تزامنًا مع جرائم الإخوان في تعز.. الحوثي يُفصح عن علاقته بالإصلاح
أفصح مهدي المشاط، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع لمليشيا الحوثي، عن العلاقة بين العناصر الانقلابية وحزب الإصلاح مشيرا إلى أنه تلقى إشارات إيجابية مؤخرا للتعاون مع الحزب الذي ينتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وتأتي تصريحات المشاط في وقت ترتكب فيه مليشيات حزب الإصلاح جرائم سلب ونهب وسرقة وقتل في محافظة تعز، ويصب هذا الوضع مباشرة لصالح العناصر الانقلابية التي قد تستغل فرصة وجود فوضى لاستعادة تمركزها مرة أخرى بعد طردها.
وخلال الأيام الماضية ارتكبت مليشيا الإصلاح جرائم حرب بحق أبناء المدينة تاركة المجال لثلاثة أطقم للمتمردين الحوثيين تخنق المدينة وتحاصرها من أكثر من اتجاه، وهو ما جعل الجميع يدرك أن الإصلاح يمثلون نفس الأجندة التدميرية في اليمن، لخدمة للمشروع القطري الإيراني التركي المشترك في المنطقة العربية ككل.
وأوضح المشاط في حوار أجراه صحافي أجرته مع إحدى الصحف اللبنانية، إن العديد من الفاعلين داخل حزب الإصلاح أو من القوى القريبة منها والذين يعملون في إطارها ويؤثرون في قرارها – في إشارة إلى الأطراف التابعة لتنظيم الإخوان في الشرعية- تواصلوا مع العناصر الانقلابية- لافتا إلى أن ذلك ساعد على التعاون المثمر – على حد وصفه.
ويرى مراقبون أن التكهنات التي كانت تتردد حول توافق مليشيا الإصلاح عمل مشترك سياسي ومليشاوي مع العناصر الانقلابية، تحولت إلى واقع بعد مرحلة من التلميحات ومحاولة الكشف عن وجود تقارب وعلاقة قوية بين الإخوان وميليشيات الحوثي.
ويتجلى ذلك التوافق في العبثية التي تتعامل بها أجنحة تنظيم الإخوان الإرهابي باليمن، وتماهي تلك الأجنحة مع مخطط الحوثي وبأوامر قطرية لا شك، فما تقوم به مليشيات الإصلاح عبر الألوية العسكرية التابعة لعلي محسن الأحمر يدلل بصورة واضحة على تكامل الدور الحوثي - الإخواني في استمرار حالة الصراع وتعميم حالة الفوضى، ونشر ثقافة الكراهية واستباحة دم من يعارض المشروعين "الحوثي أو الإخواني" خصوصاً وأنهما يتوجهان عبر موجه خارجي واحد من طهران أو الدوحة.
ويذهب البعض للتأكيد على أن بوادر هذه العلاقة ظهرت من خلال الإشادات العلنية التي ظهرت ما بين توكل كرمان، صاحبة الجنسية القطرية والفتاة اليمنية الإخوانية، وبين محمد جواد ظريف وزير الخارجية اليمني.
وخلال الشهر المنقضي أشارت كرمان إلى أن ظريف أشاد بدور إخوان اليمن في مواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وذلك في موقف يبرهن على مدى الانتهازية التي عهد عليها تنظيم الإخوان الذي كان مؤيدا شكليا للعاصفة الحزم وقت انطلاقها، وانكشف الدور الذي يقوم به بعد المقاطعة العربية لقطر قبل عامين ما جعله ينسق علنا مع المليشيات الإيرانية.
وقالت كرمان المقيمة في تركيا إن وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف أعرب لها عن فخره بها وبجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن: "قال لي ظريف الذي جلس بجواري في مؤتمر ميونخ، فخورون بك وبدورك في اليمن".
وخلال الشهر المنقضي أيضا، قال القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي في تصريح نشرته وسائل إعلام موالية للميليشيا: "قضيتنا وقضية الإخوان واحدة، والتهديدات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، وهو ما فرض علينا أن نكون في خندق واحد".
وكان البخيتي قد دعا قبل نحو عام ونصف إلى توحيد الجهود بين مليشيات الحوثي الموالية لإيران وتنظيم الإخوان الموالي لقطر، بعد إعلان المقاطعة العربية للدوحة المتورطة في دعم الحوثيين والمليشيات الإرهابية في اليمن.
واستجابت القيادية الإخوانية توكل كرمان لدعوة البخيتي فأعلنت تحالفاً استراتيجياً لمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تماشياً مع الرغبة الإيرانية والقطرية في إطالة أمد الحرب في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.
ومنذ اليوم الأول لانقلاب المليشيات الحوثية في صيف 2014 وإشعالهم الحرب في البلاد، اختار الإخوان الابتعاد عن خط المواجهة، وقد تجلّى ذلك جيداً فيما تعرف بـ"فضيحة الهروب الكبير"، عندما فرّ علي محسن الأحمر (الموالي للجماعة الإرهابية) أثناء توليه قيادة الفرقة الأولى "مدرع" ورغم عتادها الثقيل لكنّه غدر بالوطن، تاركاً الساحة أمام 20 طقماً حوثياً لاحتلال صنعاء.
وفي نوفمبر 2015، سلّم حزب الإصلاح منطقة الشريجة جنوب مدينة تعز إلى الحوثيين، وبعد ذلك بعامين سلّم كذك جبل هان المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن، للمليشيات الانقلابية.