قطاع الصحة بالمغرب يشهد استقالات جماعية رفضًا للأوضاع
الجمعة 19 إبريل 2019 19:57:59
يشهد قطاع الصحة بالمغرب، أزمة طاحنة خلال الشهور الأخيرة، آخرها استقالة أكثر من 300 طبيب شمال المملكة، وقد خرج طلبة الطب في مظاهرات ضد الحكومة ووزارة الصحة.
وفي خطوة تصعيدية جديدة، واحتجاجًا على تردي المنظومة الصحية بجهة طنجة – الحسيمة تطوان، وانعدام شروط العمل في المستشفيات العمومية، أقدم أمس الخميس أكثر من 300 طبيب يعملون في القطاع على تقديم استقالاتهم أمام المندوب الجهوي لوزارة الصحة في جهة الشمال.
ووجهت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بجهة طنجة – الحسيمة تطوان، عريضة مصحوبة بلائحة تضم 305 أطباء يعملون بمختلف المراكز الصحية والاستشفائية بالجهة، تقول فيها إن سبب تقديم الاستقالة يعزى إلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع الصحة، والتي لا تستجيب للشروط العلمية المعمول بها دوليًا، كما أنها لا ترقى لطموحات وتطلعات المواطنين وحقهم في العلاج الذي يكفله الدستور.
غير أن هذه الاستقالات الجماعية، قد لا يتم قبولها لأنها لم تقدم إلى وزير الصحة كما ينص على ذلك القانون، بل تم تقديمها إلى المدير الجهوي للصحة في الجهة، كما ينص القانون على أن الاستقالة يجب أن تكون فردية ومعللة، ويبقى قرار قبولها بيد وزير الصحة.
وكان مئات الأطباء، في جهة الدار البيضاء قد قدموا استقالاتهم إلى وزارة الصحة أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجًا على الأزمة الهيكلية التي يعاني منها قطاع الصحة في البلاد.
ويعيش القطاع الطبي والصحي في المغرب على وقع غليان اجتماعي، حيث يقاطع طلبة الطب التدريبات العملية والدروس النظرية منذ 22 آذار/مارس الماضي، بينما يضرب الأطباء الداخليون والمقيمون في المراكز الاستشفائية عن العمل بسبب تردي الأوضاع، رغم تقديم الوزارة حلولًا لمشاكلهم.
وخرج طلبة الطب وطب الأسنان في مسيرات غاضبة يوم أمس الخميس في مدينة الرباط، احتجاجًا على اتجاه الوزارة إلى خصخصة القطاع من خلال الترخيص بكليات طب جديدة ومنح امتيازات لخريجيها، وإقدام الحكومة على إنشاء كليات عمومية لتدريس الطب دون توفير البنية التحتية اللازمة لذلك من قبل مراكز التكوين والتدريب والمراكز الاستشفائية الجامعية.
وناشدت الحكومة المغربية يوم أمس طلبة الطب وطب الأسنان المضربين عن الدراسة والتدريب بالعودة إلى استئناف الدروس النظرية والتطبيقية، حيث قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي قد أصدرتا بلاغًا مشتركًا أكدتا من خلاله على جملة من المخرجات التي تصب في سبيل حل المشاكل العالقة.
وأكد الخلفي، أن البلاغ المشترك أكد على أن المراكز الجامعية ستكون هي مراكز التدريب الأساسي لطلبة الطب، كما أن الكليات الخاصة ملزمة بإنشاء مراكز طب خاصة بها كما هو منصوص عليه في دفتر تحملاتها.
من جهة أخرى أعلنت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، عن تنظيم مسيرة احتجاجية وطنية بالبذلة السوداء في العاصمة الرباط في 29 نيسان/ أبريل الجاري، إضافة إلى خوض إضراب وطني يومي 29 و30 من الشهر الجاري، ويومي 2 و3 أيار/ماي المقبل باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات.
وبررت النقابة، لجوءها إلى الاحتجاج والإضراب لغياب ظروف العمل التي لا تحترم شروط الاستشفاء المتعارف عليها، وتطالب بتحسين ظروف اشتغال العاملين في القطاع الصحي العمومي.