قمتا مكة والشر الحوثي - الإخواني والكيل الذي فاض
رأي المشهد العربي
تتوجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة إلى مدينة مكة المكرمة، أين تُعقَد قمتان عربية وخليجية، دعى إليهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ لمواجهة التهديدات الراهنة.
هذا الحراك الخليجي العربي المنتظر يأتي رداً على الهجمات الإرهابية التي استهدفت أولاً سفناً تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وثانياً على محطتي ضخ النفط السعوديتين، من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.
الدعوة العاجلة التي وجّهها الملك سلمان تكشف أنّ المنطقة قد فاض بها الكيل من ذلك السرطان الحوثي، وبات العمل ملحاً على إحداث نقلة نوعية في أطار المواجهة سواء سياسياً أو حتى عسكرياً.
القمتان العربية والخليجية ستشكل ضغطاً سياسياً مهماً ليس فقط على المليشيات الحوثية بل أيضاً على الحاضنة الإيرانية لها، ما يُضيِّق الخناق على هذا المحور الشرير، ويستأصل هذا الورم الخبيث من الجسد العربي النازف.
الضغط السياسي العربي - الخليجي سيعمل كذلك على مزيد من التعرية للجرائم الحوثية والدعم الإيراني سيئ السمعة لها، لعل ذلك يحدث قدراً من التغيير في التعاطي الأممي مع ملف اليمن الشائك، على النحو الذي يقي ملايين الناس من عدوان حوثي، طال الأخضر واليابس.
في الوقت نفسه، يدرك التحالف العربي أن للضغط العسكري أيضاً فؤائد كثيرة، لا سيما أن ذلك يخلق مزيداً من الضغط على الانقلابيين، وقد حدث ذلك على أكثر من جبهة قام فيها التحالف بتسخين الجبهات عبر استهداف أهداف نوعية في مناطق تخضع لسيطرة المليشيات لا سيّما في صنعاء.
الأمر الثالث الذي لا يقل أهمية عن الضغط السياسي والتسخين العسكري هو "تطهير الشرعية"، فالحرب التي بلغت عامها الخامس، قد طال أمدها بفعل سلسلة مطولة من الخيانات التي ارتكبها قادة نافذون في الحكومة، موالون لحزب الإصلاح (ذراع الإخوان الإرهابية)، عبر تسليم مواقع إستراتيجية للحوثيين، وفي مقدمة الإخواني النافذ في "الشرعية"، نائب الرئيس علي محسن الأحمر.
مصير الحرب وربما حسمها إيجابياً سيتحقق حال إتباع هذه الخطوات الثلاث، وهي ضغط سياسي وتكثيف عسكري واستئصال الشر الإخواني، وحينذاك سيتبدل المشهد، وحتماً البداية ستكون من مكة المكرمة.