في ذكرى نفوق الصماد.. مليشيا الحوثي تواجه أزمة سياسية وتنتحر عسكريا
تحاول مليشيا الحوثي التأكيد على أنها مازالت متماسكة بعد عام من مقتل ما يسمى برئيس المجلس السياسي صالح الصمّاد، في عملية نوعية لقوات التحالف العربي، غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، إذ أن العناصر الانقلابية تواجه أزمة سياسية بعد أن عقد البرلمان اليمني جلساته هذا الأسبوع، وكذلك عدم وجود نواب ولا ناخبين في الانتخابات التي زعمت إجرائها قبل يومين، غير أنها تأخذ في الانتحار عسكريا تعويضا عن الخسائر المتتالية التي تلقتها.
لا تقتصر الأزمة السياسية التي تواجهها عناصر الانقلاب على المستوى الداخلي فقط، فعلى المستوى الخارجي أيضا تتزايد الضغوطات الدولية على الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل اتخاذ خطوات حاسمة ضد الحوثيين، ولوحظ في الأيام الأخيرة تصاعد اللهجة الغربية ضد ممارسات مليشيا الحوثي ما يمكن اعتباره بوادر تغيير في التعامل مع المليشيات، تجبرها على وقف الانتهاكات التي تعرقل التوجُّه نحو السلام.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على أهمية أن يقوم مجلس الأمن بإرسال رسائل قوية إلى الحوثيين ليتم التمكن من إنجاز تقدُّم في الحديدة قبل النظر في أي خطوات قادمة في عملية السلام باليمن.
وأوضح إنّ كافة جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن تتركز حالياً على تنفيذ اتفاق الحديدة، الموقع في السويد قبل أربعة أشهر والذي ينص على انسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من مدينة وموانئ الحديدة، وجدد التأكيد على التزامه الشخصي والأمم المتحدة للتوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنّ إيران ومليشيات الحوثي تهددان المنطقة بأكملها وليس فقط السفن الأمريكية الموجودة في الخليج.
أضاف بومبيو أنّ الحوثيين يهددون بأنظمة صواريخهم دول المنطقة بالإضافة إلى المصالح الأمريكية بها، متابعاً: "إيران تمثل من خلال الحوثيين في اليمن تهديداً حقيقياً لمصالح أمريكا بسبب تقديمها التدريب لهم والطائرات المسيرة عن بعد والتكنولوجيا العسكرية، وكل هذا يمثل تهديدا لأمننا وأمن دول الخليج".
من جانبه أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، أن الحوثيين يفرضون عراقيل على حركة الموظفين الأمميين، لافتا إلى أن المعارك في كشر أدت إلى تشريد 50 ألف شخص"، مشيراً إلى أن مليوني طفل خارج مقاعد الدراسة في اليمن.
وقالت الممثلة الأممية المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فرجينيا جامبا، إن 70% من المناطق اليمنية ضربتها المجاعة، وأن أكثر من 7500 طفل قتلوا أو جرحوا، مؤكدة أن الحوثيين مسؤولون عن معظم حالات الوفاة للأطفال، موضحة أن الحوثيين منعوا وصول 70% من المساعدات الإغاثية.
الخسائر السياسية التي تتعرض لها مليشيا الحوثي، ترتبط بالتوجه الدولي ضد الإرهاب الإيراني في المنطقة العربية، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فرضت عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، وهو ما افقد العناصر الانقلابية توازنهم، ودفعهم ذلك للانتحار عسكريا بتكثيف القصف والانتهاكات بشكل يومي، عبًر تجنيد الأطفال والاستفادة من تهريب السلاح والغاز كوقود لجرائمها.
وشنت ميليشيات الحوثي، اليوم الاثنين، قصفا مدفعيا عنيفا على مواقع ألوية العمالقة والقوات المشتركة في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وكشف مصدر ميداني عن سقوط عدد كبير من مقذوفات المدفعية ومنها قذائف الهاون التي أطلقتها المليشيا نحو مواقع العمالقة والقوات المشتركة في الدريهمي.
وأكد المصدر عن قيام مليشيات الحوثي بشن عملية استهداف واسعة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على مواقع تواجد القوات في الدريهمي مواصلة خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية .
وتضاف عمليات الاستهداف والقصف هذه إلى مسلسل خروقات المليشيات اليومية والمستمرة للهدنة الأممية، والتي تتصاعد يوماً بعد آخر، في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة.