ليست الضالع وحدها.. خيانة الإصلاح في تعز تهدد محافظات الجنوب
في الوقت الذي تحاول فيه مليشيا الحوثي الوصول إلى محافظات الجنوب مجددا من خلال معركة الضالع، هناك معركة أخرى ومن نوع مختلف تدور رحاها في تعز والتي ترتبط بالخيانات المتتالية لمليشيا الإصلاح هناك، لتعطي الفرصة للعناصر الانقلابية لتسهيل التواجد على حدود محافظات الجنوب من جانب وعلى الجانب الآخر فإن ذلك يدعم التعاون الخفي ما بين الحوثي والإصلاح في جبهات عدة.
وفشلت مليشيا الحوثي الانقلابية في أن تصل إلى محافظات الجنوب عبر جبهتي إب والضالع، وبالتالي فإنه قد يكون التركيز على جبهة تعز والتي تسيطير فيها مليشيا الحوثي على مناطق عدة فيما تشهد العلاقة هناك بين الحوثي والإصلاح تعاونا ملفتا قد ينعكس على التعاون الثنائي بينهما من أجل تحقيق هدف واحد وهو الوصول إلى محافظات الجنوب.
وهناك ملايين الوقائع التي تكشف عن العلاقة القوية ما بين الإصلاح والحوثي في تعز، وبحسب تقارير إعلامية فإن حزب الإصلاح وكباقي الأحزاب السياسية التي تنتمي لتنظيم الإخوان منذ تأسيسه عام 1990 كان أداء مطيعة فى يد الحمدين ، فعندما كانت الدوحة فى صفوف قوات التحالف العربي لدعم الشرعية كان “الإصلاح” مع الشرعية وعندما أنقلب التنظيم على التحالف انقلب الحزب أيضاً وتحالف الأخير مع الحوثيين وتشارك معهم الأجندة والأهداف.
وكشف التقرير الذي أذاعته فضائية "مباشر قطر"، عن أن حزب الإصلاح يعد الورقة الأكبر في مدينة تعز اليمنية حيث أنه عقد صفقات الخيانة والغدر مع الحوثيين بأمر من تنظيم الحمدين، وعمل على تنظيم التظاهرات التى تشوه صورة التحالف العربي لدعم الشرعية فى اليمن، ومع مرور الوقت تضاعفت خيانات حزب الإصلاح وظهر وجهه الحقيقي حيث بدأ فى عمليات السرقة والنهب والتى كان من بينها مليار ريال مخصصة للعلاج بالإضافة إلى 3 مليارات ريال خصصها التحالف العربي لتحرير مدينة تعز من قبضة الإرهاب.
قال بيان صادر عن حقوقيين تعز إن المحافظة تتعرض لبطش وجرائم منظمة تقف خلفها قيادات تابعة لحزب الإصلاح وفصائله المسلحة، وحمل البيان حكومة هادي والسلطة المحلية مسئولية هذه الجرائم التي تهدف لإسكات المواطنين وترويعهم وإرهابهم وقمعهم وإخضاعهم بالقوة.
وأدن البيان بشدة الحوادث التي شهدتها مديرية المسراخ مؤخرا من تصفية وإعدامات واقتحام لمنزل المحافظ السابق أمين محمود، من قبل فصائل الإصلاح، مؤكدا بأنها ” جرائم وانتهاكات لا ولن تسقط بالتقادم”.
وأكد بيان النشطاء تصاعدية تلك الجرائم، داعيا المتضررين إلى اللجوء للقضاء الدولي، في حال لم تقم سلطات هادي بواجبها لحمايتهم وإنصافهم.
وكشف محافظ تعز السابق أمين محمود جوانب من الأسباب الحقيقية لتعثر استكمال تحرير تعز بعد حوالي خمس سنوات من الحرب، قائلا إنّ جهود التحرير “ووجهت بتعنت حزب الإصلاح وإصراره على الاستفراد بقرار المؤسسة العسكرية والأمنية"
وتابع : هذا ما أدى إلى إحداث شرخ كبير في العلاقة مع التحالف العربي، وإضعاف مؤسسة الجيش والأمن، نتيجة لإقصاء الآلاف من الضباط والجنود المؤهلين، وإسناد معظم المناصب القيادية لمدنيين لا علاقة لهم بالعمل العسكري والأمني، وكل مؤهلاتهم تنحصر في الولاء الحزبي، إضافة إلى الفساد الكبير وإهدار المال والسلاح، وعدم الاكتراث بأرواح الجنود والجرحى، بل والمتاجرة بأرواحهم وآلامهم وجراحهم في سوق المناكفات السياسية”.
وأكّد أمين محمود أن المعركة مع حزب الإصلاح لم تنته قائلا “ما زلنا في خضم المعركة ونرزح تحت الحصار والقصف وما زالت دماء أبنائنا تنزف في كل مكان”.
وانتهى إلى القول “الخلاصة هي أن ما يقوم به حزب الإصلاح لا يخدم تعز ويضعف الشرعية التي يتدثر بها رموز الحزب ذاته، ويؤخر التحرير ويخدم الميليشيات الحوثية”.