تقرير أمريكي: سوريا ستظل تعاني بعد الحرب
السبت 27 إبريل 2019 13:07:04
كشف مركز أبحاث أمريكي أن سوريا ستظل تعاني من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة بعد انتهاء الحرب الأهلية، وانتصار نظام الرئيس بشار الأسد عسكريًا، مشيرًا إلى التكلفة الباهظة لإعادة البناء وتردد معظم الدول في المساعدة.
ونسب معهد سياسات الشرق الأوسط إلى تقرير للبنك الدولي العام الماضي القول إن الخسائر في الاقتصاد السوري بلغت نحو 226 مليار دولار، في حين تقدر دمشق تكلفة إعادة تأهيل الاقتصاد بما يترواح بين 200 مليار و400 مليار دولار، وهي مبالغ قال إنها تتجاوز بشكل كبير إمكانيات سوريا وإيران وروسيا.
ولفت التقرير إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين أكدوا فيها أن واشنطن لن تقدم أية مساعدات لسوريا قبل التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة، والبدء بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي موقفًا مماثلًا بهدف الضغط على بشار من أجل تقديم تنازلات لتسهيل الوصول إلى حل سياسي.
وقال التقرير: ”معنى ذلك أن معاناة سوريا ستستمر حتى بعد أن بلغت الحرب مراحلها النهائية ونجح بشار في حسمها عسكريًا لصالحه.. وبالنسبة للاقتصاد، فمن المستبعد أن يعود إلى حالته قبل الحرب مع هبوطه إلى خمس حجمه ووصول معدلات البطالة بين الشباب إلى نحو 78% والدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية في معظم المدن“.
وأضاف: ”من الواضح أن سوريا ستخرج قريبًا من الحرب كبلد محطم اقتصاديًا واجتماعيًا ومقسم جغرافيًا بوجود احتلال أجنبي في المناطق الشرقية والشمالية“.
إلا أن التقرير توقع أن تنسحب القوات الأمريكية في النهاية بشكل كامل على أساس أن شرق سوريا لا تعتبر منطقة استراتيجية لواشنطن، وأن الخسائر التي تعاني منها تلك القوات ستدفعها إلى التخلي عن مناطقها بشكل كامل، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تسعى إلى تضليل الرأي العام بشأن أهداف تواجد قواتها في سوريا.
ووفقًا للتقرير فإنه من المستبعد أن تقدم دول الخليج الغنية بالنفط مساعدات مالية واستثمارات لسوريا بوجود القوات الإيرانية فيها وتنامي العلاقات بين دمشق وطهران بالإضافة إلى اعتبار الحكومة السورية على أنها فاسدة، وذلك رغم تحسن العلاقات بين الجانبين في الفترة الأخيرة.
وقال: ”أفضل ما يمكن أن تقوم به دول الخليج في الوقت الحاضر هو تقديم مساعدات لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين الذين يزيد عددهم عن 5 ملايين لاجئ والذين يعيشون في ظروف سيئة للغاية في الدول التي يقيمون بها وخاصة الأردن وتركيا ولبنان“.