هل يعاقب مجلس الأمن الدولي مليشيات الحوثي؟
الثلاثاء 19 مارس 2019 14:04:02
رفضت الحكومة اليمنية إقرار عقد جولة المشاورات المقبلة قبل تنفيذ مليشيا الحوثي الإيرانية المرحلة الأولى من اتفاق السويد، وطالبت بإحالة الطرف المعرقل إلى مجلس الأمن الدولي.
وجاء رفض الحكومة بعد استمرار مليشيات الحوثي في خرق كافة الاتفاقيات واستهداف الأبرياء في الحديدة والمحافظات الأخرى.
ولم تلتفت المليشيات إلى الجهود الدولية لإنهاء الأزمة واستمرت في تصعيدها العسكري، وهو ما يبرهن على أن طهران أدركت أن الإرادة الدولية لفرض الحل السياسي باليمن مازالت غائبة.
ولم تكن التصريحات الأمريكية ونظيرتها الأممية والبريطانية كافية لوقف جرائم الحوثي بالحديدة، كثفت المليشيا الانقلابية من عملياتها العسكرية، الاثنين، إذ قصفت مليشيات مواقع القوات المشتركة في منطقة كيلو 16 التابعة لمديرية الحالي بقذائف الهاون وقذائف الهاوزر.
وأفادت مصادر عسكرية أن المليشيات قصفت المواقع بعشرات قذائف الهاون وقذائف الهاوزر وسقط على إثره 5 جرحى من جنود قوات المقاومة المشتركة .
وأضافت المصادر ذاتها، أن المليشيات زادت من التصعيد في عملياتها العسكرية مؤخراً وخرق الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة ، وتستهدف المواقع العسكرية التابعة للقوات المشتركة بشكل يومي في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة.
فيما منعت مليشيات الحوثي رئيس الفريق الأممي لمراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال مايكل لوليسغارد ، من زيارة ميناء رأس عيسى في الحديدة.
وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض، عسكر زعيل، إن الحوثيين منعوا رئيس الفريق الأممي لمراقبة وقف إطلاق النار، لوليسغارد، من زيارة ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي لعرقلة مساعي الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة.
وبحسب عضو الوفد الحكومي المفاوض، فإن لوليسغارد تحرك إلى صنعاء لتقديم شكوى للقيادي في الجماعة محمد علي الحوثي.
ويأتي استمرار التصعيد الحوثي بعد أيام من لقاء بومبيو مع غريفيث في واشنطن، الجمعة، والذي مستجدات الملف اليمني، وفقا لبيان صادر عن نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، الذي أشار إلى أن اللقاء تطرق إلى جهود تنفيذ اتفاقات السويد وفي مقدمتها إعادة الانتشار في الحديدة وتبادل الأسرى والخطوات القادمة في العملية السياسية.
ونقل بالادينو عن وزير الخارجية الأميركي قلقه مما وصفه بمماطلة الحوثيين عمدا لإعاقة التقدم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وتشديده على ضرورة احترام الأطراف للالتزامات التي تعهدوا بها في السويد ومواصلة العمل للدفع بالعملية السياسية قدما.
وترافقت تصريحات وزير الخارجية الأميركي مع تصريحات مماثلة أطلقها السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر، الخميس، أكد فيها على عرقلة الحوثيين لتنفيذ خطة إعادة الانتشار في الحديدة واتفاق ستوكهولم.
ومنذ أن وقًعت مليشيا الحوثي اتفاقا لوقف إطلاق النار مع الحكومة اليمنية خلال شهر ديسمبر من العام الماضي ضمن اتفاق السويد، وهي لا تتواني في اختراق هذا الاتفاق، ووصلت عددها إلى آلاف العمليات الإرهابية التي مارستها سعيا وراء إفشال خطة إعادة الانتشار بالمدينة والتي تقضي بانسحابها من المدينة الساحلية.
ويرفض الحوثي تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق، إذ أنه لا يريدون رقابة فعالة على الانسحابات تضمن التأكد من هوية أفراد شرطة خفر السواحل الذين سيتسلمون الموانئ التي يحتلونها ولا يريدون تسليم نسخة من خرائط الألغام التي زرعتها المليشيا في الموانئ ومحيطها وفِي الشوارع المؤدية إلى مطاحن البحر الأحمر وفِي مداخل مدينة الحديدة.
وسجلت وحدة الرصد والمتابعة مئات الخروقات الحوثية للهدنة الأممية منذ بدء سريانها في نهاية عام 2018 توزعت بين القصف والإستهداف وإستحداث المواقع العسكرية وتعزيزها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبالقوات العسكرية ، وهو ما يتناقض وما وقعت عليه في إتفاقية السويد ولم تلتزم ببنودها.
ونقلت صحيفة«البيان» الاماراتية عن مصادر سياسية قولها: أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث حاول ترتيب عقد جولة مشاورات تكون متوازية مع بدء تنفيذ اتفاق الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، إلا أن الشرعية رفضت ذلك بالمطلق، وأكدت أن على الأمم المتحدة تسمية المليشيا كطرف معرقل للسلام، وأن تحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي ليتخذ ما يراه مناسباً.
وأكدت المصادر أن اتفاق السويد بشأن الحديدة معطل وسط صمت أممي غير مفهوم، وانعكس ذلك بالكامل على بقية الاتفاقات المبرمة.