفل, وأنّ مليشيا الحوثي جنّدت فتيان للتأثير على الأطفال لاستقطابهم للانضمام إلى صفوفهم قبل إرسالهم إلى الجبهات.
آنذاك، صرح نبيل فاضل رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر بأنّ المدارس أصبحت مصنعاً لإنتاج مقاتلين حوثيين, وبخاصةً بعد عبث المليشيات بالمدارس وتعيين مدراء ومشرفين تابعين لها على مدارس البنين, و”زينبيات” على مدارس البنات.
وأضاف – في تصريحات لـ”المشهد العربي” – أنّ القياديين الحوثيين مختار جياش وسلطان الشامي متورطان باختطاف واستدراج الأطفال في مديرية معين، لافتاً إلى أنّ طفلاً يُدعى “س. أ” وحيد أبويه ويبلغ من العمر 14 عامًا سبق أن خطفته المليشيات قبل سبعة أشهر وذهبت أمه إلى مكتب الحوثيين وكادت تحرق نفسها فأرجعوه لها, لكن بعد أسبوع تم اختطافه من جديد من قبل جياش والشامي لكنه عاد في الأخير جثة هامدة، مشيراً إلى أنّ هذه القصة هي واحدة من مئات القصص المشابهة.
وليس بجديدٍ على مدار الأزمة اليمنية الإبلاغ عن جرائم تجنيد الأطفال لدى الجماعة الانقلابية التي تديرها وتموّلها إيران، ففي يوليو الماضي كشفت الحكومة – على لسان وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال – أنّ المليشيات الحوثية قامت بتجنيد نحو 25 ألف طفل خلال العام الماضي فقط وزّجت بهم إلى ساحات القتال، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية وقوانين حماية حقوق الطفل”.
ويمثل استمرار مليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل، وفق الوزيرة التي أكّدت أنّ الانقلابيين تسبّبوا في دفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل جرّاء ظروف الحرب.