بعد حشد نوابها..لماذا تُخفي الشرعية مكان انعقاد مجلس النواب؟
الأحد 7 إبريل 2019 20:33:42
تشير الأنباء والأجواء السياسية في العاصمة عدن إلى وجود استعدادات لعقد جلسة مجلس النواب اليمني في سيئون ( مركز مديريات حضرموت)، أواخر هذا الأسبوع، غير أن الشرعية تخفي حتى الآن مكان الانعقاد بشكل علني وكأنه عمل سري أو جريمة تحاول التغطية عليها، إذ أن إصرارها على عقده بأحد المحافظات الجنوبية المحررة هو بالفعل جريمة تريد ارتكابها من دون ضجيج لتتمكن من تحقيق هدفها الساعي نحو مزيد من الارتباك الأمني والسياسي للجنوب.
وقال شهود عيان في سيئون، إنه يجري حاليا تجهيز القصر الرئاسي في المدينة ونصب منظومة صواريخ بتريوت حوله كما تم حجز القاعة الكبرى بالمجمع الحكومي بسيئون ليومي الأربعاء والخميس القادمين وإلغاء حجوزات سابقة للقاعة.
وتعد جريمة عقد جلسات البرلمان بأحد المحافظات الجنوبية، ظاهرة منذ أن دعا الرئيس عبدربه منصور هادي اجتماعا مع أعضاء مجلس النواب من أنصار الشرعية في شهر ديسمبر من العام المنقضي، وهي هذا الاجتماع لم يتردد كثيرون من أعضاء البرلمان ذي الغالبية الشمالية من الإلحاح على ضرورة عقد مجلس النواب جلساته في العاصمة عدن، في عناد واضح يتجاهل الاعتبارات المتصلة بمعاناة الجنوبيين وبالقضية الجنوبية بشكل عام.
ويأتي طلب النواب ذي الأغلبية الشمالية، في وقت لم يقدموا أي إشارة ولو ودية داعمة للحراك الجنوبي في حروبه التي خاضها في عامي 1994 وكذلك في العام 2015، بل على العكس فإن الكثيرين منهم كانوا إما مؤيدين أو مشتركين بالخيانة ضد أبناء الجنوب والذين واجهوا النيران بصدور عارية وتمكنوا من تحرير محافظاتهم.
ويذهب البعض للتأكيد على أن عدم الإعلان عن مكان انعقاد جلسة مجلس النواب حتى الآن، هو أن الشرعية تجد نفسها في مأزق بسبب، أن عدد كبير من الدوائر الشمالية سيطرت عليها المليشيا الحوثية، وأن عدد من الناخبين المؤيدين لنواب الشمال انخرطوا في إطار العناصر الانقلابية، ولذلك فإن عبدربه منصور هادي ومن ورائه نواب البرلمان يبحثون عن دوائر انتخابية ليس لهم فيها ناخبين، وبالتالي فهم يضربون عصفورين بحجر واحد.
فمن ناحية أن تلك الجلسة تستهدف إعادة الروح لبرلمان مضى على آخر اجتماعاته أكثر من سبع سنوات، ومن ناحية ثانية البرهان للمواطنين الجنوبيين أن انتصارهم في حرب 2015م ليس ملكا لهم، ومن ناحية ثالثة سيستعيدون مجد الهيمنة على الجنوب بعد أن حرره أبنائه بتضحياتهم من الغزوين الأول والثاني.
ومن جانبه قال الدكتور عيدروس نصر النقيب، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الحنوبي، :" لست متصورا الكيفية التي سيستقبل بها المواطنون الجنوبيون زملائي النواب وهم يشدون الرحال إلى أرض ميعادهم في الجنوب لكن ما أنا متيقنٌ منه أنهم لن يستقبلوا بباقات الورود.
ونصح النواب قائلاً: أنا لا أغبطكم على اجتماعكم، ولا أطلب منكم حشد ناخبيكم ليحرروا دوائركم من التواجد الحوثي لتعقدوا اجتماعكم في إحداها لكنني لا أرغب في تعريضكم لإهانات لا تليق بمقامكم فوق ما عانيتم على أيدي مليشيات إيران في دوائركم، وأعرف أن لديكم عشرات الخيارات غير الاجتماع في الجنوب، فابحثوا عن مكان آخر غير الجنوب الذي يغلي بالغيض والغضب بحثا عن هويته التي لم تسألوا عنها وتاريخه الذي تتجاهلونه ودولته التي شارك الكثير منكم في تدميرها ودماء أبنائه التي ساهم بعضكم وكل قادتكم في إباحتها وهدرها عبر الفتاوي المعروفة للجميع".
وكشف الصحفي اليمني والسكرتير الصحفي السابق للرئاسة اليمنية مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي خلال تغريدة على حسابه في"تويتر": "إنه من المتوقع أن تنعقد جلسة مجلس النواب يوم الأربعاء 10 أبريل في سيئون محافظة حضرموت".
وأكد السياسي اليمني علي البخيتي أن سبب عجز الحكومة الشرعية لعقد جلة مجلس النواب منذ سنوات يرجع إلى وجود خلاف على رئاسته، لافتا إلى أن رئيس المجلس الذي سيتم اختياره لن تتجاوز صلاحياته غرفة فندقه، موضحا أن رموز سلطة لا يشعرون بالمسؤولية؛ يسرقون وينهبون ويوظفون أقاربهم ويتصارعون على التوافه فيما بلدهم تمر بأسوأ وأخطر أزمة في تاريخها القديم والمعاصر.
وأكد عدد من البرلمانيين على انعقاد أول جلسات المجلس قبل نهاية الأسبوع الجاري، دون تحديد مكان انعقاده، متوقعين حضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الجلسة المرتقبة.