من الفشل إلى المليارات.. تعرف على مسيرة كفاح ونجاح شركة فيليبس الهولندية

فيليبس، هي شركة إلكترونيات عالمية، يقع مقرها الرئيسي في هولندا وتوظف 121 ألف موظفاً حول العالم، ووصلت قيمتها السوقية اليوم إلى 44 مليار دولار.
تعود قصة نجاح شركة فيلبس الهولندية المعروفة إلى 1891 حين قام شاب عصامي هولندي «جيرارد فيليبس» بتأسيس شركتة الخاص بمساعدة والدة التاجر الغني والتي كانت متخصصة في تصنيع المصابيح الكهربائية والعديد من الأجهزة الكهربية، حيث تأثر جيرارد فيليبس بـ«توماس إيدسون» مخترع المصباح الكهربائي، فقرر «فيليبس» بشراء مصنع في مدينة ايندهوفن الهولندية وإعادة تهيأته حتي يصبح مكان يصلح لصناعة المصابيح والأدوات الكهربية وأطلق اسم عائلته عليه، فيلبس.
ولكن كان يوجد تنافس كبير حينها علي المصابيح الكهربائية ولكنه فكر في كيفية الربح وبالفعل توصل إلى حل سليم، وهو أن ينتج الكثير من المصابيح الكهربية وبيعها في النهاية بثمن أقل، وهو بالفعل ما تم.
كانت البداية صعبة بلا أرباح، وقاربت الشركة الناشئة على الإفلاس، حتى انضم أنطون، الأخ الأصغر لجيرارد، إلى الشركة في عام 1894 كمندوب مبيعات لتنشيط البيع، الأمر الذي زاد كثيرًا من مبيعات الشركة.
وأثناء الحرب العالمية الأولي قاطع الكل المنتجات الألمانية، وذلك ما ساعد «فيليبس» كثيراً في التدخل السريع وإنتاج منتجات وبيعها، ومن ثم اختراع الصمامات الكهربية المفرغة بمثابة مناسبة أخري أمكن لـ «فيليبس» استغلالها، حيث قام «فيليبس» بإختراع جهاز بث يستطيع من خلاله الجنود في الحرب التواصل مع بعضهم البعض وهذا ما يجعل الحرب أسهل علي من يستخدمونه، غير ذلك أن الطلب قد زاد علية جدا وأخذ يستخدمة كل الناس وحاز علي الشهرة الكبيرة يوماً بعد يوم.
استطاع «فيليبس» بعد الحرب العالمية الثانية اختراع جهاز أشعة إكس واختراع الرادار أيضاً الذي يعمل علي رؤية الطائرات، وكانت تعتمد مكونات صنع هذه الأجهزة علي مكونات كانت تصنعها شركة «فيليبس» لنفسها، ولكن نجح في أمر تجاري آخر وهو أن جهاز الرادار لا يمكنه العمل إلا عن طريق شاشات تعرض ما يكشفة الماسح، الأمر الذي هيأ لـ «فيليبس» صناعة التلفاز وبيعة بكل سهولة وسهولة الإتجار فية وزيادة الأرباح وهذا الأمر كان في عام 1949م.
إختراع الكاسيت:
في عام 1963م ومع انتشار المواد السمعية والمرئية إستطاعت شركة «فيليبس» إنتاج جهاز يسمي بالكاسيت، والذي يتذكره الكثير منا الآن، فهو من اختراع شركة «فيليبس» وكان لهذا الإختراع مميزات خاصة حيث أن الناس كانت تستخدمه بدون دفع حقوق استخدام، وهذا الأمر ما جعلة ينتشر بصورة أسرع، ومن ثم تحقيق الأرباح الكثيرة للشركة ايضاً.
في بداية الأمر كانت تستخدم أجهزة الكاسيت في تسجيل الإجتماعات المهمة ولكن مع التطور السريع وتحسين جودة التسجيل والتشغيل بدأ يستخدمه الناس في سماع الأغاني وغيرها، وهذا الأمر ما شجع «فيليبس» لدمج جهاز الكاسيت مع جهاز الراديو في جهاز واحد وانتج نسخة أخري وسماها «ميكرو كاسيت» ولكنها لم تنجح مثل الكاسيت العادي.
اختراع مسجل الفيديو:
مع حدوث التطور السريع في التكنولوجيا ففي عام 1972م في انجلترا تم اختراع أول جهاز يسجل فيديو «صوت وصورة» وهذا قبل منافسة شركة سوني بنظامها بيتامكس، ثم جائت مجموعة « في اتش اس» التي اكتسحت السوق حينها، ولكن قام فيليبس بعمل شئ آخر وهو انتاج جهاز فيديو آخر ولكن بمدة ضعف مدة جهاز « في اتش اس»، ولكن ما اسرع اليابانيون بإنتاج نفس الشريط بنفس الجودة ولكن بثمن أقل، وهذا الأمر ما جعل «فيليبس» يستسلم ويضطر الي استخدام نظام «في اتش اس» ويترك نظامة الذي قام بإختراعه.
إنتاج القرص المدمج:
في عام 1982م كان كل العالم بإنتظار إنتاج القرص المدمج، الذي كان يعلن عنه «فيليبس» والذي كان يعمل بجودة أعلي بكثير جداً في التسجيل والتصوير مقارنة بشرائط الفيديو وقتها، وبالفعل تم إنتاج القرص المدمج، وذلك بالشراكة مع شركة سوني، ومن ثم إنتاج الدي في دي وبعدها بلو راي الموجود في هذا وقتنا هذا، واستمر «فيليبس» في التوسيع خطوة بخطوة حتي أصبح لا ينتج إلا المنتجات الغالية الثمن للشركات الكبيرة والمصانع والمستشفيات وهذا الأمر الذي حقق لة الكثير من الأموال والأرباح الكبيرة.
إقتحام المجال الطبي:
تعتزم شركة فيليبس توسيع محفظتها الطبية خلال العام الحالي عبر دمج الشركة مع شركة أمريكية متخصصة في تصنيع علاجات مستحدثة لأمراض القلب. الصفقة ستعزز حظوظ الشركة في قطاع صناعة الأجهزة الطبية.
وأعلنت الشركة الهولندية، أنها دفعت 2,2 مليار دولار لشراء شركة أميركية متخصصة في تصنيع علاجات مستحدثة لأمراض القلب والأوعية الدموية في إطار مساعيها لتوسعة محفظتها الطبية.
وبذلك تستحوذ الشركة الهولندية ومقرها أمستردام على شركة «سبكترانتيكس» التي طورت أجهزة ليزر وبالونات اختبار تستخدم في علاج انسدادات القلب والشرايين.