جريمة حوثية ثمنها 60 مليون ريال.. كلور المليشيات الذي يغزي الكوليرا في الدماء
لم تكتفِ مليشيا الحوثي الانقلابية بالتسبّب في تفشي الأمراض القاتلة التي تزيد من الأعباء على المدنيين، لكنّها تواصل جرائمها من خلال سرقة المواد المستخدمة في علاجها.
مصادر محلية في صنعاء كشفت أنّ المليشيات الحوثية باعت كميات كبيرة من مادة الكلور المستخدم في مكافحة وباء الكوليرا لأحد التجار بمبلغ 60 مليون ريال.
مزيدٌ من التفاصيل أوضحتها المصادر قائلةً إنّ شحنة الكلور المباعة كانت محملةً على متن قاطرتين أمام بوابة هيئة مياه الريف في صنعاء، والمقدمة من منظمة اليونيسيف ضمن برنامج مساعدات الدعم الخاصة بمكافحة الكوليرا وتنقية مياه الشرب.
وبحسب المصادر، فإنّ أربعة من مشرفي المليشيات الحوثية في الهيئة العامة لمياه الريف (الخاضعة لسيطرة الانقلابيين) أتمت صفقة بيع شحنة الكلور والتي كانت مخزنة في المخازن التابعة للهيئة وسط صنعاء .
وفرضت مليشيا الحوثي تكتماً شديداً على العملية وبخاصةً بعد أن كشفت كاميرات المراقبة عملية البيع والشراء أمام البوابة، فيما حذّرت كافة العاملين في الهيئة من تسرب أي معلومات خشية افتضاح أمرها أمام الرأي العام.
هذه الفضيحة تأتي بعدما كشفت تقاير دولية رسمية تورّط الحوثيين في سرقة أغذية وأدوية تقدم للتخفيف من معاناة المدنيين الناجمة في الأساس عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
وفي مطلع العام الجاري، كشفت دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي على مستفيدين مسجلين أنّ العديد من سكان صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية، وفي مناطق أخرى، حُرم الجوعى من حصصهم بالكامل، رغم أنّ ملايين المواطنين يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وطالب برنامج الأغذية العالمي (التابع للأمم المتحدة) بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن بعد الكشف عن أدلة تثبت حدوث هذه الممارسات في صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتمّ الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية في مراجعة أجراها البرنامج خلال الأشهر الأخيرة. وقد أجريت هذه المراجعة بعد تزايد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة.
وتبيَّن للبرنامج، هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها. المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
كما كشفت تقارير دولية وحكومية تورّط الحوثيين في المتاجرة بالأدوية الخاصة بوباء الكوليرا وبيعها في السوق السوداء في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ما شكّل كارثة إنسانية رهيبة.
وطالبت التقارير، المجتمع الدولي بفضح ما تقوم به المليشيات من أعمال نهب ومتاجرة بالأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإغاثية والإنسانية كافة، لا سيّما أنّ استمرار صمت المنظمات الأممية إزاء هذه الاعمال ضاعف من استمرار المليشيات في الإقدام على هذه التصرفات وتعريض حياة أبناء الشعب اليمني للكوارث.
واستخدمت المليشيات الموالية أساليب مجردة من القيم الأخلاقية والإنسانية كافة في مضاعفة معاناة اليمنيين ومنها نهب الأدوية والمعونات الطبية، مما تسبب في مضاعفة معاناتهم، في تصرفات إرهابية تتنافى كلياً مع المبادئ والقوانين الإنسانية.