سياسات أردوغان تعلن الحرب علي الليرة التركية

عبد الرحمن جلال

لم ولن نتراجع عن صفقة الصواريخ الروسية "إس-400" المضادة للطائرات حتي وإن أبدت الولايات المتحدة إعتراضها وتهديداتها، هكذا قالها صريحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك في معرض حديثه عن التهديدات الأمريكية؛ بسبب صفقة الصورايخ التي أبرمتها أنقرة مؤخرًا مع موسكو، وتأتي تلك التصريحات متزامنة مع إنهيار في سعر الصرف تتعرض له العملة التركية الليرة أمام الدولار الأمريكي؛ وذلك بسبب السياسات والتصريحات التي ينتهجها أردوغان والتي تُغضب الحليف الأمريكي لأنقرة.

وتابع أردوغان في حديث له مع شبكة تليفزيون "تي أر تي جي" المحلية أن قرارشراء منظومة الصورايخ الدفاعية "إس-400" من روسيا قرار يخص أنقرة فقط، علي الرغم مما ستقوله الولايات المتحدة في هذا الشأن.

وأضاف الرئيس التركي أنه لن تكون هناك أي خطوات للوراء في هذا الصدد وأن أنقرة عازمة علي إتمام الصفقة مع موسكو، وخلال معرض حديثه عن صفقة صورايخ باتريوت الدفاعية الأمريكية ألمح أردوغان أن أنقرة منفتحة علي شرائها وذلك في حال قدمت الولايات المتحدة شروطا جيدة.

وتشهد الليرة التركية حالة من عدم الإستقرار والهبوط في سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي؛ نتيجة تصريحات وسياسات أردوغان، وكانت أول محطة في هبوط سعر الليرة بسبب قضية القس الأمريكي برانسون، والذي كان يحاكم أمام القضاء التركي والتي رفضت أنقرة تسليمه إلي واشنطن، وتبع ذلك العمليات العسكرية التي تشنها أنقرة علي المسلحين الأكراد، وقد حذر الرئيس الأمريكي بتدمير الليرة التركية في حال إقتربت أنقرة من الأكراد وتراجع عن تلك التصريحات بعد ذلك، وتصريحات أردوغان الأخيرة بشأن القرار الأمريكي بضم الجولان إلي إسرائيل.

ونتجت عن كل تلك المواقف تذبذب حاد في سعر العملة التركية أمام الدولار الأمريكي وتتزامن هذه التذبذبات مع طلبات أوروبية وأمريكية لأنقرة تهدف إلى عدم إتمام الصفقة مع موسكو وإستبدالها ببطاريات صورايخ باتريوت الأمريكية، لكن أنقرة أبرمت العقد مع موسكو ومن المقرر أن تتسلم تركيا أربع بطاريات صواريخ من طراز "إس-400" مقابل 2.5 مليار دولار، وسيتم تركيب هذه البطاريات في شهر أكتوبر تشرين الأول القادم وفق وزير الدفاع التركي خلوصي آكار.


مقالات الكاتب