مظاهرات الأهالي ضد الإصلاح.. حراك شعبي يفضح الدور القطري في تعز

الاثنين 25 مارس 2019 01:59:45
testus -US

خرجت، صباح اليوم الأحد، تظاهرة منددة بالمجازر الدموية التي شهدتها مدينة تعز خلال الأيام الأربعة الماضية، وردد المتظاهرون شعارات (الشعب يرفض القتل بالهوية) ورفعوا لافتات وشعارات ترفض الاقتتال وارتكاب مجاز مروعة باسم الملاحقة للمطلوبين، ولكن الأبرز في هذه التظاهرات أن فاضحة للدور القطري الداعم للإصلاح في تعز.

وجابت المظاهرة عدداً من شوارع المدينة لاستنكار تواطؤ السلطة المحلية مع مليشيات الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح، وتعد تظاهرة اليوم ثاني تظاهرة شعبية عفوية تناهض جرائم مليشيات الإصلاح المسيطرة على مدينة تعز منذ بداية الحرب عام 2015، ويهدف الحراك الشعبي الحالي إلى فضح الجرائم القطرية بالتعاون مع تنظيم الإخواني في تعز.

وتمثل التظاهرات الشعبية والفعاليات الحقوقية بداية جمرة الحراك التعزي المناهض لعصابات ومليشيات الحشد الممولة من دولة قطر، إذ نفذ ناشطون سلسلة بشرية للتنديد بجرائم حرب مليشيات الحشد الشعبي الإصلاحية بحق المدنيين في المدينة القديمة.

وطالب المحتجون محافظ المحافظة بتشكيل لجنة لحصر الأضرار وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار جراء القصف الذي تعرضت له منازلهم ومحلاتهم التجارية من عملية نهب وإحراق وتدمير بمختلف الأسلحة.

واعتبر ناشطون من تعز أن المواجهات الدامية التي شهدتها المدينة في الأيام الماضية كشفت عن حجم سيطرة جماعة الإخوان في اليمن على مفاصل الجيش والوحدات الأمنية في محافظة تعز، ورغبة هذه الجماعة في إزاحة كافة الفصائل والتيارات السياسية المناوئة لها.

وأكد ناشطون على وجود أجندات سياسية وحزبية خلف ما سمي بالحملة الأمنية التي استخدمت توجيهات صادرة من محافظ تعز، نبيل شمسان المعين حديثا، ذريعة لتصفية الخصوم السياسيين وإحكام السيطرة على كافة المناطق المحررة في المدينة التي لا تزال الميليشيات الحوثية تسيطر على أجزاء واسعة منها، في ما يشبه الهدنة غير المعلنة مع قوات الجيش الوطني والقوات الأمنية الخاضعة لسلطة حزب الإصلاح.

ولفتت مصادر محلية إلى تصاعد الدور القطري في محافظة تعز من خلال تمويل أنشطة وفعاليات مناوئة للتحالف العربي، وقيام عناصر إخوانية مقربة من قطر في أوقات سابقة بتسيير مظاهرات تستهدف الإساءة للتحالف العربي والتشكيك بدوره في اليمن، وإقدام بعض المتظاهرين من تيار توكل كرمان على إحراق صور قادة التحالف وأعلام السعودية والإمارات.

كما أكدت المصادر على تجاوز الدور القطري في تعز الجانب الإعلامي والسياسي إلى دعم تأسيس كتائب وفصائل عسكرية جديدة تحت لافتة الجيش الوطني، إضافة إلى دخول سلطنة عمان على خط التدخل في تعز عبر القيادي الإخواني حمود المخلافي الذي يقيم في مسقط ويشرف على تأسيس وحدات عسكرية من عناصر حزب الإصلاح في بعض مناطق ريف تعز.

وفي هذا السياق أعلن قياديون وناشطون في حزب الإصلاح عن تأسيس كيانين مثيرين للجدل في تعز قبيل المواجهات التي شهدتها المحافظة، الأول عسكري تحت عنوان “الحشد الشعبي”، فيما يتخذ المكون الآخر شعارا سياسيا تحت لافتة “السيادة”، واتهام دول التحالف بالانتقاص من السيادة اليمنية، وهو ذات الخطاب السياسي الذي تبني عليه الناشطة الإخوانية توكل كرمان خطابها السياسي والإعلامي المعادي للرياض وأبوظبي.

وعلى صعيد ردود الأفعال على ما شهدته تعز أصدر المكتب التنفيذي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز بيانا قال فيه إنه حذر من “الأحداث المأسوية والمتسارعة التي شهدتها تعز″ قبيل وقوعها نتيجة “حرف مسار الحملة الأمنية”.

وأشار بيان الحزب الذي يحظى بشعبية في محافظة تعز إلى تحذيره المبكر من التداعيات في اجتماع القوى السياسية مع المحافظ، الخميس الحادي والعشرين من مارس الحالي، والتخوف من استغلال قرار الحملة الأمنية لتصفية حسابات من البعض مع من يروهم خصوما لهم بنزعة استعلائية وانتقامية ضد من هم في الأصل شركاء في معركة التحرير.

وأرجع البيان المواجهات إلى ما قال إنه نتيجة حرف مسار الحملة الأمنية وتحويلها “إلى حرب انتقام وإبادة وتصفية، الأمر الذي أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا المدنيين بين شهيد وجريح واقتراف جريمة إعدام خارج القانون في حق جريح، فضلا عن إحراق المستشفى الوحيد في المدينة القديمة وبعض المنازل والممتلكات واقتحام ونهب منازل المواطنين دون مبرر وترويع النساء والأطفال ونهب الممتلكات العامة”.

ويرى مراقبون أن محاولات تنظيم الحمدين الإرهابي لتخريب اليمن وتقويض أي محاولات استقرار سياسي مازالت مستمرة حتى الآن، وذلك من خلال ارتكاب ميليشيات الحشد الشعب التابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي والمدعومة إيرانيا أيضا وكذلك قطريا مجازر جماعية أودت بحياة 35 شخصا على الأقل وإصابة آخرين معظمهم مدنيون.

وكشفت مصادر طبية ومحلية بمحافظة تعز أن ميليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح ذراع الإخوان في اليمن الممولة من قطر تسعى لاستكمال سيطرة الحزب على المناطق المحررة في المدينة.

وذكرت المصادر أن الهجوم الذي شنته تلك الميليشيات على مدينة تعز القديمة تسبب بمقتل 35 وجرح 52 أغلبهم مدنيون، مشيرة إلى أن الميليشيات الإخوانية قصفت بالأسلحة الثقيلة منازل المواطنين في المدينة القديمة تحت مزاعم استهداف مقر كتائب أبو العباس التي تعتبر أحد فصائل المقاومة الشعبية التي تقاتل ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية.

والجدير بالذكر أن هجمات ميليشيات الحشد اتجهت إلى المدينة القديمة بعد حصار خانق تفرضه منذ أيام وحرمت خلاله المواطنين من دخول الماء والغذاء وهي نفس الطريقة التي تتبعها الميليشيات الانقلابية في حصارها لمحافظة تعز.

جدير بالذكر أيضا أن الحشد الشعبي هي ميليشيات بدأ حزب الإصلاح الإخواني بتأسيسها قبل ثلاثة أشهر بدعم من النظام القطري التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المناطق المحررة بعد طردها من التحالف العربي في يونيو 2017 على إثر اكتشاف خيانتها وعمالتها لميليشيا الحوثي الانقلابية عبر إيران.