التحالف الشرير في صعدة.. جثث الإصلاح تفضح التقارب الحوثي الإخواني
الأربعاء 29 مايو 2019 00:16:45
"جثث إخوان بجوار جثث الجوثي".. العنوان العريض الذي لم يكن مجرد معلومة من ميدان عسكري، بقدر ما فضح علاقة قديمة متأصلة، تجمع بين مليشيا الحوثي الانقلابية وحزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية).
مصادر عسكرية قالت إنّه تم العثور على جثث مقاتلين بحوزتهم هويات حزب الإصلاح في منطقة البقع بمحافظة صعدة "معقل الحوثيين" وذلك بعد تحريرها بأيام قليلة.
انضم ما كُشف في هذا الميدان العسكري، إلى سلسلة من الأدلة التي فضحت علاقة شيطانية تآمرية بين الإخوان والحوثيين، الذين يمكن القول إنّ مصالحهم تتقارب من أجل إنهاك الجيش والتحالف العربي، ومن غير المستبعد أن تندلع بينهما صدامات في وقتٍ لاحق عندما تحين فرصة مصادرة سلطة أو استئثار بدائرة صناعة قرار.
الفترة الأخيرة شهدت توسُّعاً حوثياً إخوانياً في تهريب الأسلحة والذخائر والمواد الأولية لصناعة المتفجرات عبر مناطق نفوذ الحكومة، وتحديداً في تعز، صوب مناطق وجود المليشيات الانقلابية.
ولا يمكن النظر إلى تحالف المليشيات الحوثية بنظيرتها الإخوانية بأنّها علاقة سرية، فكثيراً ما أقدم أي منهما على تصرف يفضح هذه التوأمة الإرهابية، ولعل الدليل الأبرز على ذلك هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء.
وينظر إلى القيادي الإخواني علي محسن الأحمر بأنّه "رأس الأفعى" التي حقّقت أرباحاً خياليةً من وراء جرائم تهريب الأسلحة، فالجنرال يتستر تحت غطاء الشرعية، في وقتٍ تورّط في الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي يُفترض أن يعاديها باعتباره الذراع اليمنى للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقد شكّل الأحمر تكتلات عسكرية تحت لواء "الشرعية" لاستئناف جرائم التهريب والمخدرات والإرهاب التي كان يستفيد منها.
كما شكّل علي محسن، تحالفاً مع هاشم الأحمر قائد المنطقة العسكرية السادسة، وأمين العكيمي محافظ وقائد محور الجوف في إطار "مافيا للتهريب" إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ما يدر عليهم مكاسب مالية ضخمة، وتضمّنت شحنات التهريب قطع لطائرات مسيرة، ومواداً تستخدم في صناعة الأسلحة ومواداً كيماوية شديدة الانفجار.
جرائم الإصلاح، لا سيّما عبر قادته النافذين في الشرعية، يضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور الحكومة التي ربما تستفيد من إبقاء الوضع الراهن على شكله المعقد، دون أن تثبت صدق نواياها في حلحلة الأزمة، ويضاف إلى ذلك الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة وتسبّبت في تأزيم المشهد، لا سيّما على الصعيد الاقتصادي.
كذلك، كشف منصور الأكحلي قائد شرطة تعز هذا التحالف سيئ السمعة بين الحوثي والإصلاح، عندما أعلن قبل أيام تبرير عدم ملاحقة غزوان المخلافي قائلاً: "(هو) هاربٌ في مناطق متاخمة للانقلابيين، وعندما تتم مداهمة هذه المنطقة لا شك أنّنا لن نشتبك مع غزوان كشخص وإنما سنشتبك أيضاً مع الانقلابيين وقد نُحدث معركة ليس لها مبرر".
لا يُفهم إن كان الأكحلي قد صرّح بذلك سهواً دون أن يقصد، أو أنّ التحالف الحوثي الإخواني افتضح أمره لدرجة أن يخرج هذا الرجل على الملأ وعبر محطة تلفزيونية يغازل الحوثيين ويكشف عن الوجه الإخواني الحقيقي.
تصريحات هذا القائد الأمني تفضح العلاقة سيئة الذكر والسمعة بين الإصلاح والحوثيين والتي تستوجب على التحالف العربي اتخاذ إجراءات بشأنها، فجماعة الإخوان تتحكم بشكل كبير في الحكومة متسترةً بغطاء الشرعية، وبالتالي فإنّ تحالفها مع الحوثيين يؤخّر حسم المواجهة بين التحالف والمليشيات.