عميد أسرى الجنوب.. المرقشي يستعيد ذكريات 4320 يوماً في عتمة الزنزانة
الأحد 16 يونيو 2019 01:36:27
"4320 يوماً بين الحوائط الأربعة الشهيرة، جدرانها كانت شاهدةً على تلك الليالي القاسية، دفع ثمناً وصل إلى 12 عاماً من حريته، عوقب لدفاعه عن وطنه وأرضه وقيضته".
قضى أحمد عمر المرقشي 12 عاماً في غياهب السجون، حتى أفرج عنه قبل أيام بعد حنكة سياسية شُهد لها بالبنان، للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
اتُهم المرقشي بارتكاب جريمة قتل وحُكم عليه فيها بالإعدام، وتعرض لمساومات من صالح، ولاحقاً من قِبل مليشيا الحوثي ورفض الخروج من السجن قبل تبرئته ورد الاعتبار إليه في الجريمة المنسوبة له، قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة لتبادل الأسرى مع الانقلابيين.
استعاد المرقشي تلك الذكريات في حوارٍ مع وكالة "سبوتنيك"، تحدّث فيه عن قصة اعتقاله منذ 12 عاماً في صنعاء، قائلاً: "قضيتي سياسية في المقام الأول من أجل إسكات صوت الجنوب، في فترة حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، حيث كنت ضحية لنظام صالح لأنهم كانوا يريدون إسكات صوت صحيفة الأيام التي كانت تعبر عن قضايا الجنوب، فأرادوا استهداف رئيسها واستدراجه عن طريقي لأنني الحارس الشخصي له، حيث كان المقر الرئيسي للصحيفة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء قبل أن ينقل إلى عدن في الجنوب".
يرد "عميد الأسرى الجنوبيين" على الاتهام الذي وُجِّه له: "في 12 فبراير 2008 حدث اعتداء مسلح من جانب عدد من الأفراد التابعين أو الموالين للرئيس صالح على منزل رئيس الصحيفة ثلاث مرات بعدد 16 فرد يستقلون ثلاث سيارات، وتم الاشتباك في أحد المرات وقتل أحد أفراد المهاجمين برصاصة من الخلف من الأفراد المرافقين له ولكن تم القبض علي واتهامي بالقتل رغم أن الطب الشرعي أثبت ذلك ومع هذا تم صدور حكم بالإعدام ضدي".
"تدخل الرئيس علي عبد الله صالح في القضية بشكل مباشر والذي كان يشرف بشكل مباشر للإسراع بصدور الإدانة، وبعدها أرسل لي ياسر اليماني ووزير داخليته قبلها يساومني، وطلب مني الإتصال برئيس صحيفة الأيام وأن أطلب منه عدم النشر عن الحراك الجنوبي مقابل إطلاق سراحي، و رفضت هذا العرض، وأبلغتهم أن الحراك الجنوبي وصعدة ليستا قضايا شخصية وهى مطالب شعبية".. يضيف المرقشي.
ويتابع: "المحاكمة كانت هزلية وحكم الإعدام لم يكن يستند إلى أي دليل قانوني وتقدمنا بطعن على الحكم وتم قبوله وتعدل الإعدام إلى السجن".
لم ينتهِ الأمر بسجن المرقشي وانقطاع علاقته مع صالح وأعوانه، ويقول في حواره: "بعد ثلاث سنوات في السجن، أرسل لي الرئيس صالح المتحدث باسمه والشخصية المقربة منه ياسر اليماني بعرض جديد يحمل نفس المطالب، وهى الاتصال برئيس صحيفة الأيام لوقف النشر عن الحراك الجنوبي وقضية صعدة غيرها من قضايا الحريات مقابل الإفراج الفوري عني من السجن".
سبب المساومة الثانية - يوضح الرمز الجنوبي البارز - أن إدارة الصحيفة ورئيسها انتقلوا إلى عدن وأغلقوا المقر الرئيسي بصنعاء، بالإضافة إلى أنّ قوات الأمن في عدن معظمها من الجنوبيين، ومع ذلك جاءت قوات من صنعاء وهاجمت الصحيفة في عدن وقتلت وأصابت الحراس.
لم يرفض المرقشي خروج من السجن لكنه اشترط محاكمته وصالح محاكمة عادلة وأن يحضر هذه المحاكمة أهل القتيل الذي اتُهم بقتله، حتى لا يخرج من السجن وهو مدان، لأنه برىء والقضية سياسية.
أوضح المرقشي سبب إصرار صالح على إعدامه، وقال: "قبل أن أكون الحارس الشخصي لرئيس صحيفة الأيام، كنت أحد المؤسسين والقادة للحراك الجنوبي وكان لي دور معروف في كل فعاليات ومساهمات الحراك الجنوبي وكانت لديهم كل المعلومات عن قادة الحراك، وكنت قد تعرضت لأكثر من هجوم من جانب الأمن المركزي وأصبت أكثر من مرة، وكان صالح يعرفني جيدا عن طريق رجاله بأنني من أقمت الحراك في الجنوب وأقود المقاومة وتسببت في أذى كثير لهم، فكانوا يريدون الخلاص مني بأي طريقة".
"بعد سيطرة الحوثيين على الأوضاع في صنعاء زارني في السجن علي ناصر البخيتي شقيق محمد البخيتي وكان عضو المجلس السياسي وقتها قبل أن يختلف معهم وسجل لقائي معه على هاتفه صوتاً وصورة، و حذرتهم من وضع يدهم في يد علي عبد الله صالح وذكرتهم بما تعرضوا له وأن الجنوب له مظلومية من صالح، وطالبتهم بعدم خوض أي حرب ضد الجنوب مع صالح، وزارني مرة أخرى بعد أن دخلوا إلى صنعاء وقلت لهم لا تغتروا فقد أدخلنا صالح والإصلاح في العام 1994 بأيدينا إلى الجنوب من أجل الوحدة وخانوا وغدروا، فلا تأمنوا غدرهم".. يكشف المرقشي.
يجيب المرقشي عن سبب قبوله الخروج في صفقة الأسرى الأخيرة: "في صنعاء.. (الحوثيون) لا يعترفون بالقانون ولا حكم المحكمة ولا النظام السابق ولديهم الشمالي - شمالي والجنوبي جنوبي فتم إدراجى في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الجنوبية والحوثيين بعد مطالبات واشتراطات من المقاومة والحراك".