شهادة لله ولشعب الجنوب وللتاريخ

م . جمال باهرمز

المجلس الانتقالي لم يكن وليدا لرده فعل ناتجه عن عزل قيادات جنوبيه من مناصبهم بسبب قرار من الرئيس هادي.
بل انه عندما رات القيادات الجنوبية ودول التحالف والرئيس هادي بان تشكيل الكيان اكتمل والظروف نضجت.
تمت اقالة محافظي وقادة الجنوب خدمة للجنوب وليكونوا في قيادة الكيان (المجلس الانتقالي الجنوبي).
لان الكل يدرك ان تشكيل المجلس الانتقالي ومؤسساته، وقوانينه يعتبر هياكل دولة قادمة، جاهزة للعمل، إذا ما حدث انهيار مفاجئ للدولة، ولتفادي الانفلات والفراغ التشريعي والقانوني.
ولذلك وجود كيان للجنوب ممثلا بالمجلس الانتقالي أدى بتشكيلات الجنوب العسكرية والأمنية ان تتخذه ممثل وغطاء سياسي لها.
وهي رسالة واضحة ان الجنوبيين شعبا وجيشا يستطيعون السيطرة الكاملة على اراضيهم ومؤسساتهم في اي لحظه ووقت.
ولم يكن تشكيل الكيان (المجلس) مفاجئة.
بل استمرارا لاستكمال محاوله لجمع شتات مكونات الثورة الجنوبية في كيان واحد ولم تكن المحاولة الاولى بل سبقتها محاولات كان لها دورا بارزا فيما وصلت اليه اللجنة التنسيقية واللجنة الفنية المنبثقة منها لإنتاج واشهار هذا الكيان الجنوبي (المجلس).
كثير من أبناء الجنوب لا يعلم بان اللجنة التنسيقية للتوافق الوطني الجنوبي كان لهم أكبر اسهام بوجود المجلس الانتقالي من خلال مبادرتهم الطوعية بالعمل على التوافق من حيث ما انتهت اعمال التوافق في مؤتمرات الحراك وبالذات المؤتمر الجامع قبل الحرب.
فبعد تحرير عدن والجنوب وعودة اتباع وارهابيي أحزاب صنعاء الى عدن بفعل السماح لهم من قبل حكومات الشرعية.
لم يكن أحد يجرؤ على الاجتماع.
ونتيجة الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي تم التواصل واختيار لجنة من قادة ومناضلي ومثقفي الجنوب لتشكيل لجنة تنسيقية والتي كان لي الشرف بان أكون أحد أعضائها لتبدأ الحوار والتوافق مع مكونات وقوى ومقاومة الجنوب لاختيار قيادة جنوبية.
وبالفعل بداة اللجنة التنسيقية تلتم وتتشكل وتوزع المهام بين اعضاها وتم اختيار رئيس اللجنة العميد ناصر الشيبة عضو هيئة المجلس الانتقالي ونائبيه الأستاذ ايمن محمد ناصر والقاضي شاكر.
وبذات اللجنة عملها بالتوافق واللقاء مع المكونات والقوى الوطنية والمقاومة الجنوبية والسلطات المحلية وغيرها خلال أكثر من عام ونصف في ظروف صعبه ولقاءات حذره وبسريه.
وكانت التنسيقية اول لجنه تجتمع على الارض في مقر رابطة أبناء الجنوب العربي في خور مكسر بعد تحرير الجنوب مباشرة بصمت بعيدا عن تأثير الدول الإقليمية التي أفشل تدخلها الجامع من قبل.
وبعيدا عن الاعلام والذي لو كان سلط على التنسيقية لكانت قوى الداخل ودول الاقليم افشلتها او ارسلت من يسكت اعضائها.
لقد رعى الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي وبارك انشاء اللجنة التنسيقية للتوافق الوطني الجنوبي حينما كان محافظا لعدن وقامت هذه اللجنة بعملها حوالي سنه ونصف تكللت جهودها بتشكيل المجلس.
وللعلم ففي البداية سأل أعضاء اللجنة رئيسها هل تشكيل كيان وقيادة جنوبية أهدافها مخالف لأهداف دول التحالف وقرارات الأمم المتحدة سيضر شعبنا في الوقت الراهن وهل الرئيس موافق؟
فكان الجواب: بان الرئيس أخبرهم ان على محافظي وقادة الجنوب تشكيل قيادة من بينهم.
كان من ضمن برنامج اللجنة التنسيقية
التوافق مع قادة المقاومة في المحافظات والمديريات.
التوافق مع رؤساء وأعضاء السلطات المحلية في المحافظات والمديريات
التوافق مع القيادات التاريخية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية في كل الجنوب في الداخل والخارج ...
والتوافق معهم ليس بالضرورة احتوائهم في الكيان المزمع. ولكن جعلهم أنصار وداعمين له.
لمسنا من خلال عملنا في اللجنة التنسيقية للتوافق الوطني الجنوبي ان حراك الجنوب منذ 2015 لم يعد فقط مكونات مثل تاج والجامع وغيره.
فكثير من قادة وقواعد هذه المكونات عندما بدا اجتياح الجنوب للمرة الثانية اتجهوا لتأسيس المقاومة الجنوبية في المديريات والمحافظات.
وأصبحوا يمتثلوا لأوامر قادتهم في المقاومة الجنوبية في المديريات والمحافظات. ولأوامر القيادة العليا للمقاومة الجنوبية.
او لأوامر قادتهم في التشكيلات الأمنية والعسكرية الجنوبية.
ولمسنا ان الكثير من ابناء الجنوب يسعوا الى تشكيل كيان ولا يريدوا مناصب او تمثيل في هيئاته.
والاغلبية حين يجد كيان يسعى لتحقيق هدفهم. يكفيه هذا ويصبح داعم ونصير قوي.
وهذا هو النجاح الذي يجب ان نجعل له خطه للوصول اليه ...
وكان تأكيد التنسيقية في محاضرها على استمرار واستكمال الحوارات الجنوبية-الجنوبية من قبل الكيان القادم ولديه رسالة للملمت شمل ابناء الجنوب. ككيان يمثل دولة وشعب وعليه احتضان الكل.
وخلال فترة عملها درست وبحثت اللجنة التنسيقية للإعداد والتهيئة لتشكيل الكيان السياسي ووقفت أمام كل تلك الرؤى والتجارب السابقة والمطروحة على الساحة وناقشت ايجابيات وسلبياتها بالنظر إلى ظروف الواقع الجنوبي وطبيعة المرحلة بالشراكة مع دول التحالف العربي، وكان أبرز حصيلة ذلك الجهد النتائج الآتية:
ووجدت أن معيار السكان هو الأكثر اتباعا في التطبيق العملي على الصعيد الدولي بشأن تشكيل الكيانات المؤسسية المعبرة عن الجماعة أو الشعوب أو الأمم،
ويأتي بعده عدة معايير منها، معيار المساحة، ومعيار الأهمية الاقتصادية والسياسية والثقافية. الخ ومعايير أخرى كذلك جميعها تخضع من حيث الاهمية لظروف كل شعب.
وللتدليل على ذلك فأحد محاضر اجتماع اللجنة التنسيقية في ايامها الاخيرة:
(اجتمعت اللجنة التنسيقية للتوافق الوطني الجنوبي صباح يومنا هذا الاثنين الموافق ٢-يناير-١٦م في العاصمة عدن برئاسة الاخ العميد علي الشيبة ناصر ونائبه الأستاذ ايمن محمد ناصر وبحضور أعضائها الموقعين أسمائهم في المحضر.
وفي الاجتماع استعرض رئيس اللجنة بشكل مختصر تقييم اعمالها خلال الفترة الماضية حتى تشكيل اللجنة الفنية
واكد على دور اللجنة التنسيقية الاساسي في ولادة اللجنة الفنية المنبثقة منها من خلال التوافق على نوعية الكيان السياسي وهيئاته ومؤسساته اولا والمشروع السياسي ثانيا كاداه وحيده تمثل ارادة ابناء الجنوب ونثمن دور اللجنة الفنية التي اسقطت تسمية هيئات ومؤسسات ودوائر وأسماء الاعضاء بحسب النسب للمحافظات في الكيان السياسي الجامع لأبناء الجنوب.
واكدا رئيس اللجنة ونائبه ان هناك تباشير تدل على النجاح من خلال التواصل والتفاهم بين اللجنة التنسيقية والاتصالات المستمرة والدعم المعنوي المشجع مع المحافظين والرئيس هادي وممثلي دول التحالف. وان اعلان الكيان السياسي هي مسالة وقت لا أكثر) ...انتهي.
-وللعلم فان اللجنة التنسيقية اكتسبت مشروعيتها من خلال الاجتماعات والتوافقات بمحاضر مع القوى الجنوبية التي التقت بها وانتقلت هذه المشروعية الى اللجنة الفنية التي انبثقت منها والتي تعتبر من اهم مخرجات التنسيقية.
وحسب ادبيات التنسيقية التي تؤكد على تشكيل الفنية في النهاية والتي من مهامها أسقاط الأسماء لمؤسسات وهيئات الكيان وأسماء القادة والأعضاء بالاتفاق مع قادة ومحافظي الجنوب.
وانتقلت هذه المشروعية للكيان المنتج (المجلس الانتقالي الجنوبي).

