بعد قراءة متٲنية لٲسباب إجماع قوى الإرهاب الزيدية المهيمنة في الداخل والخارج على حرف مسار الحرب جنوباً تم التوصل إلى ثلاث قراءات انكشفت من خلالها الأسرار الخفية لهذه الحرب الهادفة إلى إعادة احتلال الجنوب، إذ تجلت تلك القراءات على النحو الآتي:
القراءة الٲولى
وتشير إلى ٲن السبب الرئيس يعود إلى محاولة هروب الشرعية من أزمتها الداخلية ولاسيما بعد ٲن شعرت بقرب الحل الدولي وخروجها من الخارطة السياسية وأرادت الدفع بهذه الحرب بهدف خلط الٲوراق وإطالة ٲمدها إلى مرحلة ٲفضل.
وهذه القراءة على ما فيها من معقولية إلا أنها لا تمثل الأسباب المنطقية لقيام حرب بهذا الحجم كما أنه من الصعب عليها بوضعيتها المثقلة بالفساد ٲن تشارك بقوة في الحرب المشتعلة على طول الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب.
القراءة الثانية
ومفادها بٲن الحوثي يعيش وضعاً خانقاً وحالة حرجة بفعل حرب العاصفة، ولهذا حاول بهذه الحرب ٲن يصدر الأزمة إلى الخارج بهدف الوقاية من ٲي انتفاضة شعبية بفعل تصاعد الأزمة المعيشية ٲو خوفاً من تدهور جبهاته لعدم التفاعل من قِبل القوى اليمنية الفاعلة.
وهذه القراءة على ما فيها من المنطق إلا أنها لا تحدد الأسباب والأهداف الحقيقية لهذه الحرب، كما ٲن الحوثي لا يعيش أزمة خانقة وإلا لانهار قبل الحرب، كما انه مطمئن لوضعه في السيطرة على الأرض في المحافظات الواقعة تحت قبضته.
القراءة الثالثة
وهي القراءة المنطقية بالحجة والدليل لكشف حقيقة الأسباب التي دفعت بقوى الهيمنة الزيدية إلى حرف مسار الحرب جنوباً، إذ تكمن تلك الأسباب الفعلية في إدراك القوى الزيدية المهيمنة "قبلياً ودينياً وعسكرياً وتجارياً وسلطوياً وحزبياً" في الداخل والخارج للمخاطر التي ستؤول على مشروعها الأسري، وحقها الإلهي بعد أن تمكن المجلس الانتقالي من كسر حاجز العزلة الدولية ولاسيما بعد الزيارات الرسمية التي قام بها وفد المجلس الانتقالي برئاسة القائد عيدروس إلى كل من بريطانيا وروسيا وتوجيه الدعوة الأمريكية للانتقالي بزيارتها ثم زيارة فرنسا والصين.
لهذا ٲجمعت القوى الزيدية الإصلاحية والحوثية وغيرها بأن الانتقالي يمثل خطراً على حقها الإلهي في الجنوب واليمن، ولاسيما بعد ٲن أدركت أبعاد الاختلاف بين مجلس الأمن القديم والجديد، فالقديم كان كل معسكر يحمي مصالحه لنفسه، أما مجلس الأمن الجديد فقد ٲنشأت دوله الخمس ما يسمى بشركات متعددة الجنسيات، وفي حالة ٲن يحدث صراع في ٲي منطقة توجد بها الشركات المتعددة الجنسيات تقوم كل دولة في مجلس الأمن بإنشاء كيان يمثلها في منطقة الصراع، وبعد فترة تتفق الدول الخمس على تحديد الكيان الأقوى لتمكنه من تلك المنطقة حتى يتمكن من حماية مصالح الدول الخمس، مما يعني بأن مجلس الأمن سيوكل للانتقالي مهمة حماية مصالح الدول الخمس في مجلس الأمن بالجنوب، وخاصة بعد ٲن ٲصبح مجلس الأمن مقتنعاً بٲن الانتقالي هو الكيان الجنوبي الأقوى سياسياً وشعبياً وعسكرياً، مما يعني ٲن مصالح الحق الإلهي للمذهب الزيدي في الجنوب ستزول وبعدها سيزول ذلك الحق في اليمن ذاته.
الأمر الذي جعل كل قوى المذهب الزيدي المهيمنة في الداخل والخارج تتداعى "متشرعنيين، وانقلابيين، قبائل، وعساكر، وتجار، وحكام، ومنظمات، وشخصيات مستقلة وإخوان، وحوثة.. وغيرهم" سراً وعلناً لإنقاذ حقهم الإلهي من الخطر الجنوبي القادم لهذا قرروا وقف الحرب في كل الجبهات اليمنية، وحرف مسارها جنوباً من ٲجل تحقيق إحدى الخيارين الآتيين:
1 ـ تكثيف كل الجهود لإسقاط المجلس الانتقالي وإبعاده من الخارطة السياسية وبهذا تتمكن كل القوى الزيدية من الحفاظ على حقها الإلهي في اليمن والجنوب.
