المفاوضات الإيرانية الأوربية.. الحوثي دمية متحركة على طاولة أوربا
كشفت وسائل إعلام إيرانية، أن الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والاتحاد الأوروبي، التي عقدت اليوم الاثنين في العاصمة بروكسل، ركزت على التطورات الأخيرة في اليمن، وهو ما يبرهن على السيطرة الكاملة للقادة العسكريين الإيرانيين على مليشيا الانقلاب الحوثية، ومن ثم استخدامها كدمية متحركة في مواجهة تصاعد التضييق الغربي على طهران.
وقالت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، إن ”الجولة الخامسة من المحادثات حول اليمن ستعقد مساء الاثنين في بروكسل بين ممثلين عن إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا والاتحاد الأوروبي“.
وقال كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، حسين جابري أنصاري في تصريحات صحافية، إن "طهران تفاوض الدول الأوروبية بشأن موضوعات مختلفة منها الأزمة اليمنية بطلب من اليمنيين"، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين الذين ينفذون سياسات طهران باليمن"، الأمر الذي يبرهن على استغلال الحوثي في المناورات الإيرانية مع الغرب.
وحاول أنصاري التغطية على انكشاف تحكم بلاده في العناصر الانقلابية، قائلا إن”سياسة إيران لا تقوم على التفاوض بدلًا عن الغير بشأن قضايا المنطقة، لكننا تفاوضنا بشأن الأزمة اليمنية مع أربع دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا)، بطلب من اليمنيين أنفسهم لإنهاء الأزمة".
وسعت إيران لتحويل الأزمة اليمنية والحرب الطاحنة التي أشعلتها ميليشيا الحوثي المدعومة منها إلى ورقة للمناورة السياسية في مفاوضاتها مع الدول الغربية، وهو ما يظهر من خلال التصعيد العسكري الذي تتبناه أذرعها في اليمن مؤخرا للإيحاء بأنها قادرة على إنهائه حال تم الاستجابة لمطالبها.
وتهدف إيران من المحادثات بشأن اليمن مع الأوروبيين إلى تحقيق مكاسب سياسية لصالحها وتخفيف العقوبات الأميركية عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مقابل تقديم تعهدات بإلزام الحوثيين الذين يعتبرون أداة بيد طهران للتجاوب مع الجهود الأممية للدفع بعملية السلام وإنهاء الانقلاب في اليمن.
وعقدت لهذا الغرض خلال العام الماضي 2018، أربع جولات للمحادثات الأوروبية الإيرانية: الأولى في ميونيخ بالمانيا يوم 17 فبراير، والثانية في روما يوم 3 مايو، والجولة الثالثة عقدت يوم 12 سبتمبر، والرابعة في بروكسل يوم 11 ديسمبر.
ومثلما قدمت طهران تعهدات تجاوب الحوثيون جزئيا وأبدوا استعدادهم لسحب ميليشياتهم من مدينة وميناء الحديدة وشاركوا في مشاورات ستوكهولم مع الحكومة الشرعية والتي رعتها الأمم المتحدة وتمخضت عن اتفاق يستهدف بناء الثقة تمهيدا لإعادة استئناف المفاوضات السياسية بغية التوصل لحل سياسي ينهي الانقلاب والحرب في اليمن.
ولكن وبعد ما ان حانت مواعيد تطبيق بنود اتفاق ستوكهولم ماطلت مليشيا الحوثي في تنفيذها ومرت ثلاثة أشهر دون إحراز أي تقدم، الأمر الذي ينذر بفشل الاتفاق ونسف مسار السلام في اليمن.
وفي ضوء هذه المماطلة والتعنت دعا وزير الخارجية البريطاني جرمي هانت، في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط السعودية، إيران إلى الوفاء بتعهداتها للأوروبيين بشأن اليمن وإلزام الحوثيين بتطبيق اتفاق السويد.
لكن طهران لجأت إلى الكذب مرة أخرى ونفت تقديمها أي تعهدات فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن”إيران لم تقدم أي التزام لأي دولة فيما يتعلق باليمن“.
وأوضح أن ”الوعود، التي يشير جيريمي هنت إليها، تتعلق بالالتزامات التي تم التعهد بها في قمة ستوكهولم بين الجانبين اليمنيين لإنشاء وقف إطلاق النار“.