-بمناسبة الاحتفالات بذكرى يو تحرير عدن اعيد مقالي التالي للتذكير:

با نوريهم المرجلة ولو معهم دبابات

م . جمال باهرمز

(ايش هم رجال ونحن لا. نحن أرجل منهم وبأنوريهم المرجلة ولو معهم دبابات) رد الشاب الذي لا يتجاوز السابعة عشره من العمر بكل حماسه وإصرار حينما سألته لماذا تريد الكلاشنكوف من القائد؟

- كنت أتوجه اغلب الأيام من بعد الظهر الى جبهة مثلث (البنوك –نقابة المحامين-المكتبة الوطنية كريتر) وبالأخص الى منزل أحد قادة المقاومة والذي يطل على مقدمة الجبهة وهو أحد أبرز القادة الذين يقودوا ويوجهوا ويوفروا ما تيسر من الذخائر للمقاومين. وفي كل يوم كنت أرى وجوه جديده وكنت اسال الشباب المقاومين بفضول فرضه على حبي للكتابة. (ليش تشتي سلاح و ليش تشتي تقاتل الحوثة؟) فكان الرد لحوالي 80% منهم: (يجو الى بلادنا يعتدوا على ارضنا وعرضنا وديننا. ايش هم رجال واحنا لا. نحن أرجل منهم وبأنوريهم ولو معهم دبابات) تيقنت ان الغيرة على الوطن هي من اخرجتهم للذود عنه. لأجله يحملون ارواحهم بأكفهم. اطمأنت ان لا خوف على الجنوب فهؤلاء الابطال موجودين في كل حاره وبيت وحتى اللحظة ان دعت الحاجة سيخرجون من جديد. هم أنفسهم جيل الوحدة التي كفروا بها.

-مثل هذا الشاب المقاوم وزملائه وقادته من أبناء عدن والجنوب الابطال نموذج رائع لمقاومه ابهرت العالم بصمودها وانتصاراتها وهي منعدمة الإمكانيات الا من سلاح شخصي امام أكبر الجيوش سلاحا وعتادا وتدريبا في المنطقة العربية. لم يكونوا يفكروا هؤلاء المقاومين الا بالتضحية بالنفس لأجل الوطن. فهبوا من اول يوم حتى اخر يوم لدحر الأعداء وعندما ارتد العدوان وانهزمت جيوش الاجتياح واندحرت. وضعوا سلاحهم جانبا وعادوا لممارسة حياتهم ولم يطلبوا مكافأة او مقابل.

-قبل عام من الان قررت صنعاء اجتياح الجنوب وتسارعت الاحداث بسرعه فعبرت الويه وجيوش صنعاء كل محافظات الشمال في طريقها الى الجنوب بدون مقاومه تذكر ووقع قادة أحزاب الشمال وثيقة التعايش السلمي والحفاظ على الوحدة والتعاون وتسهيل مهمة جيوش عفاش ومليشيات الحوثي وتحريم وتجريم الوقوف ضدهم.

- فانقلبت الألوية العسكرية والمعسكرات الأمنية الشمالية التي في الجنوب على أبنائه لتنفيذ أوامر اسيادها في صنعاء وتم تدمير أربع مديريات في عدن وهي كريتر والمعلا وخور مكسر و التواهي وابادة الحياه وقتل افضل شباب هذه المديريات ومحاصرة السكان وتهجيرهم الى اربع مديريات أخرى وهي المنصورة والبريقة والشيخ والممداره وفشلت محاولاتهم لاقتحام هذه المديريات بفضل صمود المقاومين من أبناء الجنوب.

- كنت لازلت في كريتر لم انزح بعد واسمع وسائل اعلام صنعاء ان الجنوبيين متمسكين بالوحدة في عيدها ال 25 مردده كالببغاوات (الوحدة خالده). وامام عيني مشاهد الدمار والقتل في عدن وكل الجنوب الذي يتعرض لحرب اباده. وابنائه يذبحون من الوريد للوريد. والذخيرة شبه معدومة في أسلحة ابطال المقاومة الجنوبية.

- يوم ليس ككل الايام، يوم كانت قد بلغت القلوب الحناجر وضاقت الصدور وانهار التفاؤل. ذلك اليوم الذي غدر الجيش المناطقي البغيض بوزير دفاعه وكبار ضباطه من أبناء الجنوب واعتقلهم ومن قبل اعتقل قائده الأعلى ورئيس بلاده الجنوبي والذي شاء الله ان يهرب من الإقامة الجبرية في صنعاء الى عدن ذلك الجيش المنبطح الذي اسس ليقتل شعبنا في الجنوب لا ليحميه.

- كانت الاخبار السيئة تتوالى علينا وكأنها حجارة تسقط من السماء على رؤوسنا. كان الغضب والياس والإحباط يتملكني حتى اتاني ذلك الخبر باتصال من صديق لم يكن كباقي الاتصالات، انه الاتصال الذي اعاد لنا الحياة انها البشارة بعاصفة الحزم، يوم ليس ككل الأيام. بل يوم أطلقت عليه اسم (اليوم العاصف) قامت فيه مقاتلات الجو بعمليه اسموها الاشقاء في دول التحالف (عاصفة الحزم) تلك العاصفة التي عصفة بأذناب إيران ودمرت ذلك الجيش الإرهابي الطائفي واحيت في النفوس المنهارة الامل لتقاوم من جديد واعطت دفعه معنويه شديدة القوة للمقاومة الموجودة التي لم تبارح متارسها.

-تعدلت كفة الميزان الحربي معنويا وماديا فمن يقاتل لأجل وطن او استرداده بما فيه من الاعراق والأحزاب والطوائف سينتصر ومن يقاتل لأجل حزب أو طائفه فسيجد نفسه ومن يقاتل لأجله منبوذ ملفوظ من كل أبناء الوطن. وهذا هو الفرق بين المقاومة الجنوبية وجيش الجنوب اللذان انتصرا بتعاون دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات الشقيقة ولازالت الانتصارات تتوالى كل يوم وبين مليشيات الشمال الطائفية التي تتبع اجنده خارجيه تعادي العرب.

(باسم الوحدة المغدورة / وباسم الأخوة والدين والثورة / ترسلوا مننا الابطال في الجنوب الى القبور / يا قلوبا من صخور / وعقولا جامده لم تجد للتحضر عبور/ احذروا انفجار شعبا صبور / احذروا غضبة شعبا جسور / تتحول كعاصفة تقتلعكم كالطيور)


م. جمال باهرمز
25-مارس-16م


مقالات الكاتب