تركيا تدخل مرحلة الركود الاقتصادي الحقيقي (تفاصيل)

دخلت تركيا مرحلة ركود اقتصادي حقيقي، للمرة الأولى منذ نحو 10 سنوات، ما يشكل ضربة للرئيس رجب طيب أردوغان مع اقتراب موعد انتخابات البلدية أواخر الشهر الحالي، التي يأمل الزعيم التركي أن يفوز حزبه بها.

في هذا الصدد، أفادت وكالة ”بلومبرغ“ الأمريكية في تقرير نشر اليوم الاثنين،  بأن ”الناتج المحلي الإجمالي لتركيا انكمش بنسبة 2.4% في الربع الأخير من العام الماضي بعد تراجعه بنسبة 1.6% في الربع السابق فيما بلغ الانكماش 3% على أساس سنوي“.

في حين أظهر استطلاع للخبراء أجرته الوكالة، أن ”الناتج سيسجل تراجعا بمقدار 2.4% في الربع الأول من العام الحالي ونحو 2.5% على أساس سنوي“، لافتة إلى أن ”الركود جاء بعد تسجيل الاقتصاد التركي قفزات كبيرة في الفترة الماضية نتيجة تدفق الاستثمارات الأجنبية وانتعاش سوق الائتمان“.

وأشارت الوكالة في تقريرها، إلى أن ”التراجع كان نتيجة انهيار الليرة التركية والسياسات الاقتصادية الخاطئة لحكومة اردوغان، إضافة إلى النزاع الدبلوماسي الأخير مع الولايات المتحدة“، منوهة إلى أن ”هناك مخاوف في أوساط المستثمرين من أن حالة الركود قد تطول خاصة بعد التراجع الكبير في تدفقات الاستثمار وتراكم الديون على الشركات، في الوقت الذي تراجع فيه دخل الفرد في تركيا إلى 9632 دولار العام الماضي من أكثر من 10000 دولار عام 2017 ، رغم ارتفاع الناتج بنحو 2.6% خلال 2018“.

وتوقعت ”بلومبيرغ“ أن ”ترتفع نسبة القروض السيئة إلى 7% بنهاية العام الحالي، مقابل 4% نهاية عام 2018، وسط ارتفاع إجمالي الدين لتركيا إلى حوالي 121% من الناتج المحلي الإجمالي“.

في الإطار، قال انان دمير المحلل في مؤسسة ”نومورا“ الدولية التي تتخذ من لدن مقرًا لها، إنه ”على عكس الفترات الماضية هناك تخوف الآن من أن تعافي الاقتصاد التركي سيكون بطيئًا هذه المرة وهو بالفعل يواجه ضغوطًا كبيرة في الفترة الحالية.“

من جانبه توقع المحلل الاقتصادي في ”بلومبرغ“، زياد داوود أن يلجأ البنك المركزي التركي إلى خفض أسعار الفائدة بنحو 550 نقطة  أساس هذا العام، بعد تباطؤ الاقتصاد والتضخم“، مبينًا أنه في الوقت الحاضر هناك تشاؤم بالنسبة للاقتصاد التركي، إذ إن التوقعات تشير إلى انكماش الناتج خلال النصف الأول من العام الحالي يليه نمو بطيء في الفترة اللاحقة على أساس ربعي ليصل إلى نحو 3%.“