وجود «مَحرَم».. خدعة حوثية لحظر سفر المرأة وتقييد الحريات
«لحماية المرأة».. هكذا تتلاعب مليشيات الحوثي بعقول الأبرياء في اليمن من خلال بث الأفكار الطائفية أو التحدث بلغة الدين وكأنها تطبق شرع الله في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، لكن ما يكشف سوء نيتها ونواياها الخبيثة يأتي متمثلًا في أمور كثيرة، على رأسها مسألة تقييد حرية المرأة.
المليشيات الحوثية وفي خطوة جديدة تؤكد ولاء الجماعة الانقلابية لإيران، وقامت بتقييد حرية المرأة، من خلال حظر سفر النساء بين المدن اليمنية دون مرافقة محرم.
وتسبب القرار، الذي عممه الحوثيون، على شركات النقل الجماعي، في استياء واسع، حيث ترى ناشطات أن ذلك يمهد لإجراءات تمس بشكل مباشر حقوق المرأة.
وشنت ناشطات حملات اعتراض على القرار، ووصفنه بأنه "لا يختلف عن أساليب تنظيم داعش".
ووفق مصدر في إحدى شركات النقل الجماعي التي تعمل في نقل الركاب بين صنعاء ومدينة عدن، فإن توجيهات صدرت من جماعة الحوثيين قضت بمنع سفر النساء دون محرم.
وقال المصدر، إن القرار كان في البداية يتعلق بمنع سفر النساء إلى محافظة حضرموت شرقي البلاد، قبل أن يضاف إليه منع السفر إلى أي وجهة، حتى في حال كن مجموعة من النساء.
وبقدر ما يشكل القرار واحدة من مضايقات الحوثيين تجاه اليمنيين منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014، فإنه سبب معاناة للعشرات من الأسر اليمنية، وفق المعارضات له.
وتقول "بهجة سعيد"، وهي امرأة كانت تحزم حقائب السفر مع ابنتها في طريقهن إلى مدينة عدن، وهي تغادر مكتب إحدى شركات النقل في صنعاء، إنها تفاجأت بقرار حظر السفر دون محرم.
وأضافت أن ما يحدث لليمنيين هو "معاناة وتضييق لحق الحياة والتنقل والسفر".
وأوضحت "مسألة سفري إلى عدن لزيارة والدتي أصبحت معقدة بسبب التكاليف الزائدة والوضع الجديد، فابني مرتبط بدراسته وأعماله، بينما زوجي هو الآخر لديه أعماله، لذا كنت أرتب سفري مع ابنتي لتكون التكلفة قليلة".
وبلسان عاجز تقول "الآن لابد أن أدفع 56 ألف ريال، أي 100 دولار، قيمة أربع تذاكر لسفر ابني معنا، اثنتان منها لأجل أن يذهب بنا واثنتان لأجل أن يعيدنا لأننا سنبقى هناك لأسبوعين على الأقل".
ويقول أحد موظفي شركة النقل -فضل عدم ذكر اسمه أو هويته- إنه قد يعرض الأم وابنتها للخطر في حال غامر وحجز لهن تذكرتين على إحدى الحافلات، موضحا أن الأمر لا يقبل النقاش في النقاط المسلحة للحوثيين.
وأضاف: "من الممكن أن يجبروهن على النزول في أقرب نقطة ويرغمونهن على العودة إلى صنعاء، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الشركة".
ويقول "عبد الرحمن يعقوب"، المسؤول في إحدى شركات النقل إن "الحوثيين برروا قرار المنع بأنه إجراء وقائي للمرأة، خصوصا في ظل انتشار العصابات المسلحة في الطرقات الرئيسية بالمناطق التي لا تخضع لسيطرتهم!".
نساء في سجون الحوثي
ويعاني العشرات من المختطفين والمختطفات في سجون مليشيا الحوثي من وضع صحي حرج نتيجة لما يتعرضون له من تعذيب جسدي ونفسي وإهمال صحي متعمد ساعد في انتشار الأوبئة داخل هذه السجون، بالإضافة إلى منع أهاليهم من إدخال الدواء والغذاء والمال.
وبحسب الروايات، تحتجز المليشيات العشرات من الفتيات بينهن صغيرات في أحد سجونها الخفية والواقع في بدروم مبنى حكومي كان مخصصاً للمتسولين بمنطقة صرف، وكان قد استهدفه طيران التحالف قبل أكثر من عامين.
وذكرت مصادر أنّ الفتيات المخفيات قسراً أغلبهن اختطفن خلال العامين الماضيين من الكافيهات والاستراحات وشوارع صنعاء، وبعضهن من منازلهن ولفقت لهن المليشيات تهمة "الدعارة"، وتواصل احتجازهن هذه المدة الطويلة دون أي مسوغ قانوني أو إحالتهن إلى المحاكمة.