عدن والجنوب بخير
لطفي شطارة
الوضع الذي نعيشه في الجنوب استثنائي وبعد حرب طاحنة .. الوضع الذي نعيشه في عدن أيضا استثنائي لا تشهد مثله من انفلات وبلطجة لا حضرموت ولا شبوة ولا ابين ولا لحج ولا المهرة ولا سقطرى .
السبب ان عدن تضم كل نسيج الطيف الجنوبي الذي لا يوجد لا في حضرموت ولا شبوة ولا أبين ولا المهرة ولا لحج ولا سقطرى ..
عندما نقول انها آمنة نعي ما نقول من تعايش هذا الخليط من الجنوب والنازحين من الشمال أيضا، وفي رقعة جغرافية صغيرة ..
نعي ان السلاح منتشر بكثافة ومن مخلفات الحرب ، ومع هذا الجريمة فيها تعتبر محدودة مقارنة مع كمية السلاح المنتشر ولكن الامن ليس منفلت ..
البعض يسيء للتحالف وتحديدا للامارات ويريد تحميلها سبب بعض الحوادث ، لأنها شوكة ميزان حقيقية ضبطت الامور بعدن والجنوب أمنيا رغم الحرب ورغم انتشار السلاح ..
ولهذا كلما زاد الصراخ على الإمارات فهذا يعني ان الالم زاد وبقوة عند اي طرف يريد ويدعو للاقتتال بين الجنوبيين .. الجنوب وعدن بخير طالما التحالف موجود ، ويعمل بقوة على استتباب الأمن وتهدئة المشاكل بالطيب او بقرص أذن اي طرف يعتقد أن بمقدوره قلب الوضع او اعادته الى ما قبل 2015 .
أكرر عدن بخير رغم السلاح والمشاكل المتراكمة والتي لن تنتهي إلا بعد انتهاء الحرب وإيجاد حل سياسي يحدد العلاقة بين الشمال والجنوب .
قد يعتقد البعض أني مفرط في التفاؤل او أبالغ في وصف الوضع حد التسطيح .
اقول وبصدق اني أشعر بالأمان رغم أني لا أحمل السلاح ولا حراسة وبين الناس ، أشعر بأن الوضع يتحسن منذ 2015 وحتى اليوم ، في مدينة خرجت من حرب منكوبة لا جيش ولا أمن ولا خدمات ، وما اراه هو تحسن مستمر لم يأتي من فراغ وفي فترة قياسية .
عدن تتعافى رغم الجرح النازف الذي عانت منه .. عدن التي تأوي الجميع جمعهم حب المدينة التي تعيش بسلام رغم التهويل ورغم الإساءات ورغم الألم .