الميسري.. حديث مثير للتعجب والسخرية!

سعيد بكران

حديث أحمد ميسري عن مضمون الاتفاق مع التحالف لتحرير المناطق لا لإدارتها مثير للتعجب والسخرية..

وعلينا أن نفترض صحة الطرح الذي هو أصلاً غير صحيح من حيث المبدأ، فالشراكة العسكرية لتحرير المناطق تستلزم شراكة في تأمينها أيضاً، بل وشراكة في إدارتها وشراكة في المصالح، وهذا هو الطبيعي.

لكن دعونا نفترض أن صيغة الاتفاق هي تحرير وجهد عسكري من أجل تسليم المناطق لأحمد ميسري وذات الجهاز الإداري الذي انهارت تحته المناطق ذات يوم وسلمها للقاعدة والحوثيين وهرب..

ما هي البنود الأخرى في الاتفاق التي تخص الشرعية؟
هل منها الفساد المالي والإداري الذي أوصل المناطق المحررة للانهيار التام فوق ما هي منهارة أصلاً بفعل الحرب؟

هل يتضمن الاتفاق دعم الجماعات الإرهابية وإعادة تجميعها وتشكيلها في ألوية باسم الشرعية؟

هل من بنود الاتفاق فسادكم الضخم في إدارة كل مرفق من الكهرباء إلى المياه إلى اليمنية إلى كل مرفق يتبعكم؟

هل يتضمن الاتفاق إرسال فرق للتدريب لدى المخابرات التركية والعمل على فتح باب لتركيا عبر الشرعية في عدن؟

هل ينص الاتفاق على الحق لكم في سرقة رواتب الألوية التي شكلتموها أنتم؟

هل يقول الاتفاق إن من حقكم وحق شرعيتكم طلب رواتب لنصف مليون اسم كجنود وفي الواقع لا وجود إلا لثلاثين بالمئة منهم فعلياً على الواقع بنص تصريح وزير دفاع دولتكم؟

ماذا يقول الاتفاق؟ هل يقول إن لكم حق بيع وصرف الجوازات الدبلوماسية ومنحها لرموز جماعة الإخوان وعائلاتهم؟

هل نص الاتفاق على حقكم بمنح المناصب في الخارجية وغيرها للأبناء والمقربين واعضاء حلفائكم من الإخوان؟

هل يوجد في بنود الاتفاق نص يقول يمنع جهاز الرقابة والمحاسبة من العمل وضبط الإنفاق وخاصة في وزارة داخلية أحمد الميسري؟

كان أحمد ميسري محافظاً لأبين عندما سقطت بيد تنظيم القاعدة في الفين وأحد عشر.. كان مديراً ومحافظاً ناجحاً حينها ومن ثمرات نجاحه سقوط المحافظة وإعلان إمارة وقار.. وهرب الميسري حينها واختفى..

ثم كان قائداً للجان الشعبية في عدن إبان غزوة الحوثيين في ألفين وخمسة عشر لكن عدن سقطت بيد الحوثيين خلال أقل من 12 ساعة وهرب الميسري حينها واختفى.

ما هو النجاح الذي حققه أحمد الميسري الآن منذ تولى الوزارة؟
يشتكي الناس في عدن وتعز وشبوه وأبين ومأرب من فساد أقسام الشرطة.. يشتكون من فساد كل أقسام إدارات الأمن في كل محافظة.. جوازات تباع بأضعاف سعرها وحتى قبل أن تباع بأضعاف سعرها ينشط السماسرة وتعم الفوضى في إدارات الجوازات.

هل قال الاتفاق بينكم وبين التحالف على حق "تاجر" الحصري المرتبط ببيت الرئاسة في تجارة المشتقات النفطية والاستحواذ الحصري على مقدرات الشعب في مصافيه ومنشآته؟

هل منح الاتفاق هيئة العقار وأراضي الدولة الحق في العبث بالمخططات ورعاية الفساد في الأراضي وتغطية النافذين حتى وصل المجتمع للتناحر والقتال وثارت المناطقية للحد الذي يهدد المناطق المحررة أمنياً واجتماعياً؟

مشكلة التحالف الحقيقية أنه ترك لكم هذه المناطق لتسقطوها مرة أخرى في الفوضى كما فعلتم من قبل؟

وما لم يصحح التحالف هذا الخطأ ستظل هذه المناطق مهددة بإداراتكم التي لا تخفي عداءها ورغبتها في استعادة الإسقاط للبقاء بالفوضى والفساد..


مقالات الكاتب