المهاجرون الأفارقة والتجارة الرخيصة.. وقود بشري في جبهات المليشيات
الجمعة 24 مايو 2019 22:09:00
منذ اليوم الأول للحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، يتبع الانقلابيون سياسة "التجنيد"، سواء للأطفال أو للأفارقة على النحو الذي يعزّز من قدرات هذه الجماعة الإرهابية.
المليشيات عاودت من جديد تدعيم صفوفها بمقاتلين أفارقة من خلال تجنيدهم تحت الضغط والإجبار، والزج بهم للقتال في صفوفها على مختلف الجبهات، خصوصاً بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبّدتها في مختلف ميادين المواجهات.
صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت عن مصادر خاصة أنَّ المليشيات دشَّنت على مدى الأسبوعين الماضيين حملات تجنيد جديدة إجبارية لشباب وأطفال أفارقة في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها تحت شعار "انفروا خفاقاً وثقالاً"، بعد أن أثبتت فشلها الذريع في إقناع القبائل بمتابعة انخراط أبنائها في القتال معها.
وتحدَّثت المصادر عن مواصلة المليشيات رفد جبهاتها بمقاتلين أفارقة جدد مقابل إغراءات مالية تصل إلى ما بين 80 و100 دولار لكل مقاتل إفريقي ينخرط في القتال بصفوفها.
ومؤخراً، عيَّنت المليشيات الحوثية، مشرفين على عمليات التجنيد ممن لديهم خبرات باللاجئين الأفارقة، بهدف إتمام مهمة الحشد والتعبئة للاجئين وفرز وتصنيف المجندين وفق خبراتهم في حمل السلاح، ونقلتهم إلى الجبهات.
وشملت حملات التجنيد أفارقة من مختلف الأعمار من الموجودين بصفتهم لاجئين في عدد من أحياء صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات.
يأتي هذا فيما أكَّد شهود عيان أنَّ المليشيات بدأت حشد مئات المرتزقة الأفارقة، لإشراكهم في القتال مع قواتها، وأنَّ معظم العناصر الذين حشدهم الحوثيون ينتمون إلى الجنسيتين الإثيوبية والصومالية.
وتقوم الميليشيات الإيرانية بعد تسجيلهم بإجراء دورات تدريبية للمجندين الأفارقة الجدد، وعددهم يتجاوز الـ76 مجنداً، إلى جانب مجندين آخرين في أماكن سرية وغير مكشوفة، كما اتخذت بعض منازل قيادات مليشياوية أماكن يتلقى فيها المجندون دورات ودروس شحن طائفي.
وشكت عائلات من جنسيات صومالية وإثيوبية في حي الصافية وأحياء أخرى بصنعاء من تعرضهم مؤخراً لعمليات ترويع وابتزاز من قبل المليشيات، لإجبارهم على تجنيد أبنائهم للقتال معها، وأكد أفراد من تلك العائلات للصحيفة، تعرُّضهم لظروف معيشية صعبة وقاسية في صنعاء منذ الحرب الحوثية التي اندلعت في صيف 2014.