إغاثة عسكرية وأخرى دوائية.. السعودية والإمارات تقاومان الكوليرا الحوثية
في الوقت الذي تتسبّب فيه مليشيا الحوثي الانقلابية في تفشي الأوبئة، تواصل دولتا الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية جهودهما الإنسانية لمواجهة هذه المخاطر.
الرياض وأبوظبي وقَّعتا اتفاقيتين في مجال الإصحاح البيئي ومعالجة سوء التغذية ومكافحة وباء الكوليرا في اليمن، وذلك بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".
ويعاني القطاع الصحي في اليمن، من تدهور حاد جراء الصراع المتفاقم، الذي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية جرّاء الحرب الحوثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
و"الكوليرا" مرض يُسبِّب إسهالاً حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن خمس سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة.
تضمّنت الاتفاقية الأولى التي تهدف لمكافحة وباء الكوليرا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ضمن مشروع "إمداد" لدعم المشروعات الإغاثية والإنسانية بقيمة إجمالية تبلغ 20 مليون دولار يستفيد منها مليون و84 ألف شخص بشكل مباشر و18 مليونًا و678 ألف شخص بشكل غير مباشر، تستهدف جميع المحافظات اليمنية مع إعطاء الأولوية والتركيز على 147 مديرية؛ بهدف التقليل من معدل الوفيات والمرض بسبب وباء الكوليرا عبر أنشطة علاجية واستجابة شاملة.
كما سيتم توفير 50 مركزاً لمعالجة الكوليرا و18 زاوية إرواء في المحافظات ذات الخطورة العالية، وتعزيز قدرات الكشف السريع والمبكر وقدرات الفحوصات المخبرية، وتنفيذ حملات التحصين، وتحسين جودة خدمات المياه والإصحاح البيئي في مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الإرواء بما في ذلك اختبار جودة المياه وتوفير المياه عبر الشاحنات.
وتتعلق الاتفاقية الثانية بالتدخُّلات التغذوية المتكاملة لمعالجة سوء التغذية الحاد في المناطق المعرضة لخطر كبير في اليمن بالتعاون مع "يونيسيف" بقيمة 40 مليون دولار يستفيد منها 1.4 مليون شخص.
وتهدف الاتفاقية إلى رعاية 50 ألف طفل تحت سن الخامسة ممن يعانون من سوء التغذية الحاد في مراكز العلاج، وتشجيع ممارسات تغذية الرضع والأطفال الصغار ومراقبة نموهم وتقديم المشورة على مستوى المجتمع المحلي والمنشآت الصحية مع 400 ألف من الأمهات والحوامل والمرضعات، وتقديم مكملات المغذيات الدقيقة لـ800 ألف طفل دون سن الخامسة، والكشف عن سوء التغذية لمليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً.
جاء ذلك بعد الاجتماع الإنساني رفيع المستوى بين السعودية والإمارات ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (ocha) في مقر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالرياض، بحضور المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله الربيعة، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات العربية المتحدة ريم الهاشمي، ومساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بالإمارات سلطان الشامسي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، والممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي.
وشهد الاجتماع مناقشة الوضع الإنساني في اليمن واستعراض تقرير الأمم المتحدة ومنحة المملكة والإمارات لليمن لعام 2018، ومراجعة تقارير اللجنة الفنية للمنحة السعودية والإماراتية وبحث المقترحات حولها.
وأثنى مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، على دور السعودية والإمارات وما تقدمانه من دعم ملموس للعمل الإنساني والإغاثي في اليمن، من خلال تقديم البلدين 1.5 مليار دولار في مؤتمر المانحين خلال شهر فبراير الماضي، ومنحهما كذلك 930 مليون دولار، وتقديمهما 300 مليون دولار من تعهد سابق لهما في نوفمبر الماضي، وأيضاً دورهما في وصول المساعدات إلى مدينة الحديدة، الأمر الذي مكّن الأمم المتحدة من تسريع عمليات الإغاثة وتلبية الاحتياجات الغذائية.
وأدان لوكوك الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق العمل الإنساني، مشيراً إلى أنّ إعادة البناء والنهوض بالاقتصاد اليمني ومعالجة الأضرار المادية ستحتاج لأعوام طويلة، مندداً في الوقت ذاته بالهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تشنها المليشيات الحوثية على أراضي السعودية.
وكانت إحصائيةٌ حديثةٌ لمكتب منظمة الصحة العالمية في الیمن، قد أكّدت أنّ عدد الإصابات المشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا تجاوز 300 ألف حالة منذ مطلع العام الجاري.
وأفادت الإحصائية - التي صدرت في وقتٍ سابق من مايو الجاري - بوفاة 580 حالة من أصل 306 آلاف حالة اشتباه بالكوليرا، تم الإبلاغ عنھا منذ مطلع العام وحتى مايو الجاري ، مشيرة إلى أنّ صنعاء تصدّرت أعلى نسبة إصابة بالمرض على مستوى الیمن، بنحو 89 ألف إصابة.
وأضافت أن محافظات الحديدة، وإب، وذمار ، جاءت بعد صنعاء في عدد الإصابات على الترتیب، فیما سجَّلت محافظة "إب" أعلى نسبة وفیات بـ87 حالة، تلتھا ذمار بـ58 حالة، ثم تعز 55 حالة، وجاءت حضرموت الأقل في عدد الإصابات، حيث سجلت 13 حالة.