خسارة 9 آلاف عسكري.. لهذا السبب يبحث الحوثي عن مقاتلين جدد
الثلاثاء 23 إبريل 2019 00:46:36
أثارت تقارير عدة خلال الأيام الماضية جدلا عسكريا بشأن قيام مليشيا الحوثي بالبحث عن مقاتلين جدد لدعم جبهاتها العسكرية داخل المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، بل أن بعض هذه التقارير أشار إلى الاستعانة بالمقاتلين الأفارقة لسد العجز، بالإضافة إلى قيامه بتجنيد الأطفال والمراهقين والزج بهم في جبهات القتال.
التساؤلات التي ثارت في هذا الشأن أجابت عنها وحدة الرصد بمركز العاصمة الإعلامي، والذي أشار إلى أن مليشيا الحوثي تلقت خسائر فادحة خلال العام 2018، حيث لقي ما يقارب تسعة آلاف وثمانمائة شخص مصرعهم في مختلف جبهات القتال، الأمر الذي دفع العناصر الانقلابية للبحث عن المقاتلين حتى وإن لم يكن لديهم أي علاقة بالأعمال العسكرية.
وبحسب الإحصائية، فإن عدد القتلى من قيادات ميليشيا الحوثي بلغ المئات، على رأسهم رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد، الذي لقي مصرعه يوم 23 أبريل/نيسان 2018 في غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفته في الحديدة غربي اليمن.
ويعتبر الصماد المطلوب الثاني؛ خلف زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي؛ في القائمة السوداء التي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتضم 40 شخصا من قيادات ومسؤولي مليشيا الانقلاب.
وبحسب الإحصائية، فإن خمسة أسماء على الأقل من بين قائمة الأربعين التي أعلنها التحالف العربي نهاية 2017، قد لقيت مصرعها بالفعل، فضلا عن إصابة آخرين منهم.
وعدا مقتل “الصماد” بغارة جوية في الحديدة يبرز بين القتلى اسم سفر الصوفي المطلوب رقم 15، وأحمد دغسان المطلوب رقم (22)، ومبارك المشن الزايدي المطلوب رقم (33)، وعلي ناصر قرشة المطلوب رقم (40)، كأبرز الأسماء التي تم القضاء عليها، فيما لا تزال الشكوك تحوم حول قيادات أخرى.
بيانات مركز العاصمة الإعلامي تشير إلى أن المئات من قيادات الحوثيين لقوا حتفهم في جبهات القِتال، خلال فترة التقرير عام 2018، فيما البقية هم من العناصر الجندية أو بمرتبة أقل من قيادي. وجاءت في صدارة القتلى بواقع (503) قيادي عقائدي وسلالي، وبنسبة 51% من إجمالي قتلى القيادات الحوثية.
وحلت في المرتبة الثانية القيادات العسكرية من وحدات تابعة للأمن المركزي والحرس الجمهوري، كانت قد انضمت للقتال في صفوف الحوثيين أبان تحالف صالح والحوثي، ولم يخرجوا من جبهات القِتال رغم قَتل الحوثيين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح. وذلك بواقع (276) قيادي ميداني وعسكري وبنسبة 27%. وتأتي القيادات الميدانية من المشرفين ومسؤولي الحشد والتجنيد في المرتبة الثالثة بواقع (224) مشرف وبنسبة 24%.
وكان شهر سبتمبر 2018 في معارك الساحل الغربي الأكثر استنزافاً لقيادات المليشيات، حيث يحل في المرتبة الأولى من حيث عدد القتلى من القيادات الحوثية بواقع (145) قيادي حوثي بارز بينهم (78) قيادي عقائدي وسلالي و(67) قيادي ميداني ومشرفين، يليه شهر يونيو2018 بواقع (125) قيادي حوثي ثم نوفمبر الذي شهد مصرع (124) قيادي، ثم بقية الأشهر بأعداد متفاوتة.
وفي خارطة اشتعال المعارك في جبهات عديدة خلال العام المنصرم 2018م، فإن جبهة الحديدة تحتل صدارة الجبهات في استنزاف وحصد أرواح قيادات الحوثي الميدانية تليها نهم (شرق صنعاء) ثم صعدة (معقل الحوثيين) وصرواح (جنوب مأرب) والبيضاء وتعز وحجة والضالع.
وبيَنت إحصائية مركز العاصمة الاعلامي، مقتل ما يقارب 3 آلاف طفل من ضحايا التجنيد والاستقطاب المستمر، دون سن الثامن عشر، وتجاوز عدد القتلى من المستويات العادية 4500 عنصر في مختلف جبهات القتال.
وواصلت مليشيات الحوثي الانقلابية خلال العام 2018م تجنيد آلاف الأطفال وبوتيرة عالية ومستمرة، واستحدثت خطط إستراتيجية مختلفة لعملية التجنيد.
ودرج الحوثيون على التكتم عن أعداد قتلاهم، في محاولة لرفع الروح المعنوية لدى أنصارهم، بيد أن المقابر التي يتم تشييدها بحضور عدد من مسؤولي الجماعة بصورة مستمرة، تكشف بجلاء الحجم المهول لأرقام قتلى الجماعة.
وأوضح مركز العاصمة أن غالبية الجثث لقتلى عناصر الحوثيين والتي تسلم لأهلهم هي جثث وهمية وليست جثث أبناءها القتلى، كما تكتظ ثلاجات المستشفيات الحكومية والخاصة في العاصمة صنعاء لجثث الميليشيا أغلبها لقتلى مجهولي الهوية.