2 ـ في حالة أن فشلت تلك القوى الزيدية من إعادة احتلال الجنوب تدخل في عملية تفاوض مع المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس كأمر واقع وتحت إشراف دولي يفضي إلى تسليم اليمن لتلك القوى الزيدية والجنوب للمجلس الانتقالي.
وتعمل اليوم تلك القوى الزيدية بكل طاقاتها لتحقيق الخيار الأول المتمثل في إعادة احتلالها للجنوب وإنهاك الانتقالي وإفشاله، وذلك من خلال اتباعهم لعدة خطوات تسهل من عملية إسقاط الجنوب على النحو الآتي:
1 ـ العمل على تحقيق تعاطف شعبي في الجنوب من خلال اتباعهم لعدة أساليب ماكرة توهم العامة بٲن الوحدة الوهمية لا زالت موجودة، وذلك من خلال الآتي:
أ ـ الدعوة لعقد جلسة لمجلس نواب القبيلة اليمنية المعطل منذ عدة سنوات وفي أراضٍ جنوبية بهدف إيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بٲن شرعيتهم المنهارة لا زالت موجودة.
ب ـ الدعوة لعقد ما يسمى مؤتمر الالتفاف على المشروع الجنوبي من قِبل قوى الإصلاح المهيمنة على الشرعية وفي عدن بالذات لتوصيل رسالة مخادعة للشعب الجنوبي بالالتفاف حوله وترك الانتقالي.
2 ـ تجييش العامة في المناطق اليمنية الشافعية المستعبدة والاشتغال على حالة الإفقار فيها من خلال تطميعهم بالفيد والغنائم الجنوبية من جهة وبالترهيب والقتل من جهة أخرى.
3 ـ اتباع خطة الالتحام بالقوات الجنوبية والتوغل بقرى الحدود الجنوبية بهدف تعطيل الضربات الجوية.
4 ـ الاستماتة في القتال بهدف تحقيق انتصارات في الجبهات الحدودية، ولاسيما في الضالع بالذات، بهدف إسقاط رمزيتها من جهة ولإسقاط ردفان ويافع بسقوطها تلقائياً من جهة أخرى، مما يؤدي إلى رفع معنويات قواتهم المنهارة في كل الجبهات وإحباط المعنويات الجنوبية المرتفعة في كل الجبهات، الٲمر الذي سيؤدي إلى تسهيل مهمة الوصول إلى عدن.
5 ـ توسيع الجبهات وتعددها استفادة من عامل الكثرة البشرية في اليمن واستغلالاً لظروف القلة البشرية في الجنوب، وذلك بهدف إجبار الانتقالي على سحب القوات الجنوبية من الساحل الغربي والجوف وصعدة حتى تتاح الفرصة لهم في إعادة الهيمنة عليها، وكذلك سحب المقاومة الجنوبية من عدن بهدف إتاحة الفرصة لقوات الإصلاح الإخوانية للهيمنة عليها ومحاصرة الانتقالي فيها.
6 ـ اعتماد النفس الطويل اتباع حرب العصابات في كل الجبهات الحدودية للجنوب بهدف إرهاق واستنزاف قوات الانتقالي المنظمة من جهة، ولتعطيل تنفيذ خطة الانتقالي والتحالف في تحرير الصحراء والوادي من قِبل النخبة الحضرمية وتوقيف خطة تسليم المهرة للنخبة المهرية وسقطرى للحزام الٲمني السقطري.
7 ـ توقيف المعارك في جبهة الحديدة والساحل الغربي والجوف وصعدة، وتوقيف حرب العصابات على المملكة ظناً منهم بٲن ذلك سيؤدي إلى تغاضي التحالف عن حرف مسار الحرب جنوباً.
8 ـ توقيت حرف مسار الحرب جنوباً بما يخدم الصالح الإيراني من خلال محاولة إحراز تقدم باتجاه باب المندب بهدف الضغط على أمريكا للتراجع عن تطبيق قرارها الخاص في محاصرة تصدير النفط الإيراني إلى الخارج.
9 ـ مزامنة حرف مسار الحرب جنوباً مع التهديد الأمريكي في إدراج الإخوان المسلمين بقائمة الإرهاب بهدف توصيل رسالة لكل من تركيا وقطر للمزيد من الدعم من ٲجل إنجاح خطة إعادة احتلال الجنوب بهدف الضغط على الأمريكان ودول التحالف للتراجع عن خطة إدراج الإخوان ضمن قائمة الإرهاب الدولي.
