سينما عدن.. نجم أفل
هدى لقمان
تداولت في الأيام الماضية على بعض مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديو لسينما بلقيس في كريتر عدن.
كانت سينما بلقيس والتي يملكها السيد عبدالله جعفر ميرزا، وقد صرف عليها الأموال الطائلة في بناء المبنى وتحضيره على مستوى راقٍ وعالمي في ذلك الزمان من ستينات القرن الماضي، وكانت تقع في حُقات في الخليج الأمامي أمام مسبح حُقات وقريبة من الساحل.
حقيقة.. المنظر أزعجني وتألمت كيف وصل الحال في عدن إلى هذا المستوى، وتذكرت أيام صِغري والصبا الجميل في عدن ومن عاصرها في ذاك الزمن من النهضة الثقافية التي كانت تمر بها، وكان أبي من بعض مهماته رقابة السينما والأفلام «سينسرشيب»، وكنت أرافقه في زياراته وجولاته على دار السينما ومنها سينما بلقيس، وكان مبنى جميلاً جديداً وفخماً وعلى خلاف بقية دور السينما، الوحيد من نوعه في ذلك العهد، والتي كانت غير مسقوفة فقد كان مكيفاً تكييفاً مركزياً (سنترال أير كنديشن) ليس له مثيل في اليمن، وكان المسرح وشاشة السينما لها ستائر طويلة مخملية من اللون الأحمر، وكانت الكراسي أيضاً بنفس اللون ويشبه كثيراً المسارح الكبيرة العتيقة في بريطانيا، والتي تعتبر اليوم من التراث الشعبي الإنجليزي من عهد الملكة فيكتوريا من العصر الذهبي للإمبراطورية.
وأتذكر القسم الأعلى البلكونة من المسرح، وكان مخصصاً للعائلات، ويطل على الطابق الأسفل والدخول له بتذاكر أغلى.
من الأفلام التي أتذكرها، وكثير من صديقاتي ورفيقاتي، أيضاً سيتذكرونها كان فلم (كليف ريتشارد) المشهور Summer Holiday.
وأول فلم لـ (دراكولا) وكان مرعباً، وأيضاً فلم (حبي في القاهرة) مثّل فيه أحمد قاسم مع زيزي البدراوي، وكان أول فلم يمثله عدني