بعد حجور وتعز.. خيانة الشرعية تتمدد إلى إب

أضحت مواقف الشرعية في العديد من المعارك التي خاضها المواطنين اليمنيين الشرفاء وعدد من القبائل ضد المليشيا الانقلابية تنحاز بشكل أكبر إلى العدو الحوثي بدلا من الدفاع بشرف عن الأرض والعرض، واختارت القوات العسكرية التابعة لعلي محسن الأحمر نائب الرئيس هادي الانسحاب بدلا من المواجهة في وقت يعتبر الانسحاب خيانة كاشفة لتمكين العناصر الانقلابية من مواقع جديدة بعيدة عن سيطرتها.

وعلى مدار شهرين تقريبا، تنوعت خيانات الشرعية في أكثر من موقع ومكان، غير أن أوضحها على الإطلاق ما جرى في حجور، بعد شهر ونصف تقريبا من المعارك الطاحنة بين قبائل حجور والعناصر الانقلابية، ولم تتقدم قوات الشرعية خطوة واحدة لمساندة الأهالي واكتفت بالمشاهدة لتمكن المليشيا من السيطرة على مواقع عدة بمحافظة حجة.

وارتدى على محس الأحمر لواء البطولة المزيفة بتصريحات عنترية ولكنه أعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور وهو ما ساهم في هزيمتها، بل أن ذلك القرار أعاق قوات التحالف العربي التي كانت بحاجة إلى وجود قوات عسكرية على أرض الواقع بجانب قبائل حجور لإلحاق الهزيمة بالعناصر الانقلابية.

ولم يختلف الوضع كثيرا في تعز والتي تشهد اشتباكات وسيطرة مليشيات الإخوان على الأوضاع في المدينة، بعد أن صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا التابع لنائب الرئيس هادي "علي محسن الأحمر"، يقتل كل من يعارضه ويكشف أجندة ومخططات حزب الإصلاح الإخواني في المدينة ألا وهي تسليم المدينة لمليشيات الحوثي الانقلابية بعد تفريغها من كافة المواطنين.

وتشن مليشيات حزب الإصلاح في مدينة تعز، هجومًا على أفراد من كتائب أبي العباس من خلال استهداف مقر الكتائب بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومحاصرة المدينة القديمة من كل الاتجاهات مع انتشار لقناصة حزب الإصلاح على أسطح المباني.

ودارت مواجهات عنيفة في صينة والنسيرية والخط الدائري وسط مدينة تعز، وهاجمت مليشيات الإصلاح منازل ومقرات أعضاء حزب المؤتمر غرب المدينة وكتائب أبي العباس في المدينة القديمة، وأحرقت منزل يوسف الحياني مدير مديرية ماوية وقامت باعتقال والده وقتل مرافقه وإحراق مقر حزب المؤتمر.

واليوم تمددت الخيانة ووصلت إلى محافظة إب، قصفت مليشيا الحوثي بالمدفيعة والأسلحة الثقيلة قرى العود غير أن الأهالي تصدوا لهم ومنعوهم من الوصول إلى جبل العود الاستراتيجي المطل على دمت ومديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع الجنوبية، غير أن هذا الدور البطولي لم يقابل أيضا بإسناد عسكري من قوات الجيش حتى هذه اللحظة.

وقالت مصادر محلية أن مجاميع حوثية كبيرة حاولت التسلل، فجر الاثنين، للسيطرة على جبل العود الاستراتيجي، عبر طريق النادرة، العود، الفاخر، مضيفاً أن رجال القبائل تصدوا للحوثيين قبل وصولهم.

وأكد مصرع خمسة من عناصر الميليشيا وإصابة اثنين، وإحراق طقمين، خلال صد المقاتلين القبليين للتعزيزات الحوثية، في وقت ما زالت المواجهات المسلحة مستمرة، بين الطرفين.

واستقدمت مليشيا الحوثي تعزيزات عسكرية إلى منطقة بيت الصارم، وهي منطقة تقع بين العود وبيت العزاني، إلا أنها عجزت عن الوصول للجبل، بفعل سيطرة رجال القبائل النارية على الخط.

وتشن الميليشيا الحوثية المتمركزة في جبل اللهبي قصفاً بمختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات، على جبل العود، المطل على يافع وصبر، في محاولة لفك الحصار على الخط المؤدي إلى الجبل، وإخلاء الآليات المدمرة.

وقالت مصادر محلية في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، إن الأهالي يقاومون مليشيا الحوثي بسلاحهم الشخصي ولايوجد لديهم أي دعم من قبل قوات الشرعية، وشدد المصادر ذاتها على ضرورة إسناد رجال قبائل العود للدفاع عن مناطقهم ومنع الحوثيين من الوصول الى جبل العود.

وأكدت المصادر أن سقوط جبل العود بيد الحوثيين سيكون له تهديدات على القوات الحكومية في مختلف المناطق، موضحة أن جبل العود يطل على دمت ومناطق قعطبة والضالع وجبال سمارة الشاهق في إب و جبل صبر في تعز .

وحذرت المصادر الشرعية من تكرار سيناريو حجور حجة مع أهالي العود في إب الذين يتعرضون منذ مساء أمس للقصف بمختلف انواع الأسلحة الثقيلة .