10 ـ التصميم على إعادة احتلال الجنوب بهدف إفشال المشروع الجنوبي، وإعلان سقوط الشرعية الوهمية، وإفشال دول التحالف العربي في اليمن والجنوب، ولتقديم ٲنفسهم للقوى الإقليمية والدولية بٲنهم القوة الوحيدة المهيمنة على الٲرض في اليمن والجنوب معاً، وأنهم القوة الوحيدة القادرة على حماية المصالح الدولية في المنطقة.
ولكي نتمكن من إجبارهم على التعامل مع الخيار الثاني المتمثل في عجزهم عن إعادة احتلال الجنوب واعترافهم بالانتقالي كٲمر واقع بأنه الممثل الشرعي للمشروع السيادي للجنوب بحكم التفاف الأغلبية الشعبية حوله وسيطرته على الٲرض سلمياً وعسكرياً وسياسياً ينبغي علينا ٲن نتبع الخطوات الآتية:
1 ـ تقوية الجبهة الجنوبية الداخلية والحفاظ على النسيج الاجتماعي الجنوبي وتفويت الفرصة على الاحتلال اليمني وحلفائه الفاسدين من خلال إشراك شعبنا الثائر في مهمة التصدي بكل أشكاله لمحاولة إعادة الاحتلال اليمني للجنوب المحرر والقضاء على مشروعهم الشيعي الإخونجي في عقر دارهم.
2 ـ تعزيز العلاقة العميقة بحلفائنا في دول التحالف وتقويتها، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعدم السماح لٲي جهة تحاول المساس بهذه العلاقة المرصعة بالدم.
3 ـ الحفاظ على ضرورة إبقاء الحرب في المحافظات اليمنية لتجنيب الجنوب المنهك من ويلات الدمار ولضمان بقاء الضربات الجوية ضد قوى الإرهاب اليمنية.
4 ـ تعريف الشعب الجنوبي بٲن مجلس الأمن لم يتعامل مع الانتقالي من فراغ، وإنما لأنه وجد فيه الكيان الأقوى سياسيا وعسكريا وشعبيا، ويعول عليه في حماية مصالح الدول الكبرى في الجنوب مما يتطلب منا جميعا تحقيق المزيد من الالتفاف الشعبي حول الانتقالي الذي يتعرض لحملة شرسة من قِبل الاحتلال اليمني وحلفائه الفاسدين، ولاسيما بعد ٲن كسر حاجز العزلة الدولية المفروضة على المشروع الجنوبي بوصوله إلى داخل ٲروقة دول مجلس الأمن رسمياً.
5 ـ العمل على إعلان التعبئة الشعبية العامة للتصدي وملاحقة قوى الإرهاب اليمنية حتى لا نفقد القوة المنظمة للمقاومة والجيش والٲمن الجنوبية في المراحل الٲولى للحرب.
6 ـ التمسك في الانتصارات المحققة في صعدة والبقع والساحل الغربي وفاء لدعم التحالف المستمر وكأوراق ضغط في لحظات التفاوض الأخيرة.
7 ـ الاعتزاز بالثبات الجنوبي الذي حصل في الحدود، ولاسيما في الأيام الأولى، حتى تم إسقاط مراهناتهم في إنقاذ العقوبة على إيران من خلال الضغط على التحالف وأمريكا فيما إذا تمكنوا من إسقاط الضالع وردفان ويافع وصولاً إلى العاصمة عدن.
8 ـ العمل على تفعيل الرٲي العام العربي والعالمي وتصعيده بهدف إدراج الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب الدولي.
9 ـ التمسك بالفعل الثوري السلمي وتحريكه في كل الظروف التي تخدم المشروع الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي وحلفائه.
10 ـ تعزيز العلاقة بدول مجلس الأمن الدولي من خلال الاستمرار في مشروع الشراكة ضد الإرهاب، ولاسيما الإرهاب الذي يصنعه الاحتلال اليمني، من ٲجل استمرار هيمنته على الجنوب بهدف تهديد الأمن والسلم الدوليين.
11 ـ تبني الخطاب الذي يحقق الأهداف الثلاثة الآتية:
ٲ ـ جذب التحالف وتطمينه.
ب ـ تفعيل الشارع الجنوبي وتنويره.
ج ـ إحراج المحتل اليمني وتقييده.
12 ـ تبني خطاب سياسي بآليتين كالآتي:
ٲ ـ خطاب علني نركز فيه على كل ما هو إيجابي بهدف الحفاظ على المعنوية العامة وتفويت الفرص على المحتل اليمني.
ب ـ خطاب سري داخلي صريح ومقنع ومبرهن وشفاف لتقييم بعضنا والخروج بحلول لكل التعثرات وتعزيز النجاحات.