يافع خط أحمر
عادل المدوري
اعتاد العرب على نقل القصص والحكايات والأقوال المأثورة والأحداث المؤثرة، وهي في العادة تنقل شفوياً من جيل إلى جيل، ترصد وتؤرخ لأحداث حصلت بين القبائل والدويلات القديمة، ويتناقلها العرب على سبيل العبرة والاتعاظ والتلاقح المشترك بين الأجيال للاستفادة والاسترشاد من الماضي كي لا يتم تكرار الأخطاء، ومن هذه المأثورات خطاب لمشايخ يافع المرسل إلى الإمام يحيى بن حميد الدين في العام 1342هـ - 1922م عندما هاجمت قوات الإمام منطقة الشعيب الواقعة حالياً في نطاق محافظة الضالع، ومارست قوات الإمام الزيدية كل أنواع التنكيل والبطش والسرقة على أهلنا في الشعيب.
ولكون منطقة الشعيب بجوار يافع وترتبط بيافع قبلياً وثقافياً واجتماعياً وبعاداتها وتقاليدها فقد طلبت الشعيب النجدة من يافع، فأرسل مشايخ يافع خطابهم المشهور إلى الإمام يحيى حميد الدين يهددونه ويحذرونه من عواقب أفعاله، وكتبوا له في مقدمة خطابهم “إن أبناء يافع جند الله، خلقهم من سخطه على من حل به غضبه، ولهم في القتال سوابق وسهامهم خوارق....” إلى آخر الخطاب.. بعدها قام أبطال يافع بحملة عسكرية على الشعيب فهزموا قوات الإمام شر هزيمة وطردوا قوات الإمام وطهروا أراضي الشعيب الغالية، وسجلت يافع أروع البطولات ماتزال حاضرة في أذهان كبار السن الذين مازالوا يستذكرون فصولها حتى يومنا هذا.
اليوم مشايخ يافع استلموا البلاغ رسمياً من الناطق الرسمي لمقاومة آل حميقان الأخ عامر الحميقاني بأن هناك حملة عسكرية لجماعة الحوثي يتم تجهيزها لمهاجمة مديرية الحد يافع وهي مديرية حدودية بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية، وأن جماعة الحوثي تريد الانتقام من يافع لقتلاهم بالحديدة، وذكر الحميقاني أن عناصر من جماعة الحوثي يتناقلون فيما بينهم أن رمضان سيكون في يافع، ونحن نعتقد أنه يمكن أن يتحقق حلمهم ويكون رمضان في يافع ولكن تحت الأرض وفي عداد الموتى تزين صورهم ما تبقى من جدران مدارس وكليات صنعاء.
تصريحات متحدث مقاومة آل حميقان تزامنت مع تصعيد عسكري لجماعة الحوثي واقتراب مليشياتها من جبهة يافع، بعدما تسلمت مواقع عسكرية كانت تدار من محافظة مأرب من قبل قوات الشرعية وعناصر الإخوان وهي مناطق ذي ناعم وآل حميقان والزاهر بمحافظة البيضاء، وتوصلت ميليشيا الحوثي إلى مشارف الحدود الدولية، والغريب في الأمر أن تسليم المناطق والجبهات في محافظة البيضاء جاء عقب إعلان التحالف السياسي للأحزاب اليمنية الذي أعلن عنه في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، ما يوحي بأن ثمة اتفاق بين أبناء أقليم أزال والمناطق العليا، الشرعية والإخوان ومليشيا الحوثي ضد الجنوب والمقاومة الجنوبية.
نحن لسنا قلقين على يافع من مليشيا الحوثي ولكن نحن قلقون على مصير هذه الجماعة إذا فكرت في دخول يافع، وعلى جماعة الحوثي أن تعرف، ونحن نستبعد أنها لا تعرف أن نهاية حكم المخلوع علي عبدالله صالح تم تدشينه فعلياً من يافع ومن جبل “العر” تحديداً، هذا الجبل الذي تحلم مليشيا الحوثي باحتلاله، هو رمز من رموز يافع العسكرية وفيه سجلت أكبر الانتصارات آخرها هزيمة أكبر معسكر تابع لقوات الحرس الجمهوري، فيافع اليوم قد حشدت واستنفرت، وأي تسلل أو استهداف للحدود الجنوبية في حد يافع سيكون الرد حاسما وستدفع مليشيا الحوثي الثمن باهظا لأن أبطال يافع لن يوقفوا القتال حتى تُكسر شوكة الحوثي وسترون ما سوف يحدث.