مليشيا الحوثي تزرع الموت.. الأراضي اليمنية تتحول إلى بركة ألغام
الاثنين 15 إبريل 2019 20:53:27
تضاعفت بشكل كبير عدد الضحايا التي تخلفها الألغام الحوثية في المحافظات اليمنية، خلال الأيام الماضية، وظهر ذلك واضحا تحديدا في محافظة الحديدة والمديريات التابعة لها، إذ لا يكاد يمر ساعات قليلة حتى يقع انفجار لغم يخلفه ورائه ضحايا من المدنيين الأبرياء، الأمر الذي حول الأراضي اليمنية إلى بركة ألغام يصعب التعامل معها، أو التخفيف من أضرارها.
وأعلن الحساب الرسمي لـ "تحالف رصد" استشهاد وإصابة خمسة أطفال من أسرة واحدة في محافظة الجوف بسبب انفجار لغم أرضي زرعته مليشيات الحوثي في طريقهم وهم ذاهبون من مخيم نزوحهم القريب من جبل شيحاط لبيع حطب لهم في سوق مدينة الحزم.
فيما لقي ثلاثة عناصر من مليشيات الحوثي، مصرعهم بانفجار لغم أرضي حاولوا زرعه في إحدى الطرقات الفرعية جنوب حيس بمحافظة الحديدة، بعد أن حاولوا زرع اللغم في الطريق الفرعي بالقرب من منطقة ظمي، إلا أن اللغم انفجر بهم وقضى على ثلاثة منهم.
وكانت عناصر حوثية قامت سابقاً بزرع ألغام أرضية في نفس المنطقة وسقط على إثرها شهداء وجرحى من المواطنين المارة على هذه الطريق بسبب الألغام الحوثية.
وكذلك أصيب طفلان، أمس الأحد، إثر انفجار لغم حوثي من الألغام التي زرعتها المليشيات في إحدى المزارع بمنطقة المنقم في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وأوضحت مصادر أن الطفلين أصيبا بجروح متفرقة جراء انفجار اللغم الحوثي بهما خلال تواجدهما في إحدى المزارع بمنطقة المنقم.
وأعلن مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام الخميس الماضي، عن انتزاع أكثر من 55 ألف لغم وعبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي باليمن خلال عام 2018.
وقال مساعد المدير العام لمشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في اليمن، خالد العتيبي، إن "كمية الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي خلال السنوات الثلاث الماضية صنفت اليمن الأعلى معدلا منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال الناشط الحقوقي اليمني سليم علاو، الأسبوع الماضي، أن مليشيا الحوثي حولت المناطق التي تسيطر عليها إلى حقل ألغام راح ضحيتها 2584 مدنيا ما بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأطفال والنسا، مشيرا إلى أن التقديرات لعدد الألغام التي زرعتها المليشيا تتجاوز مليون لغم.
وحذر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تعز من خطر الألغام على اليمن، مؤكدا أن اليمنيين يعيشون مشاكل خطيرة جراء انتشار الألغام التي زادت من الكارثة الإنسانية خصوصاً وأن عملية زراعتها تتم بشكل عشوائي ودون خرائط.
وتجد مليشيا الحوثي في زراعة الألغام سبيلا لحصد أكبر عدد من المدنيين من دون أن تتعرض هي لأي خسائر وهو أسلوب خسيس ورثته من إيران التي تدمر العالم العربي بمليشياتها المسلحة من دون أن تتورط هي في صراع مباشر، وتكتفي فقط بالتمويل والتدريب، وهو نفس فلسفة الألغام القاتلة.
وتستمر الألغام التي تزرعها العناصر الانقلابية في القتل وتدمير الحياة والأرزاق، على مدى سنوات طويلة حال عدم الوصول إليها، حتى مع التطورات التكنلوجية الحديثة، إذ تقوم المليشيات بتطويق مناطق واسعة بشبكات الألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى زراعتها في القرى وطرقات المزارعين ورعاة الغنم في عدد من المديريات.
وكان تقريرٌ صدر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، قد كشف أن ألغام الحوثيين حصدت 1000 مواطن يمني، وتسببت في إصابة وإعاقة ما يزيد على 11 ألفاً في مختلف المناطق منذ عام 2015.
وأشار التقرير الذي تمَّ عرضه خلال ندوة حول الإخفاء القسري وزراعة الألغام في اليمن، والتي نظمها التحالف على هامش انعقاد الدورة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف، إلى أنّ اليمن أصبح أكبر دولة مملوءة بالألغام بعد الحرب العالمية الثانية؛ بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية.
وأوضح التقرير أنَّ مليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، منها ألغام مضادة للأفراد؛ ومضادة للعربات؛ ومضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية منذ عام 2014 وحتى عام 2018.
وبحسب التقرير، فإنَّ الحوثيين يستخدمون ألغاماً على شكل صخور ملونة وأسطوانية وألعاب أطفال ومواد بناء ومجسمات، وأصبحت هذه الألغام تهدد حياة الآلاف من اليمنيين، وتشكل خطراً يتربص بهم في كل مكان، وخاصة النساء والأطفال.