نظرتان سياسية وعسكرية.. هل برهنت مليشيا الحوثي على الوهن الإيراني؟
الخميس 23 مايو 2019 23:30:40
تستخدم إيران في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط، بينها اليمن، مليشيات إرهابية، تستهدف من ورائها طهران تحقيق مصالحها وأجنداتها وحتى تُبعد حلبة الصراع عن أراضيها.
هذه السياسة الإيرانية يتم تنفيذها في سوريا والعراق ولبنان أيضاً، حيث تقوم إيران بنشر مليشيات في العمق الخلفي لمنطقة الشرق الأوسط في محاولة لخلق جبهات بعيدة عنها، وتخفيف الضغط على المفروض عليها عسكرياً في حالة نشوب الحرب.
في هذا السياق، تنقل صحيفة "البيان" عن الباحث في الأكاديمية العسكرية الوطنية في باريس ميشيل جي دو مالرو قوله إنَّ موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على طلب الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي وعلى أراضٍ خليجية يعني أنَّ إيران في موقف سيئ، وضعيف ولا مجال إلا الخضوع لقوة تحالفية قوية لا قبل لطهران بها.
وأضاف: "طهران الآن بالمعنى العسكري باتت وجهاً لوجه مع الخصم، يبقى الخطأ أو ما نسميه رصاصة البداية، وقد تداولت وسائل إعلامية تسريبات استخباراتية حول لجوء إيران لخطة تقليدية تتبعها منذ سنوات عن طريق دعم فصائل خفيفة، ونشرها في دول على شكل طوق خارجي العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتشتيت التركيز على الأراضي الإيرانية في الضفة الأخرى من الخليج العربي، هذه المعلومات باتت معلنة ومعروفة، والأحداث خلال السنوات الأربع الماضية أكدت دعم إيران لهذه الفصائل الإرهابية".
بدوره، أوضح ديلون جوادر الضابط بوزارة الدفاع الفرنسية سابقاً والأستاذ بالمدرسة العسكرية في باريس: "إيران تدرك جيداً حجم الخطر الذي جرته بسياساتها، والآن هي في مرحلة التحدي، ليس عسكرياً بتأكيد أنّ الجميع يعلم أن القدرة التسليحية الإيرانية محدودة، مقارنة بالقوات الأمريكية والخليجية".
وتابع: "السبيل الوحيد أمام نظام الملالي هو المليشيات في مواقع أو جبهات خارجية كما تفعله منذ أربع سنوات، مع اللعب على عنصر تدخل «حلف التآمر» في الخليج وحلفائهم- تركيا - لتخفيف الضغط على الجبهة الإيرانية، لكن كل هذه التحركات بائسة من الناحية العسكرية.. إن حدثت فلن تؤدي لشيء إلا لمزيد من التورط والإدانة لطهران وأتباعها، ومن الناحية العسكرية والسياسية، ليس أمام النظام الإيراني إلا التفاوض والحوار، والتنازل، وحتى أساليب التخريب والضرب الخفي لن تجدي، خاصة أنها جرت عليهم الويل مؤخراً، وأذرعهم في اليمن أضعف من أن يكونوا وسيلة ضغط أو أن يحدثوا أي تأثير".
وكان التحالف العربي قد اتهم، الحرس الثوري الإيراني بتزويد مليشيا الحوثي بـ"قدرات نوعية" من صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار تمكنّهم من استهداف أماكن داخل السعودية.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ "المليشيات الحوثية حصلت على قدرات نوعية لا يمكن لأي مليشيات في العالم أن تحصل عليها"، في إشارة إلى الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وأضاف: "نحن نتكلّم عن الصواريخ الباليستية واستهداف مدينة الرياض (..) محاولات الميليشيا استهداف الداخل السعودي واستهداف مكة المكرمة أيضاً هو بصواريخ إيرانية.. المليشيات الحوثية لم تملك هذه الصواريخ سابقاً.. ما يقوم به خبراء التحالف من فحص بقايا هذه الطائرات ومكونات أنظمة الطائرات من دون طيار يثبت تورط (الحرس الثوري) الإيراني في تزويد الميليشيا الحوثي بهذه القدرات".
وأوضح المالكي أنّ مليشيا الحوثي استهدفت مطار مدينة نجران جنوب المملكة، وقال: "كانت هناك محاولة استهداف لأحد المرافق الحيوية (..) المليشيات الحوثية أعلنت استهداف مطار نجران وأستطيع القول إنّه لم يكن هناك نجاح لهذه العملية الإرهابية من الميليشيات الحوثية ولكن سيتم إعلان النتائج في حينه".
وكان التحالف العربي أعلن أنّ الدفاعات الجوية السعودية تصدّت الاثنين الماضي، للمرة الثالثة، لمحاولة الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، استهداف مكة المكرمة بصاروخين باليستيَيْن أُطلقا من اليمن، وتم اعتراضهما في سماء مدينتي جدة والطائف.
وشنت المليشيات الموالية والمدعومة من إيران - الأسبوع الماضي - هجوماً ضدّ محطتي ضخّ لخط أنابيب نفط رئيسي في السعودية غرب الرياض بطائرات من دون طيار مفخّخة.