إمارات الخير وحوثيو القتل وحكومة الأجندات
الثلاثاء 30 إبريل 2019 19:01:00
رأي المشهد العربي
"يا شموخ العز كله، يا إمارات السلام، زينك ربي بحله، زاد عشقك والغرام، زايد اللي مدظله، في خليفه لك وسام".. واحدةٌ من بين كثير الأشعار التي تغنّت بالإمارات، قيادةً وشعباً، سيظلُ صداها عالقاً في أذهان اليمنيين، احتفاءً بالدور الإغاثي والإنساني غير المسبوق التي تقدِّمه أبو ظبي.
الجهود الإغاثية التي قدّمتها الإمارات أعادت الحياة إلى الكثير من مناطق الساحل الغربي الممتدة من منطقة باب المندب وصولاً إلى مدينة الحديدة، إذ أسهمت في تطبيع الحياة في هذه المناطق، مما خفف معاناة المواطنين وأسهم في عودة النازحين إلى مناطقهم.
جهود الإمارات الإغاثية تأتي في وقتٍ ترتكب فيها مليشيا الحوثي الانقلابية أبشع صنوف الانتهاكات ضد ملايين اليمنيين في مناطق مختلفة، وفي وقتٍ أيضاً تنشغل الحكومة بأجندات أخرى وجّهت من خلالها بؤرة اهتمامها بالعمل لتحقيق مصالح ضيقة وأجندات فردية، سعت من خلالها فقط للحفاظ على مناصبها وأموالها.
الدعم الإماراتي يتنوع بين مختلف الجوانب الخدمية والإنسانية والتنموية، وكان أبرز القطاعات التي استمر دعمها الصحة، والتعليم، وبناء مراكز الإنزال السمكي، وتوزيع السلال الغذائية بشكل مستمر.
الإمارات افتتحت في المجال التنموي، عدداً من المشروعات في الفترة الأخيرة، إذ تمّ تدشين مركز الإنزال السمكي في منطقة الحيمة التابعة لمديرية التحيتا بالساحل الغربي، بعد إعادة تأهيله وتجهيزه بأحدث المعدات، ليضاف إلى 22 إنزالاً سمكيا أعيد تأهيلها.
ويستهدف مركز الإنزال السمكي في الحيمة بخدماته أكثر من عشرة آلاف نسمة في الحيمة والمناطق المجاورة لها.
في الوقت نفسه، أعادت هيئة الهلال الأحمر (الذراع الإنساني للإمارات) تأهيل المشغل الحرفي النسوي في مدينة الخوخة بالساحل الغربي لليمن، بعد إعادة تأهيله وتجهيزه ورفده بجميع التجهيزات اللازمة.
وقدّم "هلال الإمارات" لأهالي الساحل الغربي خلال الفترة من 20 يونيو 2018 حتى 20 أبريل الجاري، 174 ألف سلة غذائية متكاملة، استفاد منها أكثر من مليون 136 ألف نسمة في 142 قرية ومنطقة على امتداد مدن وقرى الساحل الغربي.
كما واصلت العيادات الطبية المتنقلة التابعة لهيئة الهلال الأحمر تقديم خدماتها الطبية في محافظة الحديدة، وبالإضافة إلى ذلك تطوف العيادات المتنقلة أرجاء مدن ومناطق وقرى محافظة الحديدة، لتقديم خدماتها الطبية ومعالجة المواطنين المرضى في المناطق التي يسكنها الآلاف من المواطنين.
قدّمت دولة الإمارات من خلال هذه المشروعات وغيرها الكثير، دروساً ستظل عالقة في أذهان ملايين اليمنيين، بين دولة تغيث المحتاجين وترفع العوز والحاجة عنهم، ومليشيات ستعيث في الأرض قتلاً وإفساداً، وحكومة يبدو أنّ احتياجات الناس تتذيل قائمة أولوياتها، هذا إن كانت تلك الاحتياجات على أجندتها من الأساس.
وقد صرح الناطق باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي بأنّ المساعدات الإماراتية أنقذت الساحل الغربي وساهمت في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي.
ولا يخفى على الجميع، بحسب المهجمي، أنّ الهلال الأحمر الإماراتي هو المنقذ الأول في الساحل الغربي، وهو من يحمل أكسجين الحياة العاجل لإنقاذ أرواح الأطفال والنساء من أبناء الحديدة، وهو أول من يصل عندما يشتد بهم ألم الجوع والعطش، ويقدم المساعدات العاجلة حتى في المناطق غير الآمنة، وبفضل الهلال الأحمر الإماراتي تم تطبيع عودة الحياة في معظم المناطق المحررة.
وأكّد مسؤولون محليون ومواطنون في عدد من القرى والمناطق المستفيدة أنَّ الأوضاع في الساحل الغربي قبل تدفُّق المساعدات الإماراتية كانت كارثية جراء حرب وحصار وانتهاكات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني.
وأشاروا إلى أنَّ الدعم والمساعدات الإغاثية والغذائية التي قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لعبت دورًا كبيرًا في التخفيف من معاناة أهالي الساحل الغربي وساهمت في استقراراهم في قراهم ومناطقهم وفي إعادة أوضاعهم إلى سابق عهدها قبل إشعال ميليشيات الحوثي للحرب في اليمن.