رصيف السواح والملكة اليزابيث
نجيب يابلي
غمرتني البهجة صباح خميس 18 أبريل 2019م في فندق كورال بخور مكسر، حيث شهدت قاعة البتراء احتفالية هادفة بمناسبة مرور (100) عام على تأسيس رصيف السواح (المعروف برصيف أمير ويلز بميناء التواهي) الذي تعرض للتدمير من قبل الغزاة الحوثيين الذين عاثوا فساداً في عدن خلال الفترة 26 مارس حتى 17 يوليو 2015م في سياق مخطط استخباري دولي لا يزال قائماً حتى اليوم.
حقيقة أشد على أيدي القائمين على إعداد برنامج الفعالية المذكورة حيث حرصوا على حشد حضور كمي ونوعي لوجوه من عدن زينت قاعة البتراء، وليعذرني الأعزاء من عدم ذكر أسمائهم لأنني رصدت كل الطاولات في القاعة ورأيتها حافلة بحضور عدني نوعي لكفاءات من كل القطاعات من داخل ميناء عدن وخارجه وهذا الحضور العدني لم يسبق أن شاهدته.رصيف السواح أو رصيف أمير ويلز (عادة ما يكون ولي العهد في الأسرة المالكة البريطانية وحالياً أمير ويلز هو الأمير تشارلس أكبر أبناء الملكة اليزابيث الثانية ودوق ادنبره الأمير فيليب)، وهذا الرصيف رصيف تاريخي ومعلم سياحي وأبرز معلم من معالم ميناء عدن في التواهي..
هذا المعلم مسكون في ذاكرة عدن وأبنائها، وكم أقبل ابن عدن على ركوب القوارب الكبيرة من هذا الرصيف في جولة بحرية وكم استخدمه المسافرون من النزول من سفنهم إلى هذا الرصيف بقوارب كبيرة أو يخوت لزيارة التواهي أو أي مدينة مجاورة باستخدام رصيف السواح عند نزولهم إلى الميناء أو العودة إلى سفنهم. تولى د. علاء المصري (الخبير مع مؤسسة موانئ خليج عدن) شرح مراحل تاريخ هذا الرصيف منذ انشائه في 19 أبريل 1919م وحتى تدميره من قبل قوى العدوان الحوثية (العفاشية) أو إعادة بناء الرصيف الذي يشرف على عملية إعادة بنائه ثلاث منظمات دولية تتبع منظمة اليونيسكو، والدعوة مفتوحة من القيادة الرشيدة لمؤسسة موانئ خليج عدن ممثلة في المدير العام الأخ محمد امزربة.
القيت كلمات من قبل كبار المسؤولين سواء على مستوى المؤسسة ممثلة برجلها الأول امزربة أو وزراء كالأخ مروان دماج الذي تمنى على هيئة الآثار إشراك الوزارة في العملية، وصعد الأخ امزربة إلى المسرح وأوضح بأن منظمات دولية متخصصة بادرت بالاستجابة لدعوة المؤسسة، وكل المنظمات المذكورة تتبع منظمة اليونيسكو، ثم إن الأمر كما قال امزربة يعني عدن ويعني رصيف أمير ويلز، وكان موفقا في تعقيبه.
رصيف السواح أو رصيف أمير ويلز الذي أنشئ في أبريل 1919م دخل التاريخ 27 أبريل 1954م ، لأن اليخت الملكي البريطاني الذي نقل الملكة في رحلتها الكونية رسا في هذا الرصيف الذي نزلت إليه جلالتها والوفد المرافق لها وطافت بسيارتها بعض مدن عدن وشاركنا في استقبالها وهي في طريقها إلى حديقة الكمسري وكنا نرفع علم بريطانيا وقد عمت البهجة الجميع، حتى السماء جادت بزخات خفيفة من المطر.