-كانت من اهم اللحظات وأسعدها في اللجنة التنسيقية. حين تم التوافق مع ممثلي المؤتمر الجامع على البرنامج والاليات والاهداف وهي نفس المخرجات المستوحاة من الجامع. والذي يشكل اغلب مكونات الحراك.
وكان للأستاذ الغريب ولرئيس اللجنة العميد الشيبة ونائبه الاستاذ ايمن محمد ناصر وباقي الأعضاء وغيرهم من خارج التنسيقية الفضل في ذلك والأثر الأكبر لإنجاح التوافقات مع اللجنة التنسيقية.
وكان متفق بان هذا الانجاز يسلم الى القائد عيدروس محافظ عدن والراعي والداعم الأول للتنسيقية.
كما ان المشروعية المحلية كانت نتاج الإرادة الشعبية المتوجة بمليونيه تفويض القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل حامل سياسي لقضية شعب الجنوب وإعلان عدن التاريخي في 4/5/2017م بمنح الثقة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي واستكمال مهام انجاز أهداف شعب الجنوب في استعادة الدولة.

كما ان المشروعية الدولية للمجلس الانتقالي. كانت بحسب قرار الأمم المتحدة في 2011م بان الحراك الجنوبي هو الممثل لشعب الجنوب وقضيته. والمجلس كان نتاج مكونات الحراك وذراعها العسكري المقاومة الجنوبية التي اغلبهما انضمت اليه.
(ضالع البطولة / يافع المدد / ابين القيادة / عليها نعتمد / شبوه الرجولة / فرسان بلا عدد / حضرموت الاصالة / منها نستمد / ارثنا وتاريخنا / والهوية للأبد / لمهره الاحقاف / جذورنا تمتد/ إذا نادى المنادي / للحرب نستعد / كلنا نلبي / من لحج كمن اسد / جنوبنا العربي / ما مثله بلد)
م. جمال باهرمز
7-مايو-19م


مقالات الكاتب