الرحمة لروح الأستاذ عمر حبيب
د. عيدروس النقيب
بلغني اليوم نبأ وفاة الأستاذ الأديب والباحث والأكاديمي الزميل عمر محمد حبيب بعد معاناة مع المرض كما عرفت.
الزميل عمر حبيب شخصية أدبية وثقافية مكافحة مرَّ بكثير من المراحل الصعبة في حياته منذ الطفولة، لكنه تجاوز كل التحديات والمعوقات حتى أنهى دراسته الجامعية والتحق بكلية التربية بزنجبار كمعيد ثم كمدرس للغة العربية، وتمكن من نقل مخزونه المعرفي في اللغة العربية والنقد الأدبي إلى المئات إن لم يكن الآلاف من طلابه.
تعرفت على الزميل عمر حبيب في العام 1974م عندما انتقلت لمواصلة الدراسة في المدرسة الإعدادية في مدينة زنجبار وهي مدرسة عريقة تتلمذ فيها مئات الشخصيات القيادية بدءً بالشهيدين الرئيس سالم ربيع علي وجاعم صالح محمد، وانتهاءً بقيادات ما تزال تواصل أدوارها النضالية أطال الله بأعمارهم.
كنا شركاء في اللجنة الاتحادية للاتحاد الوطني لطلبة اليمن في المدرسة فكان هو رئيس اللجنة الاتحادية وكنت أنا المسؤول الثقافي في اللجنة، إلى جانب عملي كرئيس الهيئة القيادية لاتحاد الشباب وكان هو مسؤلاً للنشاطات الجتماعية في الهيئة، وكان معنا في اللجنة الاتحادية كل من الزملاء، الرياضي المعروف الكبتن أحمد عوض نصيب وحسين عبد الله صالح والشهيد حميد الكيلة وأحمد يوسف كردوش وعلي سعيد بلعيدي وسعيد عوض عميران (وآخرون أعتذر منهم إن خانتني الذاكرة في استحضار أسمائهم) وكنا نعمل بحماس الشباب وروح الفريق الواحد فعلا وليس قولا.
كنا ننفذ الفعاليات الثقافية والمبادرات الجماهيرية والنشاطات الرياضية كما كنا نعلج ما يخص حقوق الطلاب، خصوصا ما يتعلق بالتغذية والسكن وعلاقة الطالب بالمدرس، وكانت الإدارة المدرسية تتعامل معنا وكأننا أنداد وليس فقط كطلاب، لكننا كنا نحاول تقديم المثل الأعلى في احترام القانون والنظام والامتثال لهما.
في تلك الفترة نجحنا في إقامة الفعاليات الثقافية المشتركة مع المدرسة الإعدادية للبنات، وكان ذلك تمهيدا لتدشين التعليم المختلط الذي أزال كثيرا من الحواجز وفتح أبواب المنافسة بين الجنسين.
بعد الثانوية انتقل الزميل عمر حبيب للعمل كمعلم ومثله فعلت فقد كانت الظروف العائلية عائقا حقيقيا أمامنا حال دون القدرة على مواصلة الدراسة الجامعية، لكن وبعد افتتاح كلية التربية زنجبار والتعليم المسائي تمكن الزميل الفقيد عمر حبيب من الحصول على الدبلوم ثم البكلاريوس في أطار برنامج التأهيل أثناء الخدمة وتمكن من الانتقال من سلك التدريس في مدارس التربية والتعليم إلى التعليم في الجامعة.
تشاركنا معا في تأسيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أبين ولمرات عديدة كان ضمن قيادة الاتحاد كما كان مشاركاً فعالا في فعاليات الاتحاد، وفي عصر شبكة التواصل الاجتماعي تمكن من نشر العديد من النصوص الشعرية، كما قدم العديد منالقراءات النقدية للكثير من النصوص الأدبية والقصائد الغنائية.
انقطعت اتصالاتنا بفعل التنقل في العمل والدراسة من مدينة إلى أخرى خصوصاً بعد العام 2003م ولم أتابع كثيراً ماذا جرى مع زميلي رغم تواصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني لم اتابع ما إذا كان قد حصل على الماجستير أو شرع في الإعداد للدكتوراه، ومع ذلك أعرف أنه كثير الاطلاع وشديد الحب للعلم والتأهيل المهني والعلمي
أتقدم بصادق العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وأولاده وزملائه ومحبيه وتلاميذه وكل أصدقائه سائلاً الله أن يغفر له ويتوب عليه ويسكنه الجنة، ويمن علينا وعلى أهله ومحبيه بالصبر والسلوان
وإنَّا لله وإنا إليه راجعون