هكذا تحاول قطر إنقاذ نفسها من الحظر العربي بالمواشي والدواجن
الخميس 6 يونيو 2019 02:07:19
بعد عامين من جلب آلاف الأبقار المدرة للحليب من أجل التغلب على الحظر التجاري، أصبحت شركة ”بلدنا“ القطرية لإنتاج الألبان تصدر للخارج للمرة الأولى.
قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، لكنها تستورد كل شيء آخر تقريبًا، وتخضع الدولة الصغيرة لكن الثرية لمقاطعة في التجارة والنقل من قبل السعودية وحلفائها منذ يونيو/حزيران 2017، مما اضطرها لإعادة تنظيم اقتصاد كان يعتمد بكثافة على دول الخليج.
وتوجه السعودية والإمارات والبحرين ومصر الاتهام لقطر بدعم الجماعات الإرهابية، وتنفي الدوحة الاتهام، وتزعم أن المقاطعة التي أغلقت حدودها البرية وعطلت مسارات للشحن البحري، هي محاولة للتعدي على سيادتها.
واستلمت ”بلدنا“ أول أبقارها بعد شهر من المقاطعة، وأقامت مزرعة ألبان ضخمة، وتقول إنها توفر الآن أكثر من نصف الحليب الطازج في قطر، بل وتصدر إلى أفغانستان واليمن وسلطنة عمان، وقريبًا جدًا إلى ليبيا.
وبعد فترة وجيزة من المقاطعة، أقامت الدوحة طرقًا جديدة للتجارة لتحل محل الشركاء الخليجيين السابقين، وفي أواخر 2017، افتتحت ميناء بقيمة 7.4 مليار دولار صُمم ليصبح مركزًا للنقل الإقليمي.
ويقول المسؤولون الحكوميون إن التوسع السريع لبلدنا أظهر أن الحصار جعل الاقتصاد القطري أشد قوة من ذي قبل، حيث يتمثل هدفهم في تشجيع المنتجين المحليين.
وفي أبريل/نيسان، أطلقت ”بلدنا“ خطًا لإنتاج عصائر الفاكهة، وفي متاجر البقالة القطرية، توجد علامات تجارية مثل ”مزرعتي“، التي افتتحت أكبر مشروع دواجن في البلاد في يناير/كانون الثاني، جنبًا إلى جنب مع معروضات ”مزارع قطر“ من الفواكه والخضراوات المحلية.
وقال الشيخ فالح بن ناصر آل ثاني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية في وزارة البلدية والبيئة، إن إنتاج الخضراوات ارتفع بنسبة تقارب 20% منذ منتصف 2017 إلى حوالي 66 ألف طن سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع بمقدار 20 إلى 40 ألف طن في العام المقبل مع بدء إنتاج مزارع جديدة.
وتتمتع قطر الآن بالاكتفاء الذاتي في الألبان والدواجن الطازجة، وقبل 2017، كانت تنتج حوالي 20% فقط من احتياجاتها من الألبان وعشرة بالمئة من احتياجاتها من الدواجن.
ويتجول أطفال المدارس في صالات حلب الأبقار في مزرعة بلدنا، حيث تعيش 20 ألف بقرة في حظائر واسعة مكيفة.
ويتعلم الزائرون كيف أن اجتلاب الأبقار أثمر عن استعادة إمدادات الحليب التي كانت تُنقل إلى البلاد بالشاحنات قبل أن تغلق السعودية الحدود.
قطاعات تعاني
لكن قطاعات أخرى في الاقتصاد القطري تعاني؛ فقد تضرر قطاعا العقارات والبيع بالتجزئة، وأصبحت مراكز التسوق والفنادق التي كانت تعج أحيانًا بالسائحين السعوديين والإماراتيين شبه خالية.
وانخفضت أسعار العقارات بشكل حاد وسط تخمة المعروض في الفترة التي تسبق استضافة قطر لكأس العالم 2022.
وفي مارس/آذار، أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن خسائر سنوية للعام الثاني على التوالي، فبعد أن منعتها دول المقاطعة من استخدام مجالها الجوي، اضطرت الشركة المملوكة للدولة لتغيير مسارات وإعادة توجيه كثير من الرحلات الجوية، مما أدى إلى زيادة المدة والتكلفة.
في غضون ذلك، أجبرت المقاطعة قطر على تنظيم حملة علاقات عامة في الولايات المتحدة وأوروبا لمحاربة مزاعم تمويل الإرهاب.
وانزوى البلد عن الأضواء بعض الشيء في المنطقة بعد خسارته للعديد من الرهانات التي وضعها خلال الربيع العربي في 2011 في سوريا وليبيا ومصر، عندما دعمت قطر جماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين.
ويقول دبلوماسيون ومحللون إن قطر التي يبلغ عدد مواطنيها ما يزيد قليلًا فحسب على 320 ألف نسمة ولديها صندوق سيادي بقيمة 320 مليار دولار، في وضع جيد في مواجهة الحظر.
وفي الأشهر الأولى من الأزمة، قامت قطر بتصفية ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار من استثماراتها في أدوات الخزانة الأمريكية، وأنفقت أكثر من 40 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية لدعم عملتها وبنوكها.