مجلس النواب اليمني يواجه خيانة الإصلاح وطائرات الحوثي المسيرة
كشف المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، أنه تم إسقاط 11 طائرة بدون طيار تابعة للمليشيات الحوثية كانت تحاول استهداف مجلس النواب اليمني في سيئون، يأتي ذلك في الوقت الذي لا ترحب فيه مليشيا الإصلاح بانعقاد جلسات البرلمان، الذي يفرز عن وجود شرعية أخرى بعيدة عن شرعيتها النافذة داخل الحكومة.
أمام تلك المعطيات يبقى مجلس النواب أمام تحديات عدة أولها خيانة الإصلاح المعروفة عنه، إذ أن الحزب الإخواني سيعمل بكافة الطرق على إفشال ما يجري خلاله، أو تسريب ما يجري في الكواليس إلى العناصر الانقلابية التي يتعاون معها، وكذلك فإن البرلمان سيكون عليه مواجهة التهديدات الأمنية التي قد تسببها مليشيا الحوثي الانقلابية، والتي تعمل على استهداف البرلمان بطائراتها المسيرة.
ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) بأنّه سيكون الخاسر الأكبر جرّاء هذا التطور السياسي الهام والمتمثل في انعقاد البرلمان في سيئون، وذلك بسبب وجود سلطة أخرى بعيداً عن سلطة الحكومة، التي تستّر الإخوان وراءها، ويمكن لهذه السلطة محاسبة الحكومة.
وكذلك فإن هناك جهة رقابية سيكون عليها محاسبة فساد وزراء الإصلاح في حكومة الشرعية، هذا بالإضافة إلى تقليص نفوذ "الإصلاح" في الحكومة، والذي قُرأ بأنّه يلعب دوراً كبيراً في صناعة قرارات السلطة الشرعية، وهذا يرجع بالأساس إلى القيادي الإخواني علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حيث يعمل الجنرال "المتورط في جرائم فساد وإرهاب" على تقوية نفوذ عناصره "الإخوان" في الحكومة.
ومنذ عام 2012، قضى "الإصلاح" سنوات مستقرة إلى حد بعيد، عندما كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح متحالفاً مع مليشيا الحوثي حيث استغلّ الإخوان هذا الوضع للتستر بغطاء الشرعية واستغلال الحرب من أجل تقوية نفوذهم حتى وإن كان ذلك على حساب المدنيين.
لكنّ الثاني من ديسمبر عام 2017 كان علامة فارقة، عندما قرر صالح فض الشراكة مع الحوثيين والانضمام إلى التحالف العربي، ويمكن القول إنّ هذه الخطوة أصابت الإخوان بـ"الجنون"، حيث وجدت الجماعة الإرهابية من يقاسمها السلطة لا سيّما من أعضاء حزب المؤتمر.
وكان من الممكن أن يمر مشهد انعقاد البرلمان عادياً على "وزراء الإصلاح" وذلك إذا ما كان الحزب يضمن سيطرة كاملة على المجلس، لكنّ وجود كتل أخرى مثل كتلة المؤتمريين أو كتلة المستقلين، أمرٌ من شأنه أن يضرب مصالح الإخوان في مقتل.
ويذهب البعض للتأكيد على أن تحرّكات رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، في المرحلة المقبلة لتحقيق هذه المخططات، وبخاصةً بعد أن أصبح رئيساً للمجلس، تجهض سيطرة "الإصلاح" ليس فقط على الحكومة، بل أيضاً الوحدات العسكرية التي تتبع "الإخواني" علي محسن الأحمر، والتي يستخدمها في ممارساته الإرهابية وعلى رأسها شبكات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين التي تدر على الجنرال أموالاً طائلة، يستخدمها في توسيع نفوذه بشكل كبير.
وناقش مجلس النواب، أمس الأحد، موازنة الحكومة للعام 2019، واستعرض رئيس الحكومة، موازنة حكومته وأهم المحاور التي تتضمنها، ومن المتوقع أن يجري إقرارها في جلسة الغد الثلاثاء.
وفي المقابل فإن مجلس النواب سيكون عليه مهمة ممارسة ضغط متزايد على المبعوث الأممي لتحريك عملية السلام، وذلك بالتزامن مع الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن عريفيث، غدا الثلاثاء.
وأكد سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب، في الجلسة العامة التي عقدها البرلمان، بمقره المؤقت بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت، اليوم الاثنين، على أهمية جلسة الغد، في إيصال رأي المجلس للمبعوث الأممي فيما يتعلق باتفاق السلام ومماطلة الحوثيين في تنفيذ خطة إعادة الانتشار بمدينة الحديدة.
وواصل مجلس النواب اليمني انعقاده لليوم الثالث على التوالي، اليوم الإثنين، في مديرية سيئون بمحافظة حضرموت، وأكدت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، إن البرلمان سيرفع جلساته بعد لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وإقرار موازنة الحكومة.
وناقش المجلس، اليوم الاثنين، عدد القضايا، أبرزها الانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الحوثي الانقلابية، مطالبين المجتمع الدولي بالوقوف الجاد و الحازم لوضع حد لممارسة المليشيات الحوثية و التي ارتكبت الكثير من الجرائم التي ترقى الى تصنيفها كمنظمة إرهابية .
كما شدد أعضاء المجلس على ضرورة الاهتمام بمدينة سيئون و إعطاءها الأولوية في مشاريع الخدمات الأساسية والتنموية.