كيف أحبطت المليشيات الحوثية جولة جديدة من مهام إنقاذ اتفاق السويد؟
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية، العبث بأي محاولة لتحقيق السلام ووقف الحرب التي أشعلتها في البلاد منذ صيف 2014.
بحسب مصادر مطلعة، أحبطت المليشيات الحوثية اجتماع التوقيع على الخطة المعدلة لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة، حيث تمّ إلغاء الاجتماع من دون أن يحدد كبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسجارد موعداً جديداً، في وقت لجأت المليشيات إلى التصعيد العسكري وهاجمت مواقع للشرعية جنوب الحديدة.
مصادر في لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تضم ممثلين عن الطرفين ويرأسها الجنرال مايكل لوليسجارد، قالت لـ"البيان" إنّ ممثلي المليشيات رفضوا في اللحظات الأخيرة حضور الاجتماع لأنّه سيعقد في مناطق سيطرة الحكومة، كما لم تعلن موقفاً من الخطة المعدلة التي اقترحها المبعوث الدولي مارتن جريفيث والجنرال لوليسجارد.
إلا أنّ مصادر إعلامية نقلت عن المليشيات القول إنّها ترفض وجود مراقبين من الحكومة ضمن فريق الرقابة الذي سيتولى الانتشار في ميناءي الصليف وراس عيسى.
ونقلت الصحيفة عن العميد صادق دويد عضو لحنة تنسيق إعادة الانتشار قوله إنّه تم إلغاء الاجتماع ولم يحدد كبير المراقبين الدوليين موعداً بديلاً حتى الآن.
وأضاف: "تهرب الحوثي من تنفيذ اتفاق السويد لا يقتصر على ما يتعلق بملف الحديدة، بل إنه يمتد إلى ملف تبادل الأسرى حيث أبدينا استعدادنا لتسليم جميع أسراهم لدينا، مقابل ما عندهم من أسرى ومختطفين إلا أنهم عرقلوا كل الجهود".
في الوقت نفسه، أكّد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ضرورة قيام المجتمع الدولي بدوره في الضغط على المليشيات وداعميها في إيران لإنقاذ اتفاق السويد وتنفيذ مخرجاته، باعتباره المحك الحقيقي والجاد لمصداقيتها في المضي نحو السلام، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل إنجاح تفاهمات السويد وفي مقدمتها اتفاق الحديدة مقابل استمرار التعنت والمماطلة والتلاعب من قبل الانقلابيين.
وكان وزير الخارجية خالد اليماني، التقى قبل يومين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث، وبحث معه آخر مستجدات تنفيذ اتفاقات ستوكهولم والعراقيل التي حالت دون تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة.
وجدَّد اليماني التأكيد على موقف الحكومة الملتزم بتنفيذ بنود الاتفاق نصاً وروحاً، لافتاً إلى استمرار التعنت والمماطلة من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران والتي تسعى لإفشال الاتفاق بعد مرور أكثر من مائة يوم على إعلانه في السويد.
المبعوث الأممي من جانبه، استعرض جهوده الهادفة إلى تحقيق تقدم في تنفيذ الاتفاق والخطوات التي يقوم بها رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار لحل المسائل الخلافية، وأكد التزامه بمقترح الرئيس هادي بشأن الرقابة على تنفيذ الانسحابات من خلال لجان ثلاثية من الأمم المتحدة والحكومة والحوثيين.