بالهدوء والحذر.. تفاصيل المشهد الراهن بين غزة وإسرائيل
بعد الوساطة المصرية لتهدئة التصعيد المشتعل بين قطاع غزة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، عاودت المدارس فتح أبوابها في جنوب إسرائيل، وشهدت شوارع قطاع غزة ازدحامًا مروريًا، اليوم الأربعاء، في مؤشر على انحسار أخطر موجة تصعيد في القتال عبر الحدود منذ شهور.
وتراجع العنف بعد وساطة مصرية، لكن ظل الجيش الإسرائيلي والنشطاء الفلسطينيون في حالة تأهب، إذ تجددت هجمات الصواريخ من غزة والضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع لفترة وجيزة في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، بعد يوم من الهدوء.
ولم تسفر هجمات الصواريخ أو الضربات الإسرائيلية عن سقوط ضحايا. ودمر نظام القبة الحديدية الدفاعي بعض الصواريخ، بينما أخلى مقاتلون فلسطينيون منشآت استهدفتها الضربات الجوية.
واستؤنفت الدراسة في بلدات جنوب إسرائيل التي تسببت صفارات الإنذار من الصواريخ في اضطراب الحياة اليومية فيها منذ بدء أحدث موجة قتال يوم الإثنين. وفي غزة عادت المدارس أيضًا للعمل وتكدست السيارات في الشوارع.
بيد أن التوتر ما زال يسود حدود غزة، حيث انتشرت القوات والدبابات الإسرائيلية على طول الحدود. وأعلنت كل من إسرائيل وحركة حماس التي تحكم غزة أنهما لن تتسامحا مع أي هجمات يشنها الطرف الآخر.
وحتى إذا هدأت هذه الأزمة فقد تلقي بظلالها على الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل/ نيسان والتي يستند رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو فيها إلى ملف الأمن.
وزادت أحدث موجة من القتال التوتر الذي يتصاعد بالفعل قبيل الذكرى الأولى لاحتجاجات أسبوعية على حدود قطاع غزة بدأت يوم 30 مارس آذار من العام الماضي. وقُتل نحو 200 فلسطيني وأصيب الآلاف بنيران إسرائيلية خلال هذه الاحتجاجات، بينما قُتل جندي إسرائيلي واحد.
وتقول إسرائيل إن استخدامها للقوة الفتاكة يستهدف منع محاولات اختراق الحدود، وشن هجمات على قواتها ومدنييها.
ويطالب المحتجون بحق العودة لأراض فرّ منها الفلسطينيون أو تم تهجيرهم منها خلال القتال الذي تزامن مع قيام إسرائيل بحرب عام 1948.
وأصيب سبعة إسرائيليين في الهجوم الصاروخي الأول يوم الإثنين، والذي استهدف قرية مشميريت على بعد 120 كيلومترًا شمالي غزة. ولم تعلن إسرائيل عن إصابات أخرى.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة بغزة إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة 12 فلسطينيًا.
وأوضح مسؤول فلسطيني مشارك في جهود التهدئة، أن من المتوقع أن تواصل مصر محادثاتها بشأن الهدنة اليوم الأربعاء.
وقال نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط لمجلس الأمن أمس الثلاثاء، إنه يعمل مع مصر لتأمين وقف لإطلاق نار، مضيفًا أن الهدوء الهش متماسك فيما يبدو.
والأمن قضية كبرى بالنسبة لنتنياهو، الممسك بزمام السلطة منذ عشر سنوات، ويواجه أقوى تحد انتخابي من ائتلاف وسطي يقوده جنرال سابق. وتحوط نتنياهو فضائح فساد ينفيها جميعًا. ويقول إنه حافظ على أمن الإسرائيليين باتباع نهج قوي تجاه الفلسطينيين قد يضعُف إذا ترك السلطة.
وفي مخيم الدهيشة للاجئين بالضفة الغربية قال مسؤول في خدمة الإسعاف إن فتى فلسطينيًا عمره 17 عامًا قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء اشتباكات في المخيم.
وأضاف أن الفتى المقتول كان متطوعًا في الإسعاف ويرتدي الزي الرسمي. ولم يصدر تعقيب من الجيش الإسرائيلي بهذا الشأن حتى الآن.