دفن الطفولة في مقابر صنعاء.. الانقلاب يقتل النشء
الثلاثاء 26 مارس 2019 17:56:53
يضطر الأطفال في المناطق الخاضعة لمليشيات الحوثي الانقلابية من ترك المدرسة والبحث عن لقمة عيش بعد دمار المليشيات للاقتصاد اليمني وسرقة رواتب الموظفين.
بعد أن ينهي الطفل أحمد الحمادي صفوفه المدرسية، يتوجّه إلى مقبرة في صنعاء ليبدأ رش القبور بالماء، أملا في أن يحصل من أقرباء الموتى على مقابل مادي يعيل به عائلته.
ويدور الطفل (13 عاما)، حافي القدمين بين القبور لساعات، ويسير فوق الأحجار وقطع الأسمنت، وهو يحمل دلوا كبيرا من الماء، لينظف الأضرحة ويسقي أيضا العشب والزهور.
واضطرّ أحمد للعمل في المقبرة بعدما خسر والده وظيفته ودخله الشهري بسبب سوء الأوضاع المعيشية في المدينة الخاضعة لسيطرة المتمردين، وفي ظل استمرار عدم دفع رواتب الموظفين.
وقال الطفل لوكالة فرانس برس "ألعب (في المقبرة)، إلا في حال وجود عمل وأموات، فنأخذ الماء لقبورهم"، مضيفا "ننتظر أن تأتي جنازة لنشتغل".
وأحمد واحد من ملايين الأطفال والمدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر للحرب المتواصلة منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
لكن بعد أربع سنوات كاملة من هذا التصعيد الحوثي، لا يزال اليمن غارقا في نزاع تسبّب بأكبر أزمة إنسانية في العالم ووضع ملايين السكان على حافة المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
وأصبحت عائلات كثيرة تعتمد على أطفالها للعمل من أجل توفير لقمة العيش.
وكما هو الحال بالنسبة إلى أحمد، يدور ياسر بين القبور، يرش الماء عليها، ويسقي الزهور والنباتات التي يتركها الأقرباء خلفهم.
ويحلم ياسر الذي يهوى كرة القدم ويشجّع فريق ريال مدريد، أن يصبح طبيبا، مؤكّدا "من منا لا يحب المدرسة".
وتشير "يونيسف" إلى أن 2500 مدرسة من بين حوالى 16 ألفا هي خارج إطار الخدمة حاليا، 66 % منها تضرّرت بسبب أعمال العنف، و27 % أغلقت أبوابها كليا، بينما تستخدم 7 %ملاجئ لنازحين أو معسكرات حوثية.
وحرم توقّف هذه المدارس عن التعليم 1,870,000 طفل من الدراسة لينضموا الى نحو 1,600,000 طفل آخر لا يرتادون المدرسة منذ الانقلاب الحوثي.