قطر تسعى لاستغلال أزمة هونج كونج لتعويض خسائرها الفادحة
تسعى الخطوط الجوية التابعة لدويلة قطر، التي تواجه تراجعا حادا في إيراداتها بسبب سياسات تنظيم الحمدين الإرهابي، إلى تقليص جزء من خسائرها بزيادة حصتها في شركة "كاثي باسفيك" ومقرها هونج كونج، والتي تشهد احتجاجات شارك فيها موظفو الشركة.
ونقلت وكالة رويترز عن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، قوله إن لدى الشركة ثقة كاملة في كاثي باسيفيك، وإنها ستزيد حصتها البالغة 10% في الناقلة إذا أتيحت لها الفرصة.
وحسب متابعين "ترغب الخطوط الجوية القطرية في تحقيق أهداف سياسية وأخرى تشغيلية من وراء تصريحات رئيسها، إذ ترى أنه من المهم عدم اشتراك موظفي الشركة في تلك المظاهرات والاستمرار في عملياتها التشغيلية".
وتصاعدت الاحتجاجات في يونيو/حزيران الماضي، بسبب مشروع قانون معلق حالياً كان سيسمح بتسليم مطلوبين إلى البر الرئيسي الصيني لمحاكمتهم.
وواصلت شركة "كاثي باسفيك" تسجيل خسائر للعام الثالث على التوالي، إذ تكبدت صافي خسارة بلغت 33 مليون دولار في النصف الأول 2019، بفعل المنافسة وارتفاع التكاليف.
كما أعلنت الشركة في 2018 عن نتائج مالية، كانت الأسوأ لها منذ الأزمة المالية في 2008، بعد أن قلصت شركات الطيران الصينية المنخفضة التكلفة حصتها السوقية، ومعاناتها جراء ارتفاع أسعار النفط.
وقال الباكر "نحن كشركة طيران ندعم بقوة العلاقة بين طيران الصين وشركة كاثي باسفيك".
ومنتصف الشهر الجاري، استقال الرئيس التنفيذي لشركة "كاثي باسفيك" للطيران روبرت هوغ، بعد أسبوع مضطرب بالنسبة للشركة.
وتشهد المدينة الخاضعة للحكم الصيني أكبر أزمة سياسية منذ تسليمها لبكين في عام 1997، وأطلقت سلطات الحزب الشيوعي تحذيراً واضحاً بأن من الممكن استخدام القوة لوقف العنف.
وكشفت الشركة، في بيان أصدرته، أنها عينت أوغسطس تانغ كرئيس تنفيذي جديد، موضحة أن هوغ استقال من منصبه كوسيلة لتحمل المسؤولية وسط الأحداث الأخيرة.
وحذرت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر، من أنها قد تطرد الموظفين الذين يشاركون في الاحتجاجات غير القانونية، وألغت مئات من رحلاتها عندما اجتاح المتظاهرون المطار.
وتستثمر الخطوط القطرية في شركات طيران عالمية لتنويع مصادر الدخل، إلا أن استثماراتها في عديد الأسواق تسجل خسائر متراكمة.
وتكبدت الخطوط الجوية القطرية خسائر فادحة في العام المالي 2018-2019، وصلت إلى 252 مليون ريال (69.2 مليون دولار)، إذ تعود هذه الخسائر إلى ارتفاع المصاريف التشغيلية إلى 43 مليار ريال (11.8 مليار دولار) بسبب المقاطعة الخليجية واستهلاك وقود أكبر للرحلات.
وبدأت أزمة الخطوط القطرية منذ بدء المقاطعة الرباعية للدوحة، وبعد نحو 11 شهراً فقط من بدء الأزمة اعترف أكبر الباكر، الذي يدير الناقلة منذ 1997، "بأنه قد لا يمكنها الاستمرار من دون الدعم الحكومي".
كذلك تسجل شركة طيران إيطاليا خسائر متصاعدة، وهي شركة مملوكة لشركة أليساردا الإيطالية القابضة والخطوط الجوية القطرية بنسبة تبلغ 